0
منارة أوروبا
من مؤشرات تطور الحضارة والعمران في أي أمة
هو الاهتمام بالعلم والقراءة
ليس على سبيل الدراسة والحصول على الشهادات فحسب
بل على سبيل كسب الثقافة والمعرفة والتعرف على إبداع الخالق
.
.
و في الحضارة التي كانت في مدينة قرطبة المثال الأبلغ على ذلك
فهذه المدينة الأندلسية التي بناها الخليفة الناصر عبد الرحمن بن محمد في العام 961 الميلادي
كانت أول مدينة في أوروبا كلها مرصوفة الشوارع ومنارةً في الليل ..
كانت مدينةَ النورِ وقِبلة العلماءِ والأدباء وتاجاً للحضارة تفخرُ به كل الأمة الإسلامية
من أول معالم المدينة التي ازدهرت في أيام تأسيسها الأولى هي مكتبتها العملاقة
التي وُجد فيها الكثير والكثير من كتب علماء الاسلام كابن النفيس وابن سينا والحسن بن الهيثم
فازدهرت بازدهار المكتبة كل الأندلس اقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً
حتى غدا كل بيتٍ في قرطبة لا يخلو من مكتبةٍ
وغدا كل شاب له حلقةُ علمٍ في اليوم على أقل تقدير
كانت قرطبة أكثرَ بلادِ الأندلس كتباً، وكان أهلها أشدّ الناسِ اعتناءً بخزائن الكتب
فارتقت بهم وبعلمهم حتى أصبحت أهم مدن أوروبا والمغرب الإسلامي ..
.
.
.
العلم يبنى بيوتاً لا عماد لها …… والجهل يهدم بيت العز والكرم