3
تعتبر معركة بدر أول مواجهة عسكرية حصلت بين المسلمين وبين قريش
كما تعد هذه المعركة من أشهر المعارك التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم
ولهذه المعركة مكانه رفيعة ومتميزة في تاريخ الإسلام
وقعت معركة بدر الكبرى يوم السابع عشر من رمضان من العام الثانى للهجرة النبوية المباركة
ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أن أبا سفيان
قادم بقافلة تجارية لقريش من الشام تحمل أموالا عظيمة،
وكان المسلمون من قبل ذلك قد علموا أن قريشاً استولت على أموالهم بمكة
وهذا يعنى أن جزءً من هذا المال الموجود بالقافلة كان من مال المسلمين
ولن نقوم بسرد أحداث الغزوة ولكننا سنلقي الضوء على بعض الدروس
التى تستحق أن نقف عندها لنتأملها ولنحاول إسقاطها على واقعنا المعاصر
.
.
الدرس الأول :
في غزوة بدر نجد سنة من سنن الله في الكون
وهي أن الله سبحانه وتعالى يعطي دائما الفرصة للجهد البشري في صنع القرار
وهذا أمر ملحوظ في قصص الأنبياء السابقين،
فمثلا يأمر الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام فيقول :
(واضرب بعصاك البحر)
فهذا جهد وعمل أمر به موسى مع أن الله تعالى قادر على أن يفتح البحر دون حركة موسى
وفي غزوة بدر، كان بإمكان الله تعالى أن ينصر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم
وأن ينصر المسلمين دون حرب ودون أن يرهق المسلمين
لكن حكمة الله أوجبت هذا الاحتكاك وهذا التدافع واقتضته سنة الصراع بين الخير والشر
ثم يأتي النصر من عند الله لنصرة أولياءه الصالحين.
.
.
الدرس الثاني :
على الانسان أن يحذر من عاقبة الظلم فغزوة بدر عرفت مقتل 70 صنديداً من علية رجال مكة
الذين تصدو لأكبر وأعظم رسالة سماوية خرجت للعالمين،
ورغم ذلك فان الله تعالى أمهلهم وأفاض عليهم من نعمه إلى أن جاء أمر الله تعالى بهلاكهم
فخرجوا نحو مصارعهم بأنفسهم لينتقم الله منهم بسيوف أهل الإيمان و يقتلون شر قتلة
و ليكون مصيرهم النار والعياذ بالله قال تعالى : ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
.
.
الدرس الثالث :
إن غزوة بدر قد وقعت في رمضان شهر الصوم والصبر، وهذا تنبيه لنا جميعاً
إن هذا الشهر العظيم هو شهر النشاط والعمل الجاد والمتواصل وفرصة الجهاد المستمر وشهر الانتصارات
بعكس ما يعتقده البعض في هذا الزمان انه شهر الخمول والجوع والعطش
وشهر قتل الوقت في كل ما لا ينفع في انتظار آذان المغرب
فالنسارع إلى الخيرات والبر في هذا الشهر الكريم تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم
.
.
ستبقى غزوة بدر درساً بليغاً للأجيال
وستظل نبراساً مضيئاً للمسلمين
حتى يرث الله الأرض ومن عليها.