التعريف : قصة قصيرة بطلها نموذج إنساني مكدٍ , متسول . لها راو , وبطل . تقوم على حدث طريف مغزاه مفارقة أدبية أو مسألة دينية أو مغامرة مضحكة , تحمل في داخلها لونا من ألوان النقد أو الثورة أو السخرية , وضعت في إطار من الصنعة اللفظية أو البلاغية .

أصل هذا الفن : بدأت المقامة على يد ( أبن دريد , وأبن الرومي والأصفاهين ) الذي انشؤوا احاديث هدفها معرفة اصول اللغة العربية والفاظها الغريبة , وبعده برع بديع الزمان الهمذاني في تأليف المقامات

أشهر الكتب في فن المقامة : المقامة الحلوانية , المقامة الحمدانية

أسم صاحب الكتاب : بديع الزمان الهمذاني

لمحة موجزة عن حياته :
هو أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحي بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (ولد
عام 358 هـ الموافق 969 م).من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همذان وبها ولد بديع الزمان فنسب
إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل
الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمذان المولد وتغلب المورد، ومضر
المحتد».وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي و موطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية
والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وراوية حديث.أخذ اللغة عن الأديب الكبير واللغوي الشهير صاحب المجمل في اللغة أبو الحسين أحمد بن
فارس، وتتلمذ لابن لال وابن تركان، وعبد الرحمن الإمام، و أبي بكر بن الحسين الفراء.في عام 380 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن
عباد،ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من
أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب
خلاف بينه و بين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور ,وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير
والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي, ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان
والتقيا, فلم يحسن الأول استقبال الثاني و حصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل
هذا الوضع بعض الناس و هيأوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل
سرعة خاطرته, و قوة بديهته .فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك و الرؤساء وفتحت له مجال
الاتصال بالعديد من أعيان المدينة, والتف حوله الكثير من طلاب العلم, فأملى عليهم بأكثر
من أربعمائة مقامة (لم يبقى منها سوى اثنتان وخمسون).لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور و غادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها
خلف بن أحمد أيما إكرام, لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء.وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا, فقد تلقى "'بديع
الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه,فغادرسجستان صوب غنزة حبث عاش في كنف السلطان محمود معززا مكرماً, وكانت بين
أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات, و في آخر
المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين
بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة و سادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة,
وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة سنة(395هجرية/1007ميلادية) ولم يكن قد بلغ
الأربعين من عمره، فودع الحياة التي خبرها .