2
هي الشفاء بنت عبد الله العدوية القرشية صحابية جليلة
عُرفت برجاحة العقل والفكر المستنير .
كانت من السَّباقين إلى الإيمان والهجرة
ولما رأت أنها من القليلات اللواتي يقرأن ويكتبن
عقدت العزم على خدمة الإسلام والمسلمين بما تملك من القدرة والمواهب
فكانت تدخل بيوت الصحابيات وتُعلِّمهنّ لتكون أول معلمة في الإسلام
وقد صارت للشفاء منزلة عظمى عند أمهات المؤمنين ,
وكانت صلتها بالسيدة حفصة رضى الله عنها وثيقة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعجبه عقلها وسعة معارفها
فبينما كان الرجال يجاهدون بالسيف كانت هي تجاهد بقلمها ومعارفها الطبية
حيث قادتها قراءتها إلى علم الطب والرُّقي
وقد استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في ذلك فأذن لها
فكانت ترقي من الحمى والحسد ,
وبعد وفاته صلى الله عليه وسلَّم تابعت المعلمة الطبيبة حياة العلم والجهاد
في ظل خلافتي الصّديق والفاروق
الذي بدوره كان يقدّمها في الرأي ويزورها في بيتها ويتفقد حالها
كان الناس يقصدونها لسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلَّم
فقد كانت من راويات الحديث الشريف
مرضت المعلَّمة الطبيبة التي طالما ساهمت في مداواة المسلمين
ثم انتقلت إلى جوار ربها راضية مرضية لتبقى سيرتها العطرة
تسمو بالمرأة في آفاق التقى والعلم والجهاد