هل فكرّت يوماً



لماذا تعجز عن تخيّل شيئين في وقتٍ واحدٍ؟



أو أن تجمع بين إحساسين متناقضين في وقتٍ واحدٍ؟



السبب في ذلك هو أنَّ أحد القوانين الأساسية التي اكتشفها علم النفس وهو :



أنّه من المحال



لأي ذهنٍ بشريٍ - مهما كان خارقاً - أن ينشغل بأكثر من أمرٍ في وقتٍ واحدٍ



فإذا استنفد الحق والخير مالديك من طاقةٍ مختزنةٍ، فإنَّ الباطل لن يجد بقيةً يستمد منها



وهذا القانون البسيط هو الذي مكّن الأطباء النفسيين الملحقين بالجيش أن يأتوا بالعجائب من خلال الحرب،

عندما كان يأتي إليهم الجنود الذين أنهكت الحرب أعصابهم ..فكانوا يقولون: أشغلوهم بعملٍ ما


نعم



ونحن أيضاً إن شحنّا أوقاتنا بالواجبات، وانتقلنا من عملٍ إلى عملٍ آخر



فهذا حتماً سيحمينا من علل البطالة ولوثات الفراغ التي تملأ نفوسنا بوساوس القلق والخوف والغيرة والحسد .



فالنفس لا تهدأ إذا لم تدر في حركةٍ سريعةٍ من مشروعات الخير والجهاد والإنتاج المنظّم



فمن أشهر ما قيل في ذلك قول الإمام الشافعي:



"إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل"



فأفضل ما تصون به حياتك هو أن ترسم منهاجاً يستغرق كل أوقاتك

ولا تترك فرصةً لفراغٍ أن يلهوَ بك عن غايتك



فاجعل من عملك طارداً لفراغك وأوهامك على الدوام