14
كم هو الكم الهائل من التثبيط والكلمات والإيحاءات السلبية التي نسمعها في اليوم والليلة؟
وربما في الساعة الواحدة, فهذا قائل لا تتعب نفسك فغيرك جرب ولم ينجح. وآخر يقول الظروف
صعبة والإمكانات لا تسمح,
وربما أشدها تأثيراً هي ما يردده الآباء على الأبناء تكراراً ومراراً.
وقد أكَّد ذلك مؤلف كتاب (ماذا تقول عندما تحدث نفسك؟) حيث قال:
خلال فترة 18 سنة الأولى من حياتنا يكون قد قيل لنا 148000 مرة كلمة
(لا) أو (لا تستطيع) أو (لا تؤدي ذلك), وفي المقابل خلال نفس الفترة فإن عدد الرسائل الإيجابية
قد تتجاوز 400 مرة فقط
لنوقف هذا الطوفان العرم من الكلمات والتلميحات وحتى النظرات السلبية.
فعندما سئل نابليون كيف زرعت الثقة في عقول أفراد جيشك؟
قال: كنت أرد بثلاث على ثلاث
من قال: لا أستطيع قلت: له حاول، ومن قال: لا أعرف قلت له: تعلّم، ومن قال: مستحيل قلت له: جرِّب
ولنبدأ بأنفسنا ولنتخلَّص من هذه الأفكار السلبية التي حملنها دهراً في خواطرنا وعقولنا,
ولا نفتأ نرددها بين جنبينا, فلا تقل رأي غير مسموع, أو لا يمكن أن أغير الواقع, أو لا أستطيع مقاومة التيار
وإياك أن تقول أنا طاقتي محدودة ..
كل الاختراعات التي نراها اليوم والتي لم تكن موجودة مسبقاً ..لأن إنسان بيننا قال بعزم وطموح: (بل أستطيع)
فحاول دائماً أن تشحن نفسك ومن حولك إيجابياً, فالتاريخ يعلمنا أن أستاذاً اسمه (آق شمس الدين)
كان يسير مع تلميذه بمحاذاة النهر المطل على سور القسطنطينية العنيد ويغرس في روحه وعقله
حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: (لتُفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش)
وكأني أراه يهمس في أذنه أنت ذلك الأمير!. لقد صدقت فراسة الشيخ في ذلك الطفل إنه (محمد الفاتح)