2
ربما نقنع أنفسنا أصدقائي أن المثالية درجة لا يمكن بلوغها
بحجّة أنها أقرب للكمال
ولا كمال لأحدٍ في هذه الحياة
ولكن هذا ليس صحيحاً
فالسعي نحو تحقيق المثالية في كافة مجالات حياتنا
سواء في ذواتنا وعلاقاتنا وأيضاً في أخلاقنا
يجب أن يكون هدفنا الدائم والمستمر وفي جميع المراحل والظروف
لأنّ السعي نحو المثالية هو ارتقاء بذاتنا نحو الكمال الذي نحب
وهذا ما يمكن بلوغه في حال اجتهدنا وعملنا بجدّ على هذا الأمر
ومن أجل البدء في طريق المثالية الجميل
سنتعرف بدايةً على صفات الشخص المثالي
فهو أولاً متفوق في كافة النواحي العلمية والعملية والاجتماعية
ثانياً يحافظ على نظافته الدائمة، وعلى جمال مظهره الخارجي
ويهتم بالآخرين ويعطف عليهم ويساعدهم بحسب استطاعته
لديه سلوك مهذّب وجميل وهو على درجة عالية من الحياء والأدب
يحترم نفسه ويحترم الآخرين ويعاملهم بتهذيب ولباقة ولطفٍ ورفق.
يتميز بأنه كريم في ماله وأخلاقه وعمله وعلمه ويقدّم للآخرين قدر ما يستطيع.
وهو متواضع إلى حدٍ كبير لذا نراه يتحدث مع الآخرين بتواضع ويأخذ بكلامهم.
ولكي تحصل على هذه الشخصية:
عليك بالتقرب من الله عز وجل لأنه يمنحك الراحة النفسية ويجنبك التوتر والقلق
ويجعل قلبك نقيّاً وصافياً
وعليك بضبط نفسك وخاصة عند الغضب فلا تتلفظ بألفاظ غير لائقة أو غير مناسبة
وكذلك عند حالات الحزن الشديد فيجب التوازن وعدم الانهيار
وأخيراً لبلوغ المثالية لا بد من التحدث بلطف ولباقة ولطف مع تجنّب الكلام السيء.
رحلة موفقة نحو المثالية
أتمناها لك
ومهما كانت المسافات طويلة وشاقّة لا تضعف ولا تفتر صديقي
فما ينتظرك يستحق منك كل جهد
لأنه ليس مكاناً عادياً
ولا يصله إلّا المثاليون في كل شيء
فجعلنا الله وإياكم منهم