1
لحظة تسلّمك لشهادةٍ عاليةٍ
لحظة حيازتك لنجاحٍ باهرٍ
لحظة وصولك إلى قمةٍ ما
لحظة نجاحك وتميّزك ووصولك إلى هدفٍ كنت تحلم به يوماً
هي اللحظات المناسبة لخروج ذلك الطائر الكبير الذي يسكن في داخلك
طائر الطاووس الذي ينتظر إنجازاتك ليظهر بريشه وهو يزهو ويتبختر ويتباهى بجماله
نعم ياصديقي
ففي داخل كل منا طاووس ينمو ويكبر وينفش ريشه بالتدريج كلّما وجد الفرصة المناسبة ليفعل
فيظهر هذا الطائر الجميل على حقيقته ليفترسك ويزاحمك على قمتك
عند النجاح، عند النصر، عند العُلا
سيطلُّ هذا الطاووس ليجعلك تزهو بنفسك
وتتصور أن النصر حكرٌ لك وحدك وأن التفوق سيكون حليفك دوماً
لذلك وجب أن تحذره وتحذر الزهو والعجب اللذين في جعبته
عليك أن تؤمن بنفسك عند الإبداع، عند الإنجاز
وأن تطلب العون الإلهي لك في فعلك
وأن تؤمن أنّ الله يدفعك ويقوّيك
ولكن – ما إن تنتهي من ذلك الإنجاز –
عليك أن تعود إلى الله، الفاعل الأول ومسبب الأسباب
لكي تتوازن وتثمر في حياتك أكثر
بذلكفقط، تستطيع أن توقف ذلك الطائر النائم في أعماقك
الذي قد يبدو للوهلة الأولى طيراً شديد الجمال وشديد الاعتزاز بريشه وألوانه..
لكنّه لا يجيد التحليق..وسيأخذ منك جناحيك
إن لم تحذره وتتنبه لوجوده.