9
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }}
الحمد لله الذي اقتضت حكمته إرسال الأنبياء مؤيَّدين بمعجزات
لتكون تصديقًا لهم فيما يبلغون من رسالاته،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب المعجزات الخالدات،
كرمه ربه برحلةٍ لم يسبق لبشرٍ أن قام بها
فصعد إلى أعلى السماوات .... إلى سدرة المنتهى
ليشاهد آيات ربه التي لا يمكن لبشر أن يراها إلا عن طريق العون الإلهي
و منحه الله في هذه الرحلة عطاءً روحيًّا عظيماً .. تثبيتًا لفؤاده
ليتمكن من إتمام مسيرته في دعوة الناس إلى طريق الحق والهداية
فبعد أن توالت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحوادث والأزمات الكثيرة
وبعد أن واجه عليه الصلاة والسلام عنتاً من الكفار وتصدياً لدعوته ,
بالإضافة إلى فقدان نصيره ضد قريش عمه أبي طالب
وخسارته لشريكة حياته وحامية ظهره السيدة خديجة أم المؤمنين
التي كانت له السند والعون على تحمُّل الصعاب والمشقات في سبيل تبليغ دعوته السامية
أنعم الله على عبده ورسوله محمد صلوات الله عليه وسلامه بهذه المعجزة العظيمة
تطييباً لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه...
و ليشهد فيها من عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد
و لقد فرضت الصلاة في تلك الليلة في السماء السابعة
فأصبحت الركن الثاني من أركان الإسلام
وفي هذا دليل على أهمية هذه الرحلة العظيمة وأهمية الصلاة و مكانتها في الإسلام
وأمر بالقيام بها في السفر والحضر، والأمن والخوف، والصحة والمرض حتى أصبحت قُرَّة عين النبي
فعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( وجُعِلت قُرَّة عيني في الصلاة )) . . .
ولذلك نهنئكم أحبابنا أبطال أمل الشعوب بهذه المناسبة العظيمة
التي ستظل مدرسة لنا ، نستلهم منها الدروس والعبر،
فلعلنا ننتفع بهذه الدروس , ونحيي بها النفوس .
دمتم جميعاً بحفظ الله تعالى وتحياتي لكم أحبائي .