6
نصرٌ بلا قتال !
الزمان : رجب السنة التاسعة للهجرة .
المكان : تبوك .
المتحاربون : المسلمون ضد الروم وحلفائها العرب .
العدد : المسلمون ثلاثون ألف ، الروم أربعون ألف .
القادة : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهرقل عظيم الروم .
وصل الخبر للمسلمين ، أن هرقل قد أعد جيشاً قوامه أربعين ألفاً وقد توجه باتجاههم
بعد أن كان فتح مكة ودخل عدد كبير من الناس في الإسلام
فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثين ألف مقاتل
ولما أن وصل إلى أرض تبوك ، فماذا وجد؟ لقد وجد عجبًا ..
لقد فرت الجيوش الرومانية العملاقة التي تحكم و تسيطر على نصف مساحة المعمورة تقريباً
عندما علمت بقدوم رسول الله .
يقول الله تعالى :
{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُو االرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا } [آلعمران: 151] .
لقد راودتهم ذكريات مؤلمة لموقعةِ مُؤتة التي لم يمر عليها عامان بعدُ
حيث ارتبكت الجيوش الرومانية أمام ثلاثة آلاف مسلم فقط،
وليس ثلاثين ألفًاً ، ولم يكن في جيش مُؤتة رسول الله
بينما في تبوك الرسول يتوسط جيشه .
نعم لقد هرب الرومان خوفاً .. وتحقق نصر تبوك بلا قتال
و بقي النبي في أرض تبوك ما يقارب العشرين يوماً لضبط الأمن فيها .
نعم إنه نصر بلا قتال .. استغرق خمسين يوماً.. جيئة ومكوثاً وإياباً
لقد كشفت هذه الغزوة عن المنافقين الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن الثلاثة الذين صدقوا في توبتهم عن تخلفهم فأنزل الله قرآناً في توبتهم
إنها غزوة تبوك .. غزوة العسرة
لقد كانت غزوة شاقة في تحمل الحر الشديد والعطش الشديد وقلة الزاد
فكان انتصار المسلمين على أنفسهم واستجابتهم لنداء ربهم ونبيهم
هو النصر الحقيقي .. فكفاهم الله شر القتال .. وحقن الدماء
اللهم احقن دماء المسلمين .. وحقق لنا نصراً على أنفسنا
ونصراً على أعدائنا ..
ما أروع ذلك النصر !
وما أعظم ذلك الأجر !