7
السلآم عَلَيكُمْ,
رَمَضانُ كَرِيمٍ,
اردت ان اِنْبَهْ عَنْ نُقْطَةٍ,
و هِي سَبَبُ تاخيري عَنْ وَضْعِ الْفَصْلِ,
فَانَا يا اعزائي لَا اُكْتُبْ لِكَيْ اُقْتُلْ وَقْتَ فَرَاغِي,
و لَا لِأَكْمِلَ الْقِصَّةَ,
بلْ حَتَّى يَمُرَّ عَلِيَّ الْهامَّ,
وَلَا اِنْحَرَفَ عَنْ طَرِيقِهَا ,
لِكَيْ اِصْلِ لِلنِّهَايَةِ كَمَا اردتها قَبْلَ بِدَايَةِ نقلها الى الورق ,
و الَانِ,
الفصل الثالث: توصيلة أحبآء
يوقف الآيآت القرآنية , و يقنع نفسه ,
الى ان وضع بعض الأغاني الاجنبية ,
قآئلآ :
ساكمل سماع القرآن لاحقا ,
و بعض الاغاني لن تضرني ,
و بينما هو يغير لائحة المسجلات ,
لكي يغيرها الى الاغاني ,
فيسمع صوت شاحنة ,
يرفع راسه فيجدها بعيدة عنه ببضعة امتآر ,
فيضرب برجله ليقدم الدراجة قليلا الى اليمين
ليبتعد عن مسار الشاحنة ,
و من شدة انطلاق الادرينالين , قام ذلك بسرعة ,
فضربت الجهة الامامة للشاحنة عجلته الخلفية
و اكملت طريقها الى الامام ,
و تدور دراجته نصفها في السماء و نصفها في الارض ,
و سماعاته تشد رقبته ,
و ظهره تنحفر مع اسمنت الطريق , قآئلآ :
الله اكبر !
فينتهي به الامر مرميا على جانب الطريق محاولا نزع السماعات من رقبته ,
بيديه الملطختين بالدمآء ,
و حالته يرثى لها ,
فيحن صاحب الشاحنة و يتوقف بعد ان كان زاعما على اكمال طريقه و كان شيئا لم يحدث ,
فيعكس جهة طريقه و يتوجه الى مكان سآمر ,
يتوقف ويقوم بركن بشاحنته و يخرج مسرعا ,
و فيساعده و ينزع له السماعات و يرى ان بعض جراحه خطيرة ,
و يتفاجئ بقطعة خشب صغيرة اخترقت ظهر سآمر ,
فينزع قميصه , و يثبته و يضع يده في فم سآمر و يطلب منه العض عندما يحس بالالم ,
ثم يسحبها و يخرج معها الآلآم و يبدا سآمر بفتك قبضة السآئق ,
ثم يتطاير الدم و هنا يقوم بتضميد الجرح و تثبيته بالقميص ,
ثم يحاول السائق رفع سآمر , وهو يقول :
لا عليك , سيكون كل شيء بخير ,
يفتح الباب و يرفعه الى الشاحنة و يضعه في المقعد و يركب بدوره ,
و يقول في نفسه :
يالها من مشكلة !
لا يقول سآمر شيئآ بينما يشغل السآئق الشاحنة و ينطلق ,
تمر الدقائق و ياخد السآئق زجاجة نبيذ و يعطيها لسآمر قآئلآ :
أشرب , ستخفف عليك ,
فيدير راسه يمينا و يسارا ,
فينزعج السآئق و يقول :
هذا ما لدي ,
بعد حوالي نصف ساعة , بعدما انتهى غروب الشمس ,
يصلان الى المدينة ,
فيوقف السآئق الشاحنة و يقول :
ساعود , إنتظرني !
ياتي طفلان صغيران مشردان , فيران عبر النافدة ان سآمر ليس في حالة جيدة ,
و من كان يظن ان طفلين مماثلين سيدخلان الى الشاحنة ,
و يسرقان المذياع و ياخدان زجاجة النبيذ
و لكنهما لم يمسان سآمر بشيء ,
بينما هو ينظر اليهما و يتمنى لو كان يستطيع المقاومة ,
و لكن التعب سيطر عليه ,
قائلا في نفسه :
اذن هذه هي سخرية القدر التي لطالما قراتها في الكتب !
يدرك سآمر انه في خطر بعد ما رحل الطفلان ,
و ان السائق سيغضب ,
فيحاول فتح الباب بيديه لكي يخرج و لا يقابل السائق بعد ما حصل ,
و هو يبتعد عن الشاحنة ببضعة خطوات , فيرى السائق حاملا دراجة و بعض الاغراض ,
فيحتار الاثنين ,
فالسائق محتار من ذهاب سآمر ,
و سآمر بدوره محتار من تفكير السائق حين اشترى هذه الاغراض ,
فتعم تلك اللحظة , اين ينظران الى بعضهما البعض ,
باعين صغيرة , و كان الخير لا يزال في هذه الدنيا ,
فيقول السائق :
اذا كنت مستعجلا ولا تريد البقاء معي , فليس لدي مشكلة ,
و لكن ابقا لبضعة دقائق حتى اضع لك الضمادات ,
و تاخد دراجتك الجديدة , واركب الشريحة في الهاتف الجديد ,
و اقبل دعوتي لكي احجز لك غرفة في اي فندق تريده ,
و بعدها , ساسمح لك بالذهاب ,
فتنزل دموع سآمر , و تنظف معها الغبار الذي على وجهه ,
السائق :
لماذا لآ تتكلم , قل اي شيء ,
هل تفكر في تلك الرسائل ؟ انها معي , لم لكن ابدا لاتركها هناك ,
و تمر عليه صورة اين ينزل في المطآر مع رجل ,فينفجر سآمر بكاء
و الرجل يبتسم يحك راسه و يقول :
سياتي اليوم الذي ستفقد شعرك فيه مثلي !
و لكن لا تفقد مبادئك , خصوصا في هذه البلاد ,
و يفقد وعيه و هو ينظر الى السمآء , و اخيرا قد تذكر و لو القليل ,
فيسرع اليه السائق و كان يعرفه من سنوات و يحمله ,
و يتجمع النآس , فيتعرق السآئق و يقول :
ماهذا التجمع ؟ لم يحصل شيء , انه اخي و ساعتني به ,
يدخله الى الشاحنة بعد ان ادخل الدراجة , و هو يرى النآس تتصل بالشرطة ,
يتفاجئ , فالمذياع ليس في مكانه , و زجاجة النبيد لا توجد ,
فينظر الى سآمر بنظرة غريبة , و هو يبحث عن المفتاح ,
فيسحب علبة نظاراته لكي يتفقد جيدا ,
فيجد المفتاح هناك ,
و ينطلق ,
تمر نصف ساعة , فيفتح سآمر عيناه ,
فيجد جراحه مضمدة , و هاتفه الجديد في جيبه ,
فيحس بالراحة , ثم نظر الى السائق نظرة خوف ,
فقال السائق :
هذا الحي مشهور بالسرقة , لا تخف , اعرف انهم مجرد اولاد صغآر ,
فليست هذه اول مرة , و لكن ما كان عليك ان تغادر الشاحنة ,
فانا هنا لمساعدتك ,
يسحب علبة عصير و يعطيها لسآمر قآئلآ :
بدى لي انك لا تشرب النبيذ , فاحضرت لك هذه ,
و انا اشكرك من كل قلبي لانك اخفيت المفتاح , و انت في تلك الحالة ,
فيقول سآمر و هو خجل :
شكرا ! و انا آسف على تلطخ الكرسي بالدمآء , لم اقصد ان ...
السائق :
لا تقل شيئآ , لا عليك ,اكمل العلبة و دعني اخرجك و احجز لك في هذا الفندق ,
يرن هاتف السائق :
اهلا سيدي ,
نعم ! انا في الطريق ,
لا , انه مجرد تاخير خفيف بسبب زحمة السيارات ,
لا تخف سيدي , ستصل السلعة في اقرب وقت ,
نعم , لقد اخدتها عند الجماعة , و تحققوا انها سليمة ,
حسنا ,
يقفل المكالمة و يقول :
يا فتى , لدي موعد , و نوعا ما انت في خطر اذا جلست معي ,
فدعنا نسرع !
سآمر :
لماذا انا في خطر ؟ هل تحمل شيئآ غير قانونيا في الشاحنة ؟
فيحس سآمر انه اكثر الحديث و تدخل في خصوصيات السآئق ,
فلا يقول السآئق شيئآ بينما اعتذر سآمر ,
السآئق و هو متحسر :
لدي عآئلة يآ فتى , مكونة من ثمانية بنآت ,
تخيل حالتي , و امهم توفيت ببطئ اثر مرض مزمن ,
و رب عملي طردني لان ولده تخرج و يحتاج وظيفة مؤقتة ,
فتوجب علي اعالتهم باي طريقة !
الغاية تفسر الوسيلة , و انا اؤمن بهذا .
سآمر :
اذا كنت تعلمت شيئآ وحيدا في هذه الدنيا ,
الا و هو , ان الشخص دآئما لديه الخيآر , و ان لم يكن ظاهرا جليا , فعليك ان تبحث عنه
لا تلقي اللوم على احد , بل اخرج و ابحث عن وظيفة ,
يحتار السائق , فكيف لفتى مثل سآمر , قام هو باعالته اليوم ,
ان يقول شيئآ ممآثلآ , و بثقة ,
سآمر :
انت على الاقل لديك عآئلة , تعطيك سببا للحياة ,
انا ليس لدي , و انا اقوم بافادة الاخرين فقط , لربما يتقبل الله ذلك
و يجازيني , فانت رجل طيب , و متاكد انك ستجد وظيفة تكفي لاعالة ابنآئك و اكثر ,
السائق :
معك حق يا فتى , ساحاول ,
و الان دعنى من هذه الاحاديث ,
فيخرج من الشاحنة و يفتح الباب لسآمر و يساعده للخروج ,
و يخرج الدراجة و يضعها في المركن ,
يدخلان معا الى فندق ليس بتلك الروعة , لكنه في اعين سآمر كبير ,
خصوصا في حالته ,
فيتكلمان مع غرفة الاستقبال , و يحجز له غرفة ,
يعطيه مفتاح الغرفة بعد ان دفع المستحقات ,
و سآمر ينظر اليه و لا يجد كلمة شكر تكفيه , و هو نسى ان السآئق من صدم دراجته ,
فيصعدان بالمصعد ,
و يقول السآئق :
لربما سنلتقي يوما مآ يآ فتى و سنتكلم اكثر ,
سآمر :
إن شآء الله , فانا اسكن في مدينة لوهآفر ,
خد رقمي !
يبتسم السآئق و يقول :
آسف , و لكن سبق و ان اخدته ,
فيضحك الاثنان رغم ما حدث ,
ينفتح باب المصعد ,
فيتجهان الى الغرفة , و يفتح السآئق الباب و يقوم بادخال سآمر ,
و يقفز سآمر فوق السرير و كانه استعاد طاقته للحظة ,
و يغفوا في نومه فجاة ,
فيبتسم السآئق ,
و يضع الرسائل فوق الطاولة , و معها اوراق نقدية ,
و ياخد سماعاته و يضعها بعد ان تذكر المشهد اين كانت تلف رقبة سآمر ,
و يخرج ,
و تمر تلك الليلة اين نام سآمر كطفل صغير ,
و يستيقظ في الصباح , فيرفع غطاءه ,
و يحس بعطش قاتل , فيفتح الثلاجة الصغيرة فيجد زجاجات النبيذ ,
فينزعج , لانه يعرف ان فنادق فرنسا تقوم بملئ الثلاجة بها عوضا عن المآء و العصير ,
يغسل وجهه بسرعة و يخرج من الغرفة ,
ينزل الى الطابق الاول , فيجد كافيتيرا صغيرة ,
فيطلب المآء و كآس حليب ,
يسحب العامل الطلبات و يعطيه و يقول :
ماهذا الزمان ؟النآس تموت يوميا و تترك عآئلتها وحيدة !
فيقول سآمر :
ماذا تقصد ؟
فيعطيه الجريدة و يقول :
إقرا بنفسك ,
ياخد الجريدة و يقرا الخبر :
فيتغير وجه سآمر , و يقول في نفسه :موت رجل إثر تشابكاته مع الشرطة خلال عملية تهريب مخدرات !
المدعوا ب أ.جورج , على الساعة 3 فجرا
و ذلك بعد ان اوقفوه كاجراء روتيني للتحقق من اوراق الشاحنة ,
فوجد الشرطة آثآر دمآء الى المقعد الآخر ,
و اشبته به في جريمة قتل , و انتقل الامر الى مستوى
اين وجدت الشرطة خمسة كيلو من المخدرآت ,
و الان الشرطة تقوم بتحقيق شآمل لتعرف مجريات العملية .
إهدا , مستحيل ان يكون السآئق , انها مجرد صدفة !
انت لست السبب في كل هذآ , فدمائك لن تلاحظها الشرطة .
فياخد الهاتف ليرى الساعة ليرا كم مضى وقت من الحادثة ,
فيجد رسالة بينما يفكر في تلك اللحظة الي اعتذر عن بقع الدم :
**انا السآئق , لقد امضينا وقتا رآئعا الليلة ,
لقد فكرت في كلامك , و اظنك على حق , و لهذا ستكون اخر عملية ,
سنلتقي قريبا , و لكننا لم نتبادل الاسمآء حتى ,
لهذا ساخبرك باسمي , و انا انتظر رسالة منك , و قمت بشحن الرصيد
حتى لا يكون لديك حجة ههه ,
انا جورح , و انت ؟ و اظن ان هذا الاسم سيكون مؤقتا ,
لاني سبق و ان اطلعت على الاسلام , و بعدما قابلتك ,
فكرت ان اصبح مسلما باسرع وقت ,
فانا رجل غير متدين ,
و هذا سيعطينا سببا قويا لنلتقي , اليس كذلك ؟
لا تنسى الرد سريعا , فانا اخيرا وجدت صديقا ,
**
يَتْبَعُ
اتمنى ان ارى اراءكم حَوْلَ الْقُصَّةِ و الْفَصْلَ الْجَدِيدَ,
و شَكِرَا,
سلامِي