دعونا نتتبع أثره الذي لا يضلُّ عنه أحد

فريحه الطيّبة و مسكه العبق يملأان كلَّ مكانٍ يمرُّ فيه

إنه
مصعب بن عمير رضي الله عنه

الشاب الذي ألقى الدنيا بكل ما تمتع فيها من نعيم

وسار إلى الله بخُطًا يحدوها
الشوق ويدفعها الأمل

ليرقى في
منازل المحبين

شابٌ تقيٌ وداعيةٌ مجاهدٌ، نوّر الله قلبه

فأسلم طائعاً وهاجر
معلّماً وداعياً، ومات مجاهداً شهيداً

كان قبل إسلامه
شاباً غنياً جميلاً مدللاً منعّماً،

حسن الوجه يلبس أحسن الثياب وأغلاها،

يعرفه أهل مكة بعطره الذي يفوح منه
دائماً

وأبواه كانا من
أغنى أغنياء مكة

حاولت أمه أن تُثنيه عن الإسلام فلم يستجب لها،

فحبسته وحرمته من
كل نعيم كانت تَغدُقه عليه.

لكنَّ
مصعباً كان يعلم أن ما حُرم منه في هذه الدنيا سيجده عند الله خير وأبقى

اختاره النبي صلى الله عليه وسلم
أولَ وخيرَ سفير في الإسلامِ إلى يثرب

ليُعلِّم الناس
القرآن ويُصلي بهم...

واستطاع
بإخلاصه وحُسنِ خُلقه وصفاءِ نفسه ورجاحةِ عقله وحكمته،

أن يجمع بين أهل يثربَ ويوحّد بينهم و
يحبّبَ إليهم دين الله

و
طاعةَ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وفي
غزوة أحد، اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم

ليحمل
لواء المسلمين ثم يتشرف بالشهادة في سبيل الله فيها

فلا يجد
المسلمون عند موته غير ثوبٍ قصير لا يكفي كفناً له.

رحل
مصعب ليقول لك أيها التائه في البحث عن السعادة

من كان يظنُّ أن السعادة في
الجاه والشرف والمال فقد أخطأ..

رحل
مصعب ليقول لكل منا

إن كنت تريد
الرفعة والعزة والسعادة فاطلبها في طاعة الله عز وجل

و
طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم