3
أرأيت أجمل منه ؟!
زار المعتصم أحد رجاله في داره ، فاستقبله صبي صغير لم يتجاوز العاشرة من عمره ،
وكان استقبال الصبي لائقاً وينم عن ذكاء وأدب ونباهة .
أراد المعتصم أن يمتحن الصبي فقال له :
داري أحسن من دار أبيك ، فقال الصبي :
الآن دار أبي أحسن من دارك أيها الخليفة
فقال الخليفة : ولمَ دار أبيك أحسن ؟
فأجاب الصبي : لأنك فيها يا أمير المؤمنين .
أعجب الخليفة بجوابه ونزع خاتمه من إصبعه وقدّمه هدية للصبي وقال له :
أرأيت ما هو أجمل من هذا الخاتم ؟
أجاب الصبي : نعم يا أمير المؤمنين ، رأيت أجمل منه .
فقال الخليفة وما رأيت ؟
فقال الصبي : اليد التي كان فيها الخاتم فازداد سرور الخليفة وأنشد يقول :
نعمُ الإله على العباد كثيرة ٌ وأجلهن نجابة الأولاد