0
"الحياء لا يأتي إلا بخير"
"الحياء كله خير"
فكيف سيكون حال الحياء مع رسول الخير يا تُرى؟؟؟
لا بد أنه سيكون متجليّاً فيه بأجمل صوره
فهو رسول الخُلق والهدي الذي لا مثيل له
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي كان أشد حياءً من العذراء في خدرها
أمّا حال هذا الحياء
فهذا ما يظهر من خلال مواقفه الكثيرة
وإليكم بعضاً منها
أنه كان صلى الله عليه وسلم
إذا بلغه عن الرجل أمر غير جيد
أو رأى منه سلوكًا غير قويم،
فإنه لا يخاطب ذلك الشخص بعينه
ولا يوجّه كلامه إليه مباشرة
حياءً منه، وحرصاً على عدم جرح مشاعره أمام الآخرين
وكان في مثل هذه الحال
يوجه كلامه إلى عامّة من حوله، من غير أن يقصد أحداً بعينه،
و يقول: "ما بال أقوام يقولون: كذا وكذا"....
أي يشير إليهم بطريقة غير مباشرة وذلك حرصاً على مشاعرهم.
ومن صور حيائه أيضاً
أنه لا يردّ سائله، ولا يخيّب طالبه وقاصده
وكان الحياء صفة ملازمة له في كل أحيانه وأحواله
في ليله ونهاره، وفي سفره وإقامته، وفي بيته ومجتمعه،
ومع القريب والبعيد، والصديق والعدو، والعالم والجاهل
وكان مجلسه
" مجلس حلم وحياء"
فما ظنّكم بمن كانت مجالسه، مجالس تسود فيها صفات الحلم والحياء ؟!
فهيّا إلى الحياء أصدقائي
ولنجعله من الآن خُلقاً نفعله تأسيّا بحبيب الله صلى الله عليه وسلم