6
عندما تحيطك تلك الخلوة الفارغة
وتشعر بوجودك في مكان قد يشعرك بالضيق
ستولّي مسرعاً إلى تلك اليد الحانية لتكمل معها طريقك
يد ذلك الصّاحب والمؤنس والأخ الذي يشاطرك نصف روحك .
إنه الصّديق الذي سيعيش معك في ساعاتك الحلوة والمرّة،
ومرآتك التي ترى بها روحك وهي تكبر في جسد آخر.
سيقاسمك ساعاتك ويشاركك في فراغك ويكون حاضراً لك في كل أوقاتك
ستشعر معه بتجانس في المزاج والتفكير.
أخلاقه ستنتقل إليك بالعدوى،وسيقودك إلى قمم النجاح العالية في الدنيا والآخرة
سيؤثّر بك كما ستؤثّر به، وقد تكبر وتكبر تلك الصلات
بينكما لتصبحا قلباً واحداً سرّاؤه واحد وضرّاؤه واحد.
ولكن من هذا الذي سنسمح له بأن يكون مؤنسنا الودود ورفيق دربنا القريب ؟؟؟
إنك به تُعرف وتُوصف ، لذلك وجب أن يكون انتقاؤك له متأنياً وواعياً وحذراً....
فاحرص على صحبة تكون بريئة من الأغراض
وأن تولد وتكبر في طريق الإيمان والإحسان.
وأن تعينك على أداء الواجب وحفظ الحقوق واجتناب السوء في كل شيء .
اختر من يصوّب لك خطأك ويتجاوز عن سيئاتك
ويحفظ لك غيبتك ويقودك إلى الأعلى دوماً.
فالصديق هو الشريك الغالي في عقد الصداقة
الذي ينبض بالحب والوفاء والذي أسس ليبني لا ليهدم.
لذلك اجعل في قلبك دوماً
تلك البوصلة التي تدلك على الصديق الصحيح في الطريق الصحيح.