عند إشراقة كل صباح اعتاد شاب على الذهاب

إلى الكشك المجاور لمنزله لشراء الصحف اليومية

وكان يبادر بإلقاء التحية على البائع الذي كان يقابله بجفاء

حيث لم يكن يرد على الشاب التحية بأحسن منها ولا بمثلها حتى !! ..


وكان يشارك الشاب في تلك العادة الصباحية رجل آخر

ولكنه استنكر فعل الشاب فكيف يُلقي التحية

على نحو مستمر لشخص لا يردها عليه؟!..


فقال الشاب: وما الغضاضة في أن أُلقي التحية عليه ؟


قال الرجل: وهل سمعت منه رداً طوال هذه الفترة ؟


فقال صاحبنا: لا. قال: إذن لِم تُلقي التحية على رجل لا يردها عليك ؟

فسأله صاحبنا: وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك ؟

أجاب الرجل: أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب

وهو لا يستحق أساساً إلقاء التحية عليه.


فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب ؟!

قال: نعم .فأجاب الشاب: هل تريد أن أتعلم منه ذلك أم أُعلمه الأدب ؟

فلو أصبحت مثله لا أُلقي التحية على من ألقاه

لتمكن هو مني وعلمني سلوكه الذي أسميته قلة أدب

وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى والمسيطر

فعندما أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية

أكون قد حافظت على ما أُؤمن به

وعاجلاً ام آجلاً سيتعلم مني حُسن الخلق .