ليلة القَدْر

هي ليلة اصطفاها
الله تعالى من بين الليالي

لتكون ليلة خيرٍ من ألف شهر لتكون

ليلة الرحمة ...ليلة العفو ...

ليلة النور ...

ليلة الهدى ...ليلة السكينة ...

ليلة الشفاء ...

ليلة النجاة ... ليلة السلام ...

وكأنها اتصفت بجميع صفات القرآن ...

كيف لا وفيها أُنزل القرآن وما اكتسبت قدْرها إلا من قدْرِه

سبب تسميتها :

لعِظَم قدْرها وشرَفها بسبب نزول القرآن فيها ،

ولِقَدْر مَنْ أطاع
الله فيها ومنزلته عند ربه ،

وقيل لأن
الله تعالى يُقَّدر فيها الأمور والأحكام والله أعلم

قال الله تعالى : [وما آدراك ما ليلة القَدْر ]

خصائصها ومميزاتها :

أولاً: نزول القرآن الكريم فيها لذلك اتصفت هذه الليلة بكل صفاته

ثانياً : أنها ليلة خير من ألف شهر ،

أي أن العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر

فمن أحيا هذه الليلة فكأنما عَبَدَ
الله نيفاً وثمانين عاماً والله أعلم

قال تعالى : [ليلة القَدْر خيرٌ من الف شهر ]

ثالثاً : تتنزل الملائكة الكرام من السموات إلى الأرض في هذه الليلة

بعد أن يأذن
الله تعالى لهم

فينزلون جماعات ليروا ما فيها من طاعات وعبادات

مما ليس في السموات وقيل أنهم يزورون أتقياء الأمة ويعبدون
الله معهم في هذه الليلة

وأنهم يُسلّمون على عباد
الله المؤمنين ومن سلَّموا عليه غُفر له

قال تعالى :[تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ]

رابعاً : هي ليلة سلام ورحمة من أول يومها إلى طلوع الفجر

فهي سالمة من الشرور والآفات وأن
الله لا يُقدر فيها إلا الخير والسلامة لبني البشر

قال تعالى :[سلامٌ هي حتى مطلع الفجر ]

ثوابها :

- كنوز من الحسنات ... غفران لما مضى من الذنوب

بل هو العفو عن ما مضى فهي ليلة العفو ...

إجابة الدعاء ... العتق من النار

قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
رواه البخاري

متى هي :

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (تحرُّوا ليلة القدر في العشر الآواخر من رمضان )
رواه البخاري

روت السيدة عائشة رضي
الله عنها :أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل

وأيقظ أهله وجدَّ وشدَّ المئْزر .

وأنه صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالايجتهد في غيره (صحيح مسلم )

وأفضل الدعاء في هذه الليلة كما
أخبرنا صلى الله عليه وسلم

(
اللهم إنك عفو كريم تحبُّ العَفو فاعفُ عني )سنن الترمذي

يستحب فيها التنظف والتزين والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن

قال تعالى :[ خذوا زينتكم عند كل مسجد ]

ولكن تزيين الظاهر لا يُعتد به إلا بتزيين الباطن بالإنابة إلى
الله

وتطهير النفس من خبائث الذنوب والشهوات فالقلب محلُ نظر الرَّب

جعلنا
الله وإياكم من الموفقين لإحياء ليلة القدر والمقبولين عند الله تعالى

المعفو عنهم المعتقين من النار