1
جملةُ قتلتني، سأحاول ألّا أطيل في الحديث ولكن عليَّ أن أتكلّم قليلًا،.المعلم همه بطنه وماعليه بالطلاب -حقيقه-
هناك من قال أنّ الله قد علَّمَ المهندس، والطّبيب، و و و و .....
صحيح!! الله قد علّمنا كلّنا! ولكن مع الأخذ بالأسباب، بدليل أنّ هناك فوارق بيننا جميعًا.
على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يقول الله الشَّافي، وعندما يمرض يجلس ويقول الله الشَّافي.
وإذا قلت له اذهب للطّبيب سيرد عليك: هل الطبيب يشفيني؟؟ إنّ الله هو الشَّافي!
لرُبّما هذه الكلمة تدل فعلًا على مدى إيمانه! ولكنها تدل على مدى جهله؛ فالله جعل لكل داء دواء، وجعل لكل شيء سبب:
" وكُلّ شيء فصّلناه تفصيلًا" ...
هذه نقطة أولى، النُّقطة الثَّانية، هل كل معلم يجري على بطنه ولقمة عيشه؟ لرُبّما فعلًا هناك معلمون كثر نيتهم كسب المال.
ولكن هذا من حقّه! شاهد التّعب ومدى الصعوبة في مهنته، إنّه مربٍّ ومعلِّم! إنَّهُ قائد، شخص لرُبّما يخبرك كلمة واحدة تجعلها
منهجًا بحياتك وتسير عليهـا... وربما كلمة خاطئة تستمر طوال حياتك وأنت لم تعِ أنّها خاطئة إلَّا بعدما درست وبحثت جيدًا...
إنّنا نحن - العرب - أهملنا دور المعلم كثيرًا، وأهناه كثيرا - خصوصًا في دول الخليج - ولهذا نجد المستويات الّتي نراها.
بعكس الكثير من الدّول - أخص اليابان - تجدهم يعاملون المعلم ويعظمون شأنه كثيرًا!
سأضرب لكم حكاية كانت قديمًا - عندما كنّا عظمـاء - دخل أحد الأئمّة - نسيت اسمه - وكان جالسًا في محاضرة بالكُتَّاب - أشبه بالمدرسة قديما -
كان عندما يريد أن يقلب الورقة لينتقل لصفحة جديدة فإنّه يحركها ببطء وحذر شديد لكي لا يصدر صوتًا ويفوّت معلومةً أو يخرب على غيره من
المتعلّمين! شاهدوا الفارق بيننا وبينهم! شاهدوا مدى التّقدير الَّذي كانوا يكنون به لمن يعلمك!
نحن ننظر للاعبي كرة القدم، وللراقصات - أعتذر لذلك - وللفنّانين، وغيرهم .... نظرةً كبيرة ونظرة قدوة!
فلماذا لا ننظر مثل هذه النّظرة للعلمـاء؟ وللمدرسين؟ وكل من يحاول أن يعطينا معلومة؟!
لماذا لا نحترم العلم؟؟ حتى العلماء -لا أقصد العلماء أنفسم إنّما أي شخص متعلِّم - تجده أكثر نضجًا في تصرفاته وأخلاقه أفضل من غيره...
فهو ارتقى بنفسه وغذّى عقله خيرَ التّغذية، وكُلّما تعلّمت اقتربت من ربّك، وكلّما اقتربت من ربّك ازددت خلقًا لتصل لمكارم الأخلاق!
كثيرٌ منّا يتحدّث ويتذمَّرُ ويعيب على المعلمين ويدّعون أنّ العيب من المدرّس - وكأنّ الطالب فينا عالمٌ يستطيع تقييم المدرسين - وتجده
يسخر ويستهزئ ولا يحترم الحصص ولا يريد التعلّم ويدخل المدرسة كسولًا وكأنّه سيُرمى في البحرِ مثلًا!
غير أنّه نعسـان؛ فهو كان قد سهر على طاعة الله يصلّي القيام!!
في حياتي رأيت مدرسين أشكالًا وألوانا، منهم السيء القذر المُنافق، ومنهم من علّمني فعلًا.
ولكن القاعدة واحدة!! مهما كانت أخلاق المعلم، أسلوبه، شخصيته، معرفته، طريقته، أي شيء، جنسه، شكله، لونه، نوعه، إلخ....
أحترم كل كلمة تقال منه! حتى وإن كانت خاطئة، فأصححها في رأسي؛ فلكل وجهة نظره،...
فأنا أسير بمنهج: من علّمني حرفًا كُنتُ له عبدًا...
لا تنسوا أنّ المعلم كاد أن يكونَ رسولا، فهو يحمل رسالة، رسالة للأجيال جميعًا، فهو من يربّي الجيل، ويقوم السُّلوك.
لن تتربّى بحق وتتثقّف في بيتك، أو من أهلك، إنّما في مدرستك! وخير من يثقفك معلّمك.
استمروا يا أبطال في تلقين المعلم دروسًا قاسيةً، واستمرُوا في ذله وإهانته، ولن تصلوا إلّا لأن تكونوا مجرد تُراب يداسُ عليه من العدو.
وأقصد بالعدو هو من يستمر بتلقين إخواننا في فلسطين وغير فلسطين المُر...
والآن سيسألني أحدهم، هل التعليم في المدرسة هو من سيجعلنا نستطيع النهوض؟
إجابتي نعم وبكل بساطة وثقة... فهو أول الوسائل، وبداية الطريق... للمالانهاية.
فهو أفضل وسيلة، للوصول إلى أعلى المراتب، فأن تُبرمَجَ على المعرفة، وطلبها والسعي نحوهـا، واحترام من يعلمك، واحترام "كل كلمة تسمعها"
وتتعلم وتتعلم وتتعلم، ستحد نفسك قد حصّلت حصيلة ممتازة من العلم، وأقوى سلاح تتسلح به هو العلم!!
ونحن في عصر الماديّات، عصر العلم والتكنولوجيا، أرجو ألّا نبقى مستهلكين...
مبادرة طيبة R:Mira، وجزاكم الله خيرا.
أعتذر على الإطالة.