السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
ما هي بداية نشاة اللغة العربية :
هنالك العديد من الآراء والروايات حول أصل العربية لدى قدامى اللغويين العرب فيذهب البعض إلى أن يعرب كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت اللغة باسمه،
ورد في الحديث الشريف أن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من فتق لسانه بالعربية المبينة، وهو ابن أربع عشرة سنة بينما نسي لسان أبيه،
أما البعض الآخر فيذهب إلى القول أن العربية كانت لغة آدم في الجنة2، إلا أنه لا وجود لبراهين علمية أو أحاديث نبوية ثابتة ترجح أي من تلك الادعاءات.
ولو اعتمدنا المنهج العلمي وعلى ما توصلت إليه علوم اللسانيات والآثار والتاريخ فإن جل ما نعرفه أن اللغة العربية بجميع لهجاتها انبثقبت من مجموعة من اللهجات التي تسمى بلهجات شمال الجزيرة العربية القديمة.
أما لغات جنوب الجزيرة العربية أو مايسمى الآن باليمن أجزاء من عمان فتختلف عن اللغة العربية الشمالية التي انبثقت منها اللغة العربية، ولا تشترك معها إلا في كونها من اللغات السامية،
وقد كان علماء المسلمين المتقدمين يدركون ذلك حتى قال أبو عمرو بن العلاء (770م) : "ما لسان حمير بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا."
كيف تطورت اللغة العربية حتى أصبح على شكها الحالي ( اللغة العربية الفصحى ) ومذا كانت تسمى قبيل الإسلام :
تطورت اللغة العربية الحديثة عبر مئات السنين، وبعد مرور أكثر من ألفي سنة على ولادتها أصبحت - قبيل الإسلام - تسمى لغة مضر،
وكانت تستخدم في شمال الجزيرة، وقد قضت على اللغة العربية الشمالية القديمة وحلت محلها، بينما كانت تسمى اللغة العربية الجنوبية القديمة "لغة حمير" نسبة إلى أعظم ممالك اليمن آنذاك،
وما كاد النصف الأول للألفية الأولى للميلاد ينقضي حتى كانت هناك لغة لقريش، ولغة لهذيل ولغة لربيعة، ولغة لقضاعة. وهذه تسمى لغات وإن كانت ما تزال في ذلك الطور لهجات فحسب، إذ كان كل قوم منهم يفهمون غيرهم بسهولة.
ما هي العقبات التي تواجه لغتنا العربية في عصرنا الحالي :
تواجه العربية جملة من التحديات التي تعاني من أجلها نوعاً من العزلة عن الحياة اللغوية.
وأول هذه التحديات عزلة اللغة عن الاستعمال العام، حيث حلت اللهجات العامية محلها، وأخذت مكانها في ألسنة الناطقين العرب.
ونتج عن ذلك نشوء مجموعة اللهجات المحلية، التي تختلف من بلد لآخر داخل القطر الواحد، فإذا كان عدد البلاد العربية اثنتين وعشرين دولة، هي مجموع الأعضاء في جامعة الدول العربية، فإن لدينا اثنتين وعشرين لهجة عامة، تتفرع عنها لهجات بلدية تتميز كل منها عن الأخرى ببعض الخواص الصوتية، ومثلا في مصر ــ مثلاً ــ لهجة مشتركة بين جميع المواطنين، ولكن صعيد مصر (الوجه القبلي) له لهجته الخاصة المتميزة، كما أن للدلتا لهجتها المتميزة.
غير أن مجموع المواطنين في مصر يتفاهمون بالعامية المشتركة التي تتبناها أجهزة الإعلام، وتنشر بها رسالتها، سواء في ذلك الإذاعة والتلفزيون وأفلام السينما.
وهكذا الحال في كل قطر عربي، غير أنهم يقتربون من اللغة الفصحى عند مستوى ثقافي معين، فيخلطون مستوى الفصحى بمستوى العامية،
وتنشأ عن ذلك لغة (فصعمية)، أي : خليط من الفصحى والعامية، وهذا الخليط يختلف نسبياً من دولة إلى دولة. وإن كانت كمية الاختلافات قليلة، نظراً إلى انتشار وسائل الإعلام التي تستخدم في أحيان كثيرة المستوى (الفصعمي).
ولسنا نستطيع أن نتجاهل عاملاً خطيراً من بين عوامل عزل الفصحى، وهو استعمال المشتغلين بالتدريس في المدارس العامة (حتى نهاية المرحلة الثانوية) للهجات، أو لمستوى رديء من الفصعمية.
وأخطر من ذلك تأثيراً استخدام أساتدة الجامعات في الآداب للعامية (اللهجات المحلية)، وليس ذلك من باب المبالغة أو التجني، فنحن لا ننكر وجود أساتذة يحترمون اللغة الفصحى، ويلتزمون بأدائها في محاضراتهم.
وفي مقابل هؤلاء نجد بعض من يدرسون مادة (النحو العربي) ويستخدمون اللهجات العامية في مخاطبة الطلاب بقواعد النحو وسائر علوم العربية.
فإذا كانت هذه هي الحال في كليات الآداب، وبخاصة في علوم العربية،
فإن الحال أسوأ في سائر الكليات التي تتخصص في الفنون والعلوم المختلفة، بحيث لا يسمح للعربية أن تدلف إلى قاعات المحاضرات والبحوث. وربما جاز لنا أن نقول: إن جماهير الأساتذة في علوم الهندسة والطب والحقوق والعلوم والزراعة والفنون التشكيلية، والمواد التربوية... إلخ هؤلاء جميعاً لا يعرفون شيئاً من قواعد العربية الفصحى، وممارسة الحديث بها.
هذا تصوير غير مخل للوضع الذي تواجهه الفصحى في أوطانها العربية، فهي لا تجد لخطواتها مكاناً يسعها، اللهم إلا في بعض خطب الجمعة ــ على قلة ــ فأما مجالات الخطاب الجماهيري، كمجالس النواب والشورى والمجالس القومية المتخصصة فقد أخلصت ولاءها للعامية، وخاصمت الفصحى قولاً واحداً.
أذكر أسم صاحب الإنجازات التالية :
1- جامع القرآن الكريم وفي عهد أي خليفة:
في عصر خلافة ابي بكر الصديق شرع زيد ابن ثابت في جمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وعاونه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة، فعن عروة بن الزبير قال: لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه - فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. قال ابن حجر: رجاله ثقات مع انقطاعه .
2- مبتكر علم العروض :
هو "أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفَرَاهِيديِّ"، ويقال: الفُرْهودِي، الأزدي. والفراهيدي نسبة إلى فراهيد، وهي بطن من الأزد.
3- مبتكر علم الإعراب :
واضع أساس هذا العلم كعلم هو التابعي أبو الأسود الدؤلي 67هـ. وقيل أن هذا كان بإشارة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؛ ثم كتب الناس في هذا العلم بعد أبي الأسود إلى أن أكمل أبوابه الخليل بن أحمد الفراهيدي 165هـ ووضع أول معجم عربي وأسماه معجم العين، وكان ذلك في زمن هارون الرشيد. أخذ عن الخليل تلميذه سيبويه (أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر) 180هـ الذي أكثر من التفاريع ووضع الأدلة والشواهد من كلام العرب لقواعد هذا العلم.
وأصبح (كتاب سيبويه) أساسًا لكل ماكُتب بعده في علم النحو، ودوّن العلماء علم الصرف مع علم النحو، وإذا كان النحو مختصًا بالنظر في تغيّر شكل آخر الكلمة بتغير موقعها في الجملة، فإن الصرف مختص بالنظر في بنية الكلمة ومشتقاتها ومايطرأ عليها من الزيادة أو النقص.
إنشاء الله افوز واذا لم افز فمبارك من كل قلبي للفائز
بالتوفيق للجميع من أجمل المواضيع