1
"24" ساعة
هذا عدد ساعات يومنا الذي يمضي كل يوم
ولكن يوم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهو بحد ذاته حياة أخرى
ونموذج يجعلك تشعر حقّأً بأن كل نفسٍ في حياتنا كنز من الكنوز
فالبداية هي من طلوع الفجر
وما أروعه من صباح يستفتح فيها أنفاسه بأذان بلال يصدح بكل خشوع وحب
فيصلّي بالناس الفجر في المسجد، ويجلس بعدها يحدّثهم
ويتدارس شؤونهم، ويذكر الله حتى تطلع الشمس
ويُصلّي بعدها
حتى إذا فرغ من الصلاة انطلق الى بيته ليكون في خدمة أهله
حيث كان يحلب شاته
ويرقع ثوبه
ويخصف نعله
ويقوم على قضاء حوائج أهل بيته
حتى إذا نودي للصلاة خرج إليها ليؤم الناس
وكان عليه الصلاة والسلام يجلس بعد الصلاة فيستغفر الله ويسبّحه
ثم يقضي بين الناس و يتفقّد أحوالهم في السوق والبيع والتجارة.
وكان يسلّم على من مرّ به، ولا يعبس في وجه أحد أبداً
و يمشي في قضاء حوائج الناس الكبير والصغير والأرملة والمسكين.
وكان عليه الصلاة والسلام ينام بعد الظهيرة قدراً يسيراً
وعند الطعام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان لا يدخل الطعام على الطعام
ولا يأكل حتى يشبع وإنّما يأكل الثلث ويدع لشرابه ولنفَسِهِ الثلثين
وهذا من تمام صحة الجسد.
وبعد أدائه لصلاة العشاء كان ينطلق إلى بيته ويسامر أهله،
وأحياناً كان يزور أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه في بيته يقضي بعضاً من وقته
ثم يعود إلى إحدى زوجاته وينام
ثم يستيقظ في الثلث الأخير من الليل فيقومه بإحدى عشرة ركعة،
ويتفكّر في خلق الله، ويخضع في صلاته في جنح الليل بين يدي ربّه عبداً،
رسولاً، نبيّاً، مكرّماً صلى الله عليه وسلّم.
هل رأيتم كيف مضى اليوم؟
مضى في الخير وللخير
فصلّى الله على معلم الناس الخير إلى يوم القيامة
ولنا فيه أسوة حسنة
فهيّا نستثمر اليوم في حياة لا تنتهي من الخير.