2
إذا انسكب اللبن
ماذا تُرانا نفعل؟
لو أنَّ زجاجةً مملوءةً باللبن قد وقعت أرضاً وأُريق ما فيها وذهب إلى غير رجعةٍ
فمهما أخذنا من أسباب لعودتها فلن نفلح ولن يعود شيءٌ منها
حيث كان بإمكاننا بشيءٍ يسيرٍ من الحيطة والحذر أن نتلافى هذه الخسارة
ولكن فات الوقت وكل ما نستطيعه هو أن نمحو أثرها وننساها
ثم نعود للعمل بهمّة ونشاط
زجاجة اللبن تلك
هي مواقفٌ كثيرةٌ تتكرر في حياتنا
فكم منا تأخذه حالات القلق لأشياء صنعها في الماضي
فأضاع حاضره في تفكيرٍ وهمٍّ لا يجدي نفعاً ولا يغيّر واقعاً
ورافقته كلمات التحسّر والندم
لو أنّي صنعت غير ما صنعت..لو أنّي قلت غير ما قلت
وفي ذلك ضياعٌ لا يعيد لنا لحظةً من ماضٍ ذهب
إنه لمن الخير أن نكرّس جهدنا وتفكيرنا لاستئناف
ما هو آتٍ بمزيدٍ من النّشاط والعمل مع التعلّم مما مضى
أفضل من أن نعود بأفكارنا ومشاعرنا إلى أحداث طواها الزمن
ونعيش بحالٍ من التحسّر الذي يضيّع الوقت ويشغل البال
تذكر دوماً يا صديقي
أن تمسح أثر زجاجتك كلّما سقطت
وأن تستأنف مسيرك القادم بمزيدٍ من النشاط والعمل .