0
كم هو صعب ان تعجز عن الكلام , والأصعب أن تعجز عنه لسنين طويلة ..
كل موقف يمر علي أكون فيه بأمس الحاجة لكلمة تخرج من جوفي , لكني لا أجدها تخرج ..
كل موقف من تلك المواقف كان يقتل جزءًا يسيرا من ثقتي بنفسي .. وبالناس
كنت أنظر الى أذاعة الصباح كل يوم .. واستمع اليها بتدبر .. بتدبر في أصوات مقدميها لا في كلماتهم ..
ألحظ السنتهم ترفرف كالأجنحة وتطلق الكلمات بكل يسر .. أقارنها بما لدي فأحزن !
أتمنى يوما أن أكون بينهم .. لكني أدركت أن التمني لا ينفع أمام تلك القيود الباردة التي تستسل لساني .. يالثقلها !
لا أستطيع أن أحصي كم الضحكات التي وجهت الي كالسهام المسمومة .. سمها يؤلمني كل يوم .. بل كل مرة أفتح فيها فمي
أو كم الدموع التي ذرفتها سرا في معزل عن الناس , لعلي أطهر بها بعضًأ من تلك السموم .. لكني في كل أذرفها أتذكر قول أبي الحسن التهامي
"
ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ
وإذا رجـــوتَ المسـتـحـيـلَ فـإنَّـمــا تبـنـي الـرجـاءَ عـلـى شفـيـرٍ هـــارِ
"
ما زلت أنتظر الخلاص من أغلالي الباردة , لعلها تتكسر ذات يوم ؟!