تلا علينا كتاب الله العظيم

بصوتٍ قويٍّ جميلٍ وأداءٍ طيبٍ أيقظ القلب والعقل

فلم يُنسَ حيّاً ولا ميّتاً

إنه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

الذي ولد عام 1927 بقرية المراعزة بمحافظة قنا بجنوب مصر

و نشأ في بقعةٍ طاهرةٍ تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويداً

حيث كان
جده ووالده من الأتقياء والحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن

تميّز بجملة من المواهب والصفات التي جعلته من أكثر القرّاء تكريماً ومكانةً

حيث
تميّز بشدة انتباهه وحرصه على متابعة أستاذه بشغف وحب

وتمتع بقدرته على التحكم بمخارج الألفاظ والوقف والابتداء

وعذوبة في الصوت تسرُّ الآذان بالسماع والاستماع

وأثناء عودته إلى البيت كان يرتّل ما سمعه من أستاذه بصوته القوي الجميل

متمتعاً بأداءٍ طيبٍ يستوقف كل ذي سمع

نال قدراً من الشهرة والمنزلة التي ترّبع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم

لما يقرب من نصف قرن من الزمان

عمل قارئاً في الإذاعة المصرية عام 1951

وكان
أحد النجوم اللامعة والكواكب النيّرة المضيئة بقوة في سماء التلاوة

جاب العالم شرقاً وغرباً .. شمالاً وجنوباً وصولاً إلى المسلمين

في أي مكان من أرض الله الواسعة

كانت
وفاته في 30/11/1988 بعد عمرٍ قضاه مع القرآن

وكان رحيله ويوم وداعه حادثةً أثرّت بقلوب ملايين المسلمين

في كل مكان من أرجاء الدنيا وكانت

جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي

وجُعل يوم وفاته من كلِّ عامٍ يوم تكريم لشيخٍ

جذب الملايين إلى كتاب الله

بصوته الشجي الملائكي الذي يحمل النور ويهزّ الوجدان بكلِّ هيبةٍ ورهبةٍ وجلالٍ

فعاش مع القرآن وجعله حيّاً في قلوبنا

فكان من أشراف الأمة

"
أشراف أمتي حملة القرآن"