6
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً *
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوابَا ﴾
فتح مكة .. درس كبير من دروس الإسلام العظيمة
تتجلى فيه معاني التوكل على الله .. و تتجلى فيه معاني الرحمة والتسامح
إنه اليوم الذي أُنصف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام
بعد سنين من التحمل والمصابرة في سبيل نشر كلمة الحق وإعلاء راية الدين
فبعد أن ذاق المسلمون ألوان الاضهاد و العذاب في مكة قبل الهجرة
ومن ثم خرجوا من ديارهم مهاجرين إلى طيبة
تركوا ورائهم بيوتهم وأعمالهم و أموالهم
ولكن لم يتركوا رسالة الحق المبين
فنصرهم الله بعد إيمانهم وثباتهم على كلمة الحق ...
نعم المولى .. ونعم النصير
.
.
دخل المسلمون مكة من جميع أبوابها
في العشرين من رمضان في العام الثامن لهجرة الحبيب
صلى الله عليه وسلم
دخلوا دون قتال ... إلى أرض السلام بسلام
ونادى المنادي على الناس :
{{ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن،
ومن دخل المسجد فهو آمن }}
و صعد سيدنا بلال بن رباح إلى سطح الكعبة
وصدح بصوته الذي ملأ أرجاء مكة المكرمة :
الله أكبر ... الله أكبر ...
أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمداً رسول الله
إنه صوت الآذان عاد ليملأ مكة من جديد
صوت الحق الذي غاب عنها لحين
ولكن أبى الله إلا أن يتم نعمته على المسلمين
ويؤيدهم بنصرٍ مبين
.
.
ويبقى أهم درسٍ من دروس فتح مكة
درس التسامح والسلام ... من رسول السلام ..
عليه أفضل الصلاة والسلام
فقد سأل أهل مكة بعد أن عاد إليها فاتحاً :
{{ يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ }}
فرد عليه أهل مكة : ما تفعل إلا خيراً، أخٌ كريم و ابن أخٍ كريم
فجاء رد السلام من رسول الإسلام : {{ اذهبوا فأنتم الطلقاء }}
.
.
وبقي صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوماً قبل أن يعود إلى المدينة
و بعث خلالها السرايا لتحطيم الأصنام ونشر الإسلام فيها .
كان لفتح مكة آنذاك أثر كبير في نفوس العرب
فقد شرح اللّه صدر كثير منهم للإِسلام
ودخلوا في دين اللّه أفواجا
.
.
أمل الشعوب تتمنى لكل أبطالها الخير والسلام في هذه الذكرى المباركة