هي امرأة وأي امرأة

لم تملك كثير مال ولا جاه وإنما كان لديها الحب والإخلاص

فجادت بما عجز عنه الرجال


إنها الصحابية الجليلة أم سُليم بنت ملحان الخزرجية الأنصارية من بني النجار

هي أم الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه حيث كانت له خير أم

لقنته الشهادة حين أشرق نور الإيمان في قلبها


وعزمت ألا تتزوج حتى يكبر فيجلس مجالس الرجال حيث كان زوجها مشركاً ومات على ذلك

قال عنها ولدها أنس رضي الله عنه:

{جزى الله أمي عني خيراً لقد أحسنت ولايتي}


كيف لا وقد جعلته يكبر ويترعرع في حضن النبوة

فقد قدمت أنيسها وحبيبها ليخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجادت بالحبيب إلى الحبيب

تقدم لخطبتها أبو طلحة من بني النجار وكان من كبار رجال المدينة


وأكثرهم مالاً لكنه مشرك فشرطت شرطها وفرضت مهرها

ألا وهو دخوله في الإسلام فكانت أكرم امرأة مهراً فمهرها الإسلام

خرجت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجهاد تداوي الجرحى وتعالج وتسقي الماء


ثم خرجت يوم حنين وكانت حاملاً بولدها عبد الله فحزمت وسطها

وتقلدت خنجرها للقتال هذه المرة ونسيت آلام الحمل ووهنه بحبها للإسلام ورسوله

قالت رضى الله عنها: لقد دعا لي رسول الله حتى ما أريد زيادة

بشرها رسول الله بالجنة فقال:

"دخلت الجنة فسمعت خشفةً فقلت: ما هذا؟ فقيل الرُّميصاء بنت ملحان "

انتقلت أم سُليم الملقبة بالرُّميصاء إلى جوار ربها راضية مرضية

بعد أن عطرت حياتها

بعطر حب رسول الله وحب الإسلام