صاحبُ أجمل خطٍ في الدنيا وبيدٍ واحدة!

الإرادة تصنع المعجزات

حقيقةٌ تجلّت في سيرة هذا المهندس والخطّاط

الذي أسس خطي النسخ والثلث وبيدٍ واحدةٍ فقط.

اسمه محمد بن علي بن الحسن بن المقلة

المولود في بغداد عام 886 م

عُيّن وزيراً لثلاث من الخلفاء العباسيين

وتعرّض في عهد الخليفة الراضي لعديد من المحن والفتن

كان أشدها إصدار الخليفة لأمرٍ بقطع يده اليمنى ورميها في نهر دجلة ودخوله فيما بعد إلى السجن !

لكن الخليفة عاد عن فعله وندم على إصداره ذلك الحكم وأرسل لتخلية سبيله ورشحه للوزارة من جديد.

عاد إلى عمله ولكن هذه المرة بيدٍ واحدةٍ !!!

ولكن ما فعله بها قد لا يفعله من لديه يدان اثنتان

فقد كان يشدّ القلم إلى ساعده ويكتب به

ومرّن يده اليسرى حتى أجاد الكتابة بها

وحقق إنجازات كبيرة على صعيد الخط العربي.

حيث كان أول من هندس حروف الخط العربي ووضع لها القوانين والقواعد، وقدّر

مقاييسها وأبعادها بالنقط، وضبطها ضبطاً محكماً.

كما ألّف كتاباً في علم الخط والقلم وكان أول من كتب مصنفاً في الخط العربي

ذكر فيه مصطلحات هذا العلم البديع

وأخرج من الحروف أشكالاً هندسيةً، وعنه انتشر الخط في مشارق الأرض ومغاربها

وذاع صيته بين الناس ووصفوه بأنه صاحب أجمل خطوط الدنيا .

كان يبذل جهده ليل نهار في القراءة وكتابة الشعر والنثر وتجويد الخط حتى أسّس خطي النسخ والثلث

توفي عام 939م ، بعد أن ترك العديد من المؤلفات والرسائل والأشعار والوصايا

التي تحذّر من الخطر الذي يحدق بالخط العربي

وضرورة العلو والارتقاء به وتدريسه في المدارس والكليات والجامعات، حتى لا يُسحق

تحت عجلات الخطوط الحديثة التي تنتجها الآلة وبخاصة الحاسوب .

من يقول أن يداً واحدة لا تصفق ..

سنخبره أنها تكتب أجمل خط في الدنيا
.
.
.

ابن المقلة