2
غضبه لله وليس لنفسه
إذا كان الغضب في حقيقته جمرة تشعل النيران في القلب
وتدفع صاحبها إلى قول ما يندم عليه، أو فعل ما لا تُحمد عقباه
أو كان دافعه الانتصار للنفس أوالحميَّة للآخرين،
فهو عند النبي صلى الله عليه وسلم له معنى آخر
فالغضب عنده صلى الله عليه وسلم هو قولٌ بالحق
وغيرةٌ على محارم الله
لا اعتداء فيه ولا غلوّ، بل دافعه دوماً إنكار لمنكر أو عتابٌ على ترك الأفضل
.
ومواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الغضب تكشف لنا عن دقَّة هذا الأمر في حياته
ومنها عندما حاول أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- الشفاعة في المرأة المخزومية التي سرقت، غضب
حتى عُرف ذلك في وجهه، وقال صلى الله عليه وسلم لأسامة: "أتشفع في حد من حدود الله تعالى؟،"،
ثم قام فخطب في الناس قائلاً: "إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف
أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"
كما أن غضبه عليه الصلاة والسلام لم يكن مقصوراً على ارتكاب المخالفات الشرعية
بل كان يغضب لمجرَّد تقاعس الناس عن الخير أو تركهم لما هو أولى
حيث قال جرير بن عبد الله : "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فحثنا على الصدقة، فأبطأ الناس، حتى رُئِي في وجهه الغضب".
هل رأيتم أصدقائي كيف أن غضب النبي صلى الله عليه وسلم كان لوجه الله تعالى،
لا انتصار فيه للنفس، ولا مدخل فيه للهوى،
وهذا هو المعيار الحقيقي للوصول إلى رضا الله عز وجل.
ونحن ما حال غضبنا؟؟؟
دعونا نفكر بالأمر قليلاً
لنعيد حساباتنا من جديد
ولتكون هذه العاطفة سبباً في سمونا لا العكس ابدأ