1
معجزة القرآن الكريم هي معجزه خالده باقيه الي يوم القيامة والقرآن خاتم الكتب السماوية..ليس له عصر معين في إعجازه ولا زمن محدود في تحديه للبشرية كلها.وهو لم يأت ككتاب
علم..هذه حقيقة يجب أن نعها في أذهاننا..ولكنه في الوقت نفسه جاء كمعجزه خالده باقية..ومن هنا فإن فيه إعجازاً لكل العصور إعجازاً لمن عاشوا قبلنا وإعجازاً لعصرنا هذا وإعجازاً
لمن سيأتون بعدنا..حتي تنتهي الدنيا وما فيها.
والقرآن جاء لينذر من كان حياً..ومن هنا فإنه موجه إلي الأحياء..وتحديه هو بالنسبة لمن يقيمون علي هذه الأرض..وليس لمن أنتقلوا منها إلي العلم الآخر..فأولئك يرون عين اليقين........
ويعرفون الحق بعد مغادرتهم الدنيا..
وتناول فضيلة الشيخ الشعراوي بعد ذلك..لماذا نزل القرآن ككتاب جامع للبشرية كلها؟.ولماذا كانت الكتب السماوية تنزل إلي أمة أو شعب لتعالج داءً بينما القرآن عالج جميع مشاكل ....
البشرية كلها؟..ثم روي بالتفصيل كيف أن القرآن مزق حجب الغيب الثلاثة..بل إنه دخل إلي أعماق النفس البرية..ليظهر ما يخبئه اإنسان..ولا يبوح به ..ولا يعلمه إلا الله.. مزق القرآن
بعد ذلك حجب المستقبل القريب والبعيد..فأنبأ عن اشياء لم يكن العقل يعتقد انها ستحدث..أو أنها يمكن أن تحدث..وتنبأ بنتائج حروب ومصائر شعوب..وقال لنا إن الأرض البشرية في..
أن تخلق ذبابة واحده..وكشف عما هو أصغر من الذرة..ونلاحظ أن كلمة أصغر معناها منتهي الدقة في صغر الحجم..لأن هناك صغيراً وأصغر..وقالوما تحت الثري) مشيراً إالي أن
هناك ثروات هائلة في باطن الأرض..ثم أنبأنا عن معجزة الخلق..وكيف تتم..وأبان لنا أشياء وصلنا إليها بالعلم الأرضي..وأشياء لم نصل إليها حتي الآن.. كل ذلك أوضحه فضيله الشيخ
محمد متولي الشعراوي في أسلوب سهل وجميل..وبطريقة مفهومة لكل إنسان.. والحقيقة أن هذا الكتاب يعتبر تفسيراً علمياً هاماً وعميقاً لبعض معجزات القرآن..وهو تفسير لم يتناوله....
أحد من الأئمة حتي الآن بهذه الصورة..ولم يقدمه بهذا الأسلوب السهل الممتع..وهو يضيف الي المكتبة القرآنية..مكتبة التفسير إضافات هامة يعتز بها كل مسلم.
هل يستطيع سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أن يتنبأ بنتيجة معركة حربية ستحدث بعد سبع او ثماني سنيين؟ ويحدد من الذي سينتصر؟ ومن الذي سيهزم؟ وما الذي يجعله يدخل في ..
قضية غيب كهذه؟ كيف يخبر الكفار بما تخفيه صدورهم ولم تهمس به شفاههم..ويقول لأعداء الإسلام ما سيقع لهم؟ ويتحدي في قضايا الغيب..وماذا كان يمكن أن يحدث لقضية الإيمان.
كله ..لو لم يصدق القرآن في كل حرف قاله؟ ولكنه صدق في كل ما قاله ..لماذا؟.
لأن القائل هو الله والفاعل هو الله.
القرآن الكريم: القرآن هو كلام الله المنزل علي رسوله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والتعبد بتلاوته..والمتحدي به.. والقرآن يحمل أكثر من معجزة.. تحدي الله به العرب اولاً..ثم....
تحدي به الإنس والجن..لم يتحد به الله الملائكة..لأن الملائكة ليس لهم أختيارات ليعملوا بها..أي أنهم يفعلون ما يؤمرون به من الله فقط.. قال-تعال-يا أيها الذين ءامنوا قوا انفسكم
وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملآئكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون). من هنا القرآن يتحدي كل القوي المختارة أو التي لها أختيار..التي ميزها..
الله..بقدرة العقل والفكر والأختيار..
وقبل أن نتحدث عن معجزة القرآن..يجب أن نحدد معني كلمة معزة.. حين يأتي إنسان ويقول إنه رسول من عند الله جاء ليبلغ بمنهجه..افصندقه؟ أم أننا نطالبه بإثبات ما بقول؟ إذا كان ..
لابد أن تجيء مع كل رسول معزة تثبت صدقه وفي رسالته وفي بلاغه عن الله وأن تكون المعجزة مما لايستطيع أحد ان يأتي به.وأن تكون أيضاً مما نبغ فيه قومه..ولماذا.حتي لا يقال..
إن الرسول قد تحدي قومه بأمر لا يعرفونه ولا موهبه لهم فيه.. فالتحدي يجب ان يكون في أمر نبغ فيه القوم حتي يكون للتحدي قيمة..ولذلك نلاحظ في معجزة كل رسول أنها جائت....
فيما نبغ فيه قومه..وأنها جاءت لتهدم من يتخذونه إلها من دون الله.. فمثلا معزة سيدنا إبراهيم عليه السلام.جاءت في قوم يعبدون الأصنام ويسجدون لها ويقدسونها..ولذلك عندما أرادوا..
إحراق إبراهيم عليه السلام جاءوا بهم أمام آلهتهم ليلقوه في النار..وكان المفروض أن هذه الآلهة تنتقم لنفسها ممن حطمها إذا كانت تستطيع لنفسها نفعاً أو ضراً..ولكنهم حين ألقوا......
بإبراهيم عليه السلام -الذي سفه معتقداتهم-في النار لم تحرقه النار..وخذلتهم ألهتهم.. قال-تعالي-قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً علي إبراهيم).صدق الله العظيم.
الخلاصة:
إذا أنتهينا إلي هذا نكون قد أثبتنا أن القرآن تحدي العرب وغير العرب في وقت نزوله ولكنا قلنا إن القرآن ليس له زمان..وليس له مكان..وأنه سيظل حتي قيام الساعة..فكيف يمكن أن...
يتحدي الأجيال القادمة؟!..لابد أن يكون القرآن معجزة دائمة..أن يعطي عطاءً لكل جيل لم يعطه للأجيال السابقة..
وقد كان...جاء في القرآن أشياء لو أن أحد أخبر بها وقت نزوله لأتهم الذين قالوها بالجنون..ولكنها جاءت للعصور القادمة،جاءت لتتحدي عبر الأجيال إلي يومنا..وإلي الأيام القادمة...
وفي النهاية أستودعكم الله.
ملاحظة:يا ريت تراعي تعبي وجهدي في الموضوع كلمة شكر تكفي.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.