2
يوسف بن تاشفين
إنه أعظم ملك مسلم في وقته
أسس أول إمبراطورية في الغرب الإسلامي من حدود تونس
إلى غانا جنوبًا والأندلس شمالًا
لقد أنقذ الأندلس من ضياع مُحَقَّق ..
إنه البطل يوسف بن تاشفين وكنيته أبو يعقوب
وهو بطل معركة الزَّلَّاقَة وقائدها،
الذي وَحَّد وضمَّ كلَّ ملوك الطوائف في الأندلس إلى دولته بالمغرب.
وصفه ابن الأثير في كتابه الكامل بقوله:
«كان حليمًا كريمًا، ديِّنًا خيرًا، يُحِبُّ أهل العلم والدين، ويُحَكِّمهم في بلاده، وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام»
لقد كانت شخصية يوسف بن تاشفين شخصية إسلامية متميزة؛
استجمعت من خصائل الخير وجوامع الفضيلة ما ندر أن يوجد مثلها في شخص مثله،
إنه لا يقلُّ عظمة عن يوسف بن أيوب الملقَّب بـ صلاح الدين الأيوبي،
وإذا كان الأخير قد ذاع صيته في المشرق الإسلامي
وهو يُقارع الصليبيين ويُوَحِّد المسلمين، فإن الأول قد انتشر أمره في المغرب الإسلامي
وهو يُقارع الإسبان وملوك الطوائف، ويُوَحِّد المسلمين في زمنٍ كان المسلمون فيه أحوج ما يكونون إلى أمثاله.
تُوُفِّيَ يوسف بن تاشفين في شهر المحرم عام (500هـ= 1107م)
عن عمر يقارب المائة عام، لقد كان واحدًا من عظماء المسلمين المغاربة،
الذين جدَّدُوا للأُمَّةِ أمر دينها ولم يأخذ حقَّه من الاهتمام التاريخي إلَّا قليلًا