0
الحديث عن الناجحين يصب في قلوبنا رغبة في النجاح
و الحديث عن الصالحين يشوقنا لنكون من أهل الصلاح
حمزة بن عبد المطلب
رمز الشجاعة وقوة البأس وإغاثة الملهوف
كان عند عودته من الصحراء بعد غياب أيام بين الوحوش والأسود
يُفتح له الطريق في مكة ويقال :
" حمزة قادم افسحوا الطريق .. حمزة قادم "
وقف في وجه سيد قومهم أبو جهل
وقال قولته الشهيرة في ذاك اليوم :
(( أشهد أنه رسول الله .. وأن الذي يقول حق، فوالله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين. ))
.
.
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم، عم رسول الله وأخوه من الرضاعة،
يقال له: أسد الله، وأسد رسوله .
حينما أُخبر حمزة -وكان يومئذ مشركًا- أن أبا جهل اعترض لرسول الله عند الصفا فآذاه وشتمه
خرج سريعًا لا يقف على أحدٍ كما كان يصنع يريد الطواف بالبيت متعمدًا لأبي جهل أن يقع به
فلما دخل المسجد نظر إليه جالسًا في القوم
فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه على رأسه ضربة مملوءة
وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل،
فقالوا: ما نراك يا حمزة إلا صبأت. فقال حمزة: وما يمنعني وقد استبان لي ذلك منه
أنا أشهد أنه رسول الله، وأن الذي يقول حق،
فوالله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين.
فلما أسلم حمزة علمت قريش أن رسول الله قد عزَّ وامتنع، وأن حمزة سيمنعه
فكفوا عن بعض ما كانوا يتناولونه وينالون منه، فكان حمزة ممن أعز الله به الدين.
نعم لقد أعز الله الاسلام بحمزة.. ليقف شامخاً قوياً
.
.
و منذ أسلم حمزة نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه
حتى لقبه النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللقب العظيم:
"أسد الله ٬ وأسد رسوله"..
فأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء المشركين كان أميرها حمزة..
و أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدٍ من المسلمين كانت لحمزة..
ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر كان أسد الله ورسوله هناك يصنع الأعاجيب..!!
حتى أكرمهم الله بنصر ٍ عظيم ....
.
.
وجاءت غزوة أحد ... والتقى الجيشان وتوسط حمزة أرض الموت والقتال
وراح يصول ويجول لا يريد رأساً الا قطعه بسيفه ومضى يضرب في المشركين
وكأن المنايا طوع أمره يقف بها من يشاء فتصيبه في صميمه.!!
حتى أخذت فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة..
ولولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل ونزلوا الى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم..
لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلها
.
.
وفي الحرب كان وحشي يراقب حمزة لا هم له إلا أن يرديه قتيلاً
فقد عرف وحشي بين زعماء قريش أن رمحه يصيب أي هدف يريد
فقالوا له حريتك مقابل دم حمزة ....
فإذا برمحه يعلو الرقاب والهامات و يسقط على حمزة فيخترق قلبه
ليرتقي حمزة إلى جنان الخلد ليكون سيد الشهداء
وكما كانت حياته مدوية كانت موتته مدوية كذلك..
.
.
ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة يكرمه مرة أخرى بأن يجعل من شهادته فرصة لدرس عظيم
فبعد أن توعد الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه .. أن يثأر لدم أخيه حمزة
جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآية الكريمة:
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ...
وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }
.
.
طيب الله ثراك يا أسد الله وأسد رسوله