أرسل إليَّ أحد أقربائي رسالة لا أدري من أين اخذ نصها وفيها اأن اللُّغة العَّربية ظلمت المرأة في خمس مواضع وهي :
ان الرَّجل يوصف بالحَّي وتوصف المرأة بالحيَّة ويتولي القضاء فيدعي قاضيا وتتولاه فتدعي قاضية وهو يوصف بالمصيب وتوصف بالمصيبة ويدخل إالي مجلس الامة فيسمى نائبا وتدخل إليه فتسمى نائبة ويهويان شيئا فيقال له هاوٍ، ولها هاوية ؛ ويوحي صاحب النص أن الظُّلم كائنٌ في أنَّ الحيَّة كناية عن المحتالة والخبيثة ، وأن المصيبة هي ما يفدح الناس من ضررٍ عظيمٍ ، وأنَّ القاضية هي المصيبة التي تقضي على الناس ، وأنَّ النائبةَ أُختُ المصيبةِ ، وأن الهاوية من اسماء جهنم!!

والحقُ أنَّ اللُّغة العربية لم تظلم المرأة بل هي التي يقع عليها الظلم ، ولا سيما ظُلم من أرادَ التَفَكُه ، فحرَّف الأُمورَ عن مواضِعِهَا ، لِجَهْلِهِ أو تَجَاهُلِهِ قاعدة أساسية ، وهي أنَّ العبارة وليست الكلمة المفردة هي التي تعين المعني وأن المعوّل علي نِيَّة المُستعمِل ، وعلي ما يُمكنه إيصالُه من معني إلي المُتلَقَّي ، فألامرُ ليس مُطلقاً .


مصطفي علي الجوزو