1
كيف لنا أن نصبح بمثل أخلاقه؟؟
فحيثما كان تجده صاحب الخلق الأكمل والتصرف الأمثل
قائداً، وزعيماً، ومربيّاً، وداعياً، وهادياً، وبشيراً، ونذيراً، وإنساناً
وما أكثر المواقف في ذلك
ولكن موقف اليوم مدرسة في الأخلاق والتواضع
فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم القائد يتفقد جنده في معركة الفرقان
في لحظاتٍ حرجةٍ، ودقائقَ صعبةٍ
حتى إذا بلغ بين الصفوف، سمِع من دونها صوتاً
ولم يكن - وحاشاه - يتَغَافَل كأن لم يسمَعْه
بل يصغي بقلبِه قبل لسانه
وخاصةً أن الصوت خرج بنفَسِ مظلومٍ، يرفع مظلمته
وإذ بالصحابي سواد بن غزية رضي الله عنه
يهمس مخاطباً قائده: يا رسول الله، أوجعتَني!
ولم يقل ذلك لمجردِ الإخبارِ
أو من الدُّعَابة والمزح الثقيل
فالموقِف لا يسمح
بل يصرِّح بذلك، ويطلب طلباً غريباً
فيقول: أوجعتَني، فأَقِدْنِي.
وبكل حبٍّ وصدق، وشجاعة أدبية ومطالبة بالحقوق،
مع المحافظة على احترام مقام القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم
يطلب القودَ؛ أي: القصاص.
وإذا كان موقف الصحابي يثير عجبك
فإن عجبك سيكون أكثر من القائد صلى الله عليه وسلم
فلم يُصدِر أمراً بسجن الجندي، أو بإخراجه من الصف، أو تجاهله
لم يَفعَل من ذلك شيئًا
بل فعل الأمر العُجاب وهو أن كشف عن بطنه، وقال: "استَقِدْ"
أي تقدَّم للقصاص، ولم يكن ظالماً ولا قاصداً
ولم يمنعه حرجُ اللحظة؛ ولم تؤخِّره شدَّة الموقِف
ولم يَحُلْ بينه وبين الاعتذار مقامُ القيادةِ
فهو إن أخطأ وتعدَّى على جندي من جنوده
ولو بدون قصد، بل هو بدون قصد
يتقدَّم دون تردُّد ولا مراجعة للقصاص
فهو حقٌّ، ولابدَّ من تأديته وعلى الفور
برغم أنه في وضع يمكنه أن يقرر ما يريد
لكنه كان فوق ذلك كله.
وعندما كشف رسول الله عن بطنه، قام سواد باعتناقه وتقبيله
فقال له رسول الله: "ما حملك على هذا يا سواد؟"
قال: يارسول الله، قد حضر ما ترى (من الحرب والقتال)
فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك..
سأترككم أصدقائي تفكرون بهذه العظمة الخلقية التي لم يرنا التاريخ مثلها
فصلى الله وسلم على معلم الأخلاق السامية
ترانا ماذا نفعل لو كنّا مكان رسول الله ؟؟؟!!!!