6
السَّلامُ عَلَيْكُمْ
سَيُلاحِظُ البَعْضُ أَنَّ الفَصْلَ قَصِيرْ نِسْبَةً لِبَاقِي الفُصُولْ
و هَذَا لِأنِّي لَاحَظْتُ أَنَّ الكَثِيرَ مِنَ النَّاسِ يُفَضِلونَهُ هَكَذَا ,
وَ كذَلكَ مُحْتَوى هَذَا الفَصْل ,
أَرجُوا أنْ تَفْهَمُوا الرّسالةَ بِشَكْل صَحِيحْ ,
و الأَنْ
الْمُقَدِّمَةُ / الْفَصْلُ الْأَوْلَ: يَوْمُ عَمَلِ آخِرِ
الْفَصْلُ الثَّانِي: لِقَاءاتُ الْقَدَرِ
رِوَآيَة الْعَمَلَةَ الذَّهَبِيَّةَ / الْفَصْلُ الثَّالِثُ: تَوْصِيلَةُ احبآء
الفصل الرابع : غَلْطَةُ عُمْرٍ
يقرأُ اخر كلمة من الرسالة بِدموعه , و كانها ساكنةُُ في عينيه ,
و هو دائما يسال نفس السؤال : لماذا انا ؟
أَوَ لسنا كلنا نفعل ذلك ؟
فيبداُ الشيطان في عمله , اين يدخل تلك الافكار المظلمة على قلبه الابيض ,
قآئلا في نفسه :
انا السبب ! لولا دمائي لما قاموا بتفتيشه و لما حدث كل هذا ,
لولا انا لبقيت عائلته في أمان , مالذي سافعله الان ؟
و الناذل يقول و يكرر :
مالذي حصل يا سيدي ؟ انه مجرد مهرب مخدرات لعين ,
يمر حرف النون على اذنيه كالصاعقة فينهض و ينسا آلآم جسده ,
ساحبٌا قبضتهُ واضعا كل غضبه في تلك اللكمة التي اخترقت وجه الناذل ,
فينظر الجميع اليه و ينادي احدهم امن الفندق و سآمر ينظر الى يديه ,
اين ذلك الرجل المتواضع الذي لا يمس حشرة ؟
اين ذلك الوجه البشوش الذي تصدق على تلك العجوز ؟
مالذي حصل لتلك الأيادي التي كانت تعطي من دمها لذلك المتسول ؟
اين ذهب كل هذا ؟
هذه الافكار نزلت على راسه و رجال الامن يمسكون به و يرمونه خارج الفندق ,
و هم يحركون جسده , و سآمر ينظر الى الناذل المسكين الذي لم يعش اي طرف من القصة مرميا على الارض ,
فيجلس سآمر امام باب الفندق حين قال له احد العمال :
لم نتصل بالشرطة , و يجب ان تكون سعيدا لذلك !
فينظر إلى السماء و يصيح باعلى صوت :
لماذا انا ؟ لماذا ؟
فيجد الناذل مرميا و اغراضه امامه ,
نعم , لقد طُرد هُو و اغراضه و ان كانت شخصية مرمية لأَعْيُنِ الناس إن ارادوا سرقتها ,
و هو في حيرة , فيجن سآمر مجددا و يتذكر انه سبب موت شخص , و طرد اخر في يوم واحد ,
يركب في دراجته و ينطلق غاضبا ,
انها اول مرة يدير فيه سامر ظهره لمشكلة , لقد هرب و ترك مشكلة الناذل معه ,
مُحِسٌّا ان ضميره يلتقطُ أخر انفاسه , بين ليلة و ضحاها ,
يمشي بعض الامتار و ينزع الضمادات من رجليه و يديه و يرميها ,
ناسيا الالم و التعب المسيطران عليه ,
ينظر الى دراجته فيتذكر صاحبها , فيزداد جنونا ,
فيتوقف قبل ان يصل الى الطريق السريع , و عيناه الزرقاوتان تنظر الى محل النبيذ ,
فيقول في نفسه , ان لم يكن الشيطان :
لماذا اهتم ؟ لا اجد الا المشاكل , تبا لكل شيء !
فينزل و يتمعن في تلك الاوراق النقدية التي اعطته اياها العجوز و جورج ,
يسحب نصفها , و هو يدخل الى ذلك المحل , فيحتار ,
لان عاداته توصيه بان يذكر إسم الله في كل محط و فعل ,
و لكنها اول مرة , لا يتلفظ بها سآمر ببسم الله الرحمان الرحيم ,
فيسمع صياح الرجال , ان لم يكونوا ذكورا فقط ,
و الجو التعيس الساقط الذي يتبعه في ظله ,
فينظر الى الساقي الملتحي , و اي لحية هذه مشيرا الى زجاجتي نبيذ ,
فيسحبها الساقي و يضعها في كيس و يقول :
بصحتك !
فينظر الى عينيه مباشرة محتارا في ما يفعله ,
حتى افاقه الساقي قائلا :
يا رجل , خد الزجاجات و دعني اكمل عملي !
فياخدها سامر , و يخرج من المحل بسرعة حتى لا يراه الناس ,
اين سامر الذي كان يخجل كرمز للرجولة و العفة ؟
و اين هو من هذا المخلوق الذي يجري سريعا خوفا من ان يراه النآس اثناء فعل الحرام ؟
و أنساه الشيطان ان الله يراه !
يخرج و يركب دراجته , و يضع الزجاجات مع الحقيبة المخصصة للرسائل ,
و تمر دقائق فقط فيجد مكان هادئا , لا يوجد فيه احد ,
فينزل و ينظر حوله ليتاكد من خلُوِّ المنطقة ,
يركن دراجته و يدخل في ذلك المتنزه ,
يتَّكِئُ على ظهره و يسحب الزجاجة الاولى و يتمعن فيها ,
يحاول فتحها فلا يستطيع , فيستعمل اسنانه ,
فلا تنفتح , فيغضب و يستعمل أسنانه مجددا فتنفتح و تكسر معها سنّا ,
لا يتالم , و كيف له ان يحس بألم في حالته , اين لم يعطي حتى انتباها للدم
الذي خرج من لثته و الذي سبح في الزجاجة , لكن سامر لم ينتبه بذلك ,
حتى تذوق النبيذ لاول مرة في حياته و طعم الدم معه ,
فلم يعطه قلبه ان يكمل شربها بسبب الدم ,
اين انحطت اخلاقه لينسا العذاب الأليم و ينهي المنكر بمنكر ,
فيفتح الزجاجة الاخرى عن طريق شدها بحافة الرصيف ,
و يشربها كلها بثلاث دفعات , حتى في لحظة مماثلة ,
لا زال يطبق ما تعلمه من الرسول صلى الله عليه و سلم بدون ان يعلم ,
ياله من مشهد !
فرماها بعيدا و بدات أثار الثمالة تظهر عليه , و عينيه تغلقان شيئا فشيئا ,
حتى غلبه النعاس و نآم في تلك الحديقة بتلك الحالة تاركا دراجته على الطريق ,
و مافيها من رسائل و مسؤولية !
**
**
اتمنى ان ارى اراءكم حَوْلَ الْقِصَّةِ و الْفَصْلِ الْجَدِيدِ,
و شُكْرًا,
سلامِي