0
أثناء رجوع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غزوة ذات الرقاع
دار حوار بينه وبين جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ
يظهر حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه، واهتمامه بهم
ولطف حديثه معهم، وتفقّده لشؤونهم، ومواساته لهم بالمال والنصيحة .
حيث كان جابر على جمل له ضعيف
جعله يتخلف عن أصحابه
حتى أدركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: مالك يا جابر؟
قلت: يا رسول الله أبطأني جملي هذا
قال: أتبيعني جملك هذا يا جابر؟
قلت: يا رسول الله بل أهبه لك
قال: لا، ولكن بعنيه
قلت: فَسُمْنِيه يا رسول الله
قال: قد أخذته بدرهم
قلت: لا، إذن تغبنني يا رسول الله
قال: فبدرهمين
قلت: لا
فلم يزل يرفع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثمنه، حتى بلغ الأوقية.
فقلت: أفقد رضيت يا رسول الله ؟ قال: نعم، قلت: فهو لك.
قال: قد أخذته
وبعد وصوله المدينة، دعاه النبي صلى الله عليه وسلم
وقال له: خذ جملك ولك ثمنه
فرجع جابر ـ رضي الله عنه ـ بأوقية الذهب
وبالجمل يقضي عليه حاجته على بغضه له
إنها صورة لخُلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه .
لطف الحديث، والتواضع الرفيع، وفكاهة المحاورة،
والمحبة شديدة لأصحابه والوقوف على أحوالهم،
والمواساة في مشكلاتهم الاجتماعية مادياً ومعنوياً
فلنجعله لنا قدوةً أصدقائي
في صغير الأمر وكبيره