2
بدأت الحكاية مع خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة التي أحبها وعاش فيها
ولطالما أراد أن يؤمن أهلها .. إلا أن مشيئة الله تقتضي
أن تبدأ دولة الدعوة وأركانها الأساسية في المدينة المنورة
ثم أن يعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة الحبيبة فاتحاً عزيزاً
في العشرين من رمضان من العام الثامن من الهجرة، الموافق 10 يناير 630 م
حيث سماه الله تعالى " فتحاً مبيناً "
لم يدخلها بتكبر الملوك .. بل دخلها ملكاً يملك القلوب تواضعاً وأخلاقاً
لم يدخلها جباراً قاسياً متفاخراً .. بل عفا عن الذين أجرموا بحق الدين
كان التواضع و العفو أخلاق خير المرسلين ..
لله درك يا رسول الله ..
تعلمنا في كل موقف أنك عظيم
وأنك جئتنا بخير دين ..
صبوراً .. في موطن الامتحان والشدة
متواضعاً ..في موطن العز والرفعة
عفواً .. في موطن القدرة والسلطة
ذلك ..كنت فاتحاً من أهل الفتح المبين
" ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيما "
لم تأتي لذة الانتصار يوم الفتح إلا بعد مرارة الصبر لأيام و أيام
إلا بعد معارك وتضحيات
إلا بعد صلح الحديبية الذي آلم المسلمين
و من هنا نعلم أننا لن ننعم بأي نصر و فتح في حياتنا
ما لم نتعب و نجتهد و نبذل ..
(وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )
فلا تسمح لنفسك بالتعب قبل بلوغ ما تريد .. فما النصر إلا صبر ساعة
وتمتع بالأخلاق الحسنة عند النصر و النجاح .. تعلّم من نبيك صلى الله عليه وسلم
تواضع في أكثر الأوقات زهواً ، و اعفُ في أكثر الأوقات مقدرةً