ღღ مجهول في حياتي ღღ - الصفحة 9
صفحة 9 من 9 الأولىالأولى ... 789
النتائج 81 إلى 84 من 84

الموضوع: ღღ مجهول في حياتي ღღ

  1. #81
    بطل مقاتل الصورة الرمزية omer2015
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    217
    Thumbs Up/Down
    Received: 133/1
    Given: 9/1
    البارت السادس عشر ...



    * * *



    عينانِ غارقتان بجمال القمر الساحري .. وقلبٌ ذائبٌ في حبهِ .. والعقلُ لم يرتح ولو لدقيقةٍ من التفكير ..



    ونسيمٌ دافئٌ يتخللُ الأرجاء .. و أقدامٌ تتداخلُ في مياهٍ باردة .. والهدوءُ سائدٌ بالمكان ..



    لا تسمع سوى تلاطمِ الأمواج بهدوء .. ليخرج لنا صوتٌ ينادي مع تنهيدة توتر ..



    " جـــولـــيـــتـــــــا " .. ماذا تفعلين الآن ..؟؟



    ثمَ تمددَ على الرمل .. وغرقَ بأفكارهِ للبعيدِ البعيد ..



    و إذا بصوتٍ قاطعَ أفكارهُ و هدوءه ..



    إنهُ صوتُ هاتفهِ منبهاً بوصولِ رسالة ..



    فأخرجَ هاتفهُ من جيبهِ ليرى منِ المرسل .. وبتوترٍ قال ..




    إنها .. إنها " جوليتا " .. و أنا واثقٌ بأنها ...




    وعندما فتح الرسالةَ و قرأ محتواها .. تفتحت عيناهُ إلى آخرها .. ونهضَ وعادَ مسرعاً إلى المنزل ..



    . . . .





    تنفست " جوليتا " الصعداءُ و قالت ..



    لقد .. لقد أرسلتُ إليهِ ردي .. و لا أعلمُ ما الذي سيحدثُ بعدها ..




    فالتفتت إليها " ميتسومي " و قالت ..



    حسناً يا عزيزتي .. فل تنامي الآن .. وغداً أخبريني بما كتبتِ ..



    فأغمضت " جوليتا " عينيها القلقتين .. ونامت ..



    . .





    " جوليتا " هيا انهضي .. لقد نمنا سوية واستيقظتُ قبلك .. هيا أريدك أن تلعبي معي ..




    قالها الصغير " يوشي " وهوَ جالسٌ فوق أختهِ يحاولُ إيقاظها ..




    ففتحت " جوليتا " عينيها بصعوبةٍ و قالت ..




    عزيزي .. بالأمسِ عندما نمتَ أنت .. لم أستطع النوم لأني كنت مشغولةَ البال .. ولم أنم إلا بوقتٍ متأخر ..




    فأرجوك اتركني أنام ..





    فنزلَ " يوشي " من على السرير وقال بحزن ..




    حسناً .. سأذهبُ و أدعكِ تنامين ..




    ولم يغلق " يوشي " الباب إلا وقد غطت " جوليتا " في النومِ بجانبِ صديقتها ..



    . . .




    عزيزتي .. " جوليتا " استيقظي .. إن الآن الساعةَ الواحدة ظهراً ..




    قالتها " ميتسومي " وهي تجلسُ بجانبِ " جوليتا " محاولةً إيقاظها ..




    وبعدَ مرورِ دقائق قليلة فتحت " جوليتا " عينيها بهدوءٍ ثمَ قالت ..




    " ميتسومي " متى استيقظتي ؟!



    فابتسمت " ميتسومي " و قالت ..



    منذُ دقائق قليلة .. والآن يا عزيزتي استيقظي فوالدتك تنتظرنا على الغداء ..




    و أنا بشوقٍ لمعرفةِ ...



    قاطعتها " جوليتا " قائلة ً ..



    أرجوكِ ليسَ هذا وقته ..




    ثمَ نهضت و اتجهت إلى " الحمام " كي تستحم وتجدد نشاطها ..





    . . . .




    الساعة الآن تشيرُ إلى الرابعةِ عصراً ..



    " جوليتا " تنزلُ بثيابٍ أنيقة .. وتسريحةٍ جميلة .. و وجهٍ مشرقٍ جميل كالعادة ..



    وفجأةً وقفت أمامها " ميتسومي " قائلةً بتعجب ..



    إلى أين يا حلوة ؟!! ..



    فابتسمت " جوليتا " و قالت ..




    سأذهبُ لمكانٍ ما .. ولن أتأخر ..



    فقالت " ميتسومي " ..



    إذاً خذيني معك ..



    فقالت " جوليتا " وهي تكملُ سيرها ..



    آسفة يا عزيزتي .. إنني أريدُ قضاءَ بعض الوقت بمفردي .. وعندما أعود سنخرجُ سويةً بإذن الله ..




    * * *





    وبعدَ مرورِ شهرينِ كاملين ..



    أميرةٌ ذاتَ وجنتينِ حمراوتين .. وشفاهٍ ورديةٍ جميلة .. وشعرٌ حريري يصلُ إلى خصرها ..




    وجسمٌ رشيق عليهِ فستاناً زاد من جمالِ تلك الأميرة .. و إصبعٌ صغير يوجد بهِ خاتماً فضياً أنيق ..



    و أصواتُ التهاني تتداخلُ في أذنيها ..



    إنها الأميرة .. أميرة الجميع .. " جوليتا " .. جالسة بخجلٍ على أريكةٍ ناعمة ..



    مستمعةً إلى تهاني و تعليقات صديقتها العزيزة بمناسبة ...


    لقد تقدمَ فتاً وسيم لخطبةِ الجميلةِ " جوليتا " ..



    وقد وافقت بالطبع .. فهي تعرفهُ جيداٌ .. وقضت معهُ أياماً جميلةً فيما مضى .. إنهُ .. إنهُ ..



    إنهُ " جوهان " أجل .. " جوهان " .. فلقد زادت علاقتهما بعدَ رسالةِ " جوليتا " الأولى لـ " جوهان "



    التي كانت قبل شهرين ..



    إنَ الكل سعيد بسعادةِ الغاليةِ " جوليتا " ..




    وقد قررت " جوليتا " أن تعملَ كل ما تستطيع في مساعدةِ غيرها .. و تحقيق أمانيها .. قبل موعدِ زفافها



    الذي سيقامُ بعدَ ...



    ــ مرحباً " جوليتا "



    قالها " هوشي " وهوَ يدخلُ المنزل ويلوحُ بيدهِ مبتسماً ..



    فنهضت " جوليتا " مبتسمةً وردت ..



    أهلاً و مرحباً بكَ يا " هوشي "



    ثمَ و قف فتاً وسيم عند البابِ قائلاً ..



    هل لي أن أدخل ؟ ..



    و أضافَ أخر ورائه ..



    و أنا هل لي أن أدخل ؟ ..



    فنهضت " جوليتا " وقالت بسعادة ..



    دكتور " جون " .. " ميكا " .. أهلاً و مرحباً بكماً .. لقد سُعدتُ بقدومكما ..



    وبعدَ جلوسهم بدقائق .. دخلت فتاتان .. و قالت الأولى ..


    مرحباً " جوليتا " أنا معلمتكِ " مارين ..



    و قالتِ الأخرى ..



    Good Night ( مساء الخير) " جوليتا " أنا معلمتكِ " إملي " ..




    فنهضت " جوليتا " وقالت بابتسامةٍ لطيفة ..



    أهلاً بكما يا معلمتاي ..




    وبعدَ مرورِ دقائقَ من الحديث .. قالَ " هيرومي " مخاطباً " جوليتا "



    ومتى سيكونُ موعدُ زفافك ؟؟ ..



    فأنزلت " جوليتا رأسها خجلاً .. ثمَ قالت ..




    إنهُ .. لقد قال " جوهان " بأنهُ يريدهُ بعدَ شهرٍ منَ الآن ..



    فقالَ " هوشي " بتحسر ..


    ياللأسف لن أستطيعَ الحضور ..




    فقالت " جوليتا " بتعجبٍ وتساؤل ..




    لمــــــــــاذا ؟!! ..



    فردَ قائلاً ..


    إنني سأُسافرُ اليوم .. ولن أعود إلا بعد عدةِ شهور ..


    فنهضَ " هيرومي " وقالَ غاضباً مخاطباً أخاه ..



    تريدُ السفرَ اليوم ! ولا تخبرُ أخاكَ بذلك ..


    فالتفت إليه " هوشي " وقال ..



    لا أريدُ أن أُحسَ بألأمِ الفراق .. ولكنني كنتُ سأخبركَ لأني سأغيبُ لشهور ..



    وربما سأجدُ فتاةَ الأحلامِ التي أحبها هناك ..


    ثمَ نظرَ إلى ساعتهِ و أضاف ..



    بقيَ ساعة وربع على موعد الرحلة ..



    فهمَ " هيرومي " بالحديث .. ولكنَ " جوليتا " قاطعتهُ قائلةً ..



    حسناً .. فل تبقى معنا لنصفِ ساعة .. ثمَ سنودعكَ بعدها ..



    فابتسمَ " هوشي " وقال ..



    شكراً لــــك ..



    بينما الكلُ غارقٌ في الحديثِ و الضحك ..



    كانت هناك عينانِ تنظرانِ إلى " جوليتا " بحزنٍ شديد .. حتى أن الدموع تكاد تسقط منها .. وكأنها تقول ..





    لا تذهبي .. لا تذهبي يا " جوليتا " .. لا تتركيني .. لا تتركيني ..



    وفجأةً قالَ " هيرومي " ..



    لدي إعلانٌ مهم جداً ..



    فاقتربت منه " ميتسومي " وقالت بتعجبٍ وشوق ..



    يا ترى ما هوَ ؟!! ..



    فالتفت إليها بابتسامتهِ الرقيقة قائلاً ..




    سأعلنُ عن ..




    ونهضَ و أكمل ..


    عن موعدِ زفافنا ..




    فدُهشت و ذهلت " ميتسومي " مما سمعته ثمَ قالت ..




    ماذا ؟ ..



    فردَ ولا يزال بابتسامتهِ الساحرة ..


    إنني أريدُ الزواجَ بك ..



    فاحمر وجهها خجلاً ولم تستطع أن ترفع رأسها عن الأرض .. ولم تنطق بأي كلمة ..


    فقط .. عبرت له بسقوطِ دموعها الفرحة ..


    وصفقَ الجميعُ فرحاً و سعادةً ..



    فنهضت " جوليتا " و احتضنت صديقتها وقالت بفرحٍ كبير ..


    مباركٌ لك .. مباركٌ لكِ يا عزيزتي ..


    ثمَ أضافت مخاطبةً " هيرومي "



    ومتى سيكونُ موعدُ الزفاف ؟؟ ..



    فابتسم " هيرومي " وقال وهو ينظرُ إلى خطيبته ..



    سيكون بعد يومِ زفافك ..



    فابتسم " هوشي " قائلاً ..


    مباركٌ لك يا أخي .. ومباركٌ لك يا " ميتسومي "


    وسأفعلُ المستحيل لأحضر زفافكَ يا أخي ..


    ثمَ أضاف ناهضاً ..



    لقد استمتعتُ كثيراً بالبقاءِ معكم .. و الآن يجب أن أذهب ..



    فقالَ " هيرومي " ..



    حسناً أنا من سيوصلك للمطار ..



    فقالا " جون " و " ميكا "



    سنذهبُ معكما ..



    ثمَ قالَ " هوشي "




    أوه قبلَ أن أذهب .. مباركٌ لكِ يا " جوليتا " .. و أتمنى لكِ السعادة مع من تحبين ..




    أقولُ لك كلماتي الآن لأني لن أستطيع الحضور ..



    وقال " ميكا " بحزن ..



    و أنا أيضاً يا أصدقائي سأسافر مع أهلي .. ولذلك لا أظن بأني أستطيع الحضور ..



    ولذلك أقدمُ لك ولصديقتك التهاني الآن .. و أخبري صديقي " جوهان " بذلك ..



    فردت " جوليتا " عليهما بابتسامةِ فرح والدموع بعينيها ..



    شكراً .. شكراً لكما .. إنني سعيدة جداً بتواجدكم اليوم .. ومهما افترقنا .. لن ننسى بعضنا ..



    و أتمنى لكما سفراً سليماً .. وعوداً حميداً .. و أقدمُ لكما شكري مرةً أخرى ..



    والآن .. إلى اللقاء ..



    ـــ إلى اللقاءِ جميعاً ..



    . . . .




    تمرُ الأيامُ سريعةً .. و " جوليتا " و " ميتسومي " تستعدان لذلكَ اليوم ..




    تستعدانِ ليومِ زفافهما الذي ستعيشانِ فيهِ معَ من تحبان ..



    والصديقات و الكل سعيدٌ بسعادةِ الصديقتين وبسماعهم لموعد زفافهما ..



    و الوالدان يكادانِ يطيرانِ من الفرح .. وعلى شوقٍ لذلك اليوم .. واليوم الذي سيرون فيه أحفادهم ..





    . . . .





    مرَ الشهرُ سريعاً ..



    و " جوليتا " كالأميرة .. بل إنها أجملُ من ذلكَ بكثير .. وهيَ مرتدية ذلك الفستان الأبيض الجميل ..



    وممسكةً بباقةِ وردٍ جذابة ..



    بقيت ساعة كاملة على موعدِ الزفاف .. و " جوليتا " بكاملِ شوقها و استعدادها ..



    وفجأةً سمعت " جوليتا " صوت " جوهان " بالأسفل .. فنهضت و قالت ..



    يجبُ أن أنزل له فلا يوجد أحد بالمنزل غيري ..



    " جوليتا " تنزلُ درجات السلم .. فلمحها " جوهان " وغرق بجمالها .. وقال مبتسماً سعيداً ..



    لقد اخترت و أحسنت الاختيار فعلاً ..



    فخجلت " جوليتا " ..



    و فـــجــــأة




    آه .. إنَ .. إن رأسي .. يؤلمني ...




    قالتها " جوليتا " و سقطت على الأرض ..



    فأمسكَ بها " جوهان " و أخذَ يقولُ بفزع ..



    " جوليتا " .. " جوليتا " .. " جوليتا " مابك ؟!! .. " جــولـيــتـــــــــا " ..




    . . .





    أين أنا ؟ .. أوه إنها غرفتي ..



    ــ حمداً لله بأنكِ استيقظتي " جوليتا " .. لقد خفتُ عليكِ كثيراً ..




    ــ " جوهان " ما الذي تفعلهُ هنا و أنتَ تلبسُ هذهِ البدلة الرسمية ؟! ..




    و لماذا أنا لابسةٌ هذا الفستان ؟! ..



    فردَ عليها مبتسماً ..




    أليسَ اليوم موعد زفافنا ..




    فقالت بتعجب ..



    ماذا ! .. زفافنا !! ...



    فرد متعجباً أكثر ..




    أجل هل نسيتِ هذا ؟!! ..



    فردت ..



    آه .. لا .. لا لم أنسى ..



    وسكتت لثوانٍ ثمَ أضافت ..



    " جوهان " .. لدي سؤال و أتمنى أن تجيب عليه ..




    فقالَ مبتسماً ..



    بكلِ سرور يا عزيزتي ..



    فقالت له ..




    أخبرني .. ما هيَ أولُ رسالةٍ أو هديةٍ أعطيتني إياها ؟ ..



    و ما هوَ المكان الذي تواعدنا أن نلتقيَ فيه لكي أعرفَ شخصيتك ؟ .. شخصيتك أيها المجهول ..؟



    فقالَ متسائلاً ..



    ولماذا هذا السؤال الآن ؟! ..



    فقالت وعلامات الجـِـد بادية عليها ..



    أرجوكَ أجبني وبكلِ صدق ..



    فابتسمَ و ردَ عليها بثقةٍ بعد بضعِ ثوان ..



    إنها .. لقد كانت رسالة .. وقد كتبتُ فيها مشاعري نحوك .. بأني أحبك ..



    فقالت ..



    إذاً ما المكان الذي تواعدنا أن نلتقي فيه .. في اليوم الذي حدث لي بهِ الحادث ..



    فردَ متوتراً ..



    هِــهـْـ .. إنهُ .. إنهُ بجانبِ .. النهر .. أجل بجانبِ النهر ..



    فقالت " جوليتا " بحزنٍ و تحسر و الدموعُ قد ملأت عينيها ..



    أيا أسفاه .. أيا أسفاه يا " جوهان " أيا أسفاه ..



    لقد .. لقد كذبتَ علي .. لقد كسرتَ قلبي .. فقد بنيتَ حبي لك .. بالخدع و الكذب ..



    فقاطعها صوتهُ الصارخ ..



    " جوليتا " بماذا تثرثرين !!؟!! .. ولماذا تقولينَ هذا الكلام الآن ؟؟!! .. أ ...



    فقاطعتهُ قائلةً وهيَ تنهضُ من على سريرها والدموعُ تتساقطُ كالمطر ..




    لا تقاطعني ودعني أكملُ حديثي ..


    إنكَ .. إنكَ كاذب .. إنكَ كاذب .. لماذا .. لماذا كذبتَ علي يا " جوهان " ؟؟ .. لماذا ؟؟ ..



    لقد .. لقد قلتَ لي بأنك الشخصُ الذي أحبني و أحببته .. لقد قلتَ لي بأنكَ مـجــهــولــي ..


    لماذا كذبت .. لماذا استغليتَ فرصة فقداني لذاكرتي ..؟؟


    فلقد أحببتك بصدق .. وتمنيتُ العيشَ معكَ للأبد ..




    تخيل .. تخيل كيف ستكونُ حياتنا .. لو عادت إليَ ذاكرتي بعد الزواج .. وعرفتُ بأنك إنسانٌ .. كاذب ..



    ولكن الله رحمني و رحمك .. وعادت إلي .. عادت إلي ذاكرتي قبل الزفاف بدقائق ..




    لابدَ و أنكَ قد قلت لنفسك .. لماذا لا أجعلها تحبني .. وهيَ قد نسيت من تحب ..


    لو لم تكذب علي .. لربما .. لربما استمررت بحبك ..


    ولكنك قد فكرتَ بنفسكَ فقط .. ولم تفكر بما سيحدث لي ..


    للأسف يا " جوهان " ..


    هذهِ ستكونُ آخرَ لحظةٍ لعلاقتنا ..


    للأسف يا " جوهان " .. للأسف ..


    وخرجت راكضةً تاركةً الدموع تتساقط ُ خلفها ..


    وفي هذه الأثناء عادت الوالدة للمنزل فرأت " جوليتا " الباكية .. و أخذت تناديها و تناديها ..


    ولكن " جوليتا " لم تلحظ و لم تسمع والدتها ..


    كانت تركضُ وتركضَ وتبكي بحُرقة وتمسكُ بفستانها الأبيضِ الطويل الذي كانت ترتديه لذهابها إلى بيت




    الأحلام .. وتقولُ مع نفسها بألم كالسكين ..



    لماذا .. لماذا فعلت هذا يا " جوهان " ؟؟ .. لماذا استغليت فقداني لذاكرتي لماذا ؟؟ ..



    لقد أحببتك .. ولكنك حولت هذا الحب إلى كرهٍ شديد بكذبك ..



    يا إلهي .. إن هذا اليوم يوافق اليوم الذي كنتُ سأقابلُ فيهِ المجهول ..


    آآآه .. لابدَ و أنهُ يعاني الآن ..


    لقد ضحّى بحبهِ وبقيَ صامتاً .. فقط .. لأنه رآني سعيدةً مع .. " جوهان "



    ولكنه لم يعلم بأني في النهاية طـُعنت ..



    و أخذت تركضُ بتعبٍ إلى الشاطئ وتحديداً إلى المكان الذي كانت ستقابلُ فيهِ من أحبته ..




    . .





    وفي الوقتِ نفسه ..



    سقط َ " جوهان " على الأرض بعدَ خروج " جوليتا " و أخذ يبكي و يبكي بألمٍ وندم ..



    فجاءت والدة " جوليتا " ورأت " جوهان " بهذهِ الحال .. وقالت بتعجب ..



    بني .. لماذا تبكي هكذا ؟!! ..



    فحاولَ " جوهان " أن يخرجَ الحروفَ من حلقهِ وينظرَ إليها .. ثمَ وبصعوبةٍ قالَ و هوَ يحاولُ النهوض ..



    لـ .. لقد .. لقد .. أ .. ألغيتُ .. الزفاف ..


    وخرجَ راكضاً يبكي و يبكي .. تاركاً والدة من أحبها خلفه واقفة منذهلةً مندهشةً لما سمعته ..


    خرجَ " جوهان " كالمجنون الذي لا يعرفُ شيء ..



    كان يركضُ ويركض ويقول مع نفسهِ و الدموعُ تتساقط ..



    لقد أحببتكِ يا " جوليتا " .. لقد أحببتك .. ولو علمتِ بأنك كنت تحبينَ شخصاً آخر لما أحببتني ..


    لقد فعلتُ كلَ شيء لأبقى معك .. ولكن .. ولكن في النهايةِ سقط كل شيء ..



    انهارت أحلامي و انهار مستقبلي ..



    لقد فقدتها .. أجل فقدتها ..


    لقد فقدتهــــــــاااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااا



    . .




    وبينما كانت " جوليتا " تركضُ باتجاهِ ذلك المكان ..



    اصطدمت بشيء ..



    وفجأة مسحَ ذلكَ الشيءُ دموعهُ والتفتَ إلى الشيءِ الذي اصطدمَ به ..



    وقال مندهشاً ..



    " جوليتــــــا " !!؟!!



    لماذا أنتِ هنا .. أليسَ اليوم موعدُ زفافك !!؟!!



    فأخذت " جوليتا " تمسحُ دموعها .. و التفتت إلى ذلكَ الشخصُ المتكلم ..



    ثمَ قالت وهيَ تتأملُ وجههُ الباكي ..



    أجل .. لابدَ و أنكَ مجهولي .. إنهُ أنت أليسَ كذلك إنهُ أنت .. أجـــبــــنــــي ..



    فوضعَ يديهِ على كتفيها وتساقطت دموعه .. ولم ينطق بكلمة ..


    ولكنَ " جوليتا " لم تستطع الصمت من شدةِ الألمِ الذي بقلبها وكانت تقول بتساؤل وتعجب وكل شيء ..



    لماذا .. لماذا تركتَ " جوهان " يخدعني .. لماذا ؟؟ ..



    لماذا لم تأتي إليَ وتخبرني بالحقيقةِ لماذا ؟؟؟؟ ..



    لماذا ضحيتَ بمحبتكَ لي فقط لأنك رأيتني أبتسم ..


    لماذا كذبت في يومِ خطبتي وقلت ..



    قلت ..



    قلت بأنك ستسافر .. هِـهـْـ .. لقد قصدتَ بسفرك السفر من العالم الذي أعيش فيه لأنك لم تعد تحتمل ..



    فاحتضنها الفتى .. و أخذَ يبكي ويبكي كالطفلٍ الصغير ويقولُ بأسف ..



    سامحيني .. سامحيني يا عزيزتي ..سامحيني .. لم أكن أريدُ أن أُألمَ رأسك .. لأنكِ لن تتذكريني ..


    لم أكن أريدُ أن أبعدَ النومَ عن عينيك .. فقد أردتُ راحتك .. ولقد أخفيتُ شخصيتي لأرى هل تستحبينني وأنت



    لا تعرفين شكلي هل أنا جميلٌ أم قبيح .. و قد أردتُ أن أجعلَ قصةَ حبنا مميزة ...


    فقاطعتهُ " جوليتا " الباكية ..


    حمداً لله .. حمداً لله بأن ذاكرتي قد عادت إلي قبل زفافي بدقائق ..



    حمداً لله ..



    إنني أحبك .. أحبك ..



    . .





    و في هذهِ الأثناء كانت " ميتسومي " تبحثُ مع " هيرومي " عن " جوليتا "




    ولقد اتجها فوراً إلى الشاطئ .. فالصديقة تعلمُ أينَ ستذهبُ صديقتها عندما تختفي ..



    وفجأة ..



    عزيزتي أليست تلك " جوليتا " ؟؟!!



    فالتفتت " ميتسومي " إلى حيثُ يشيرُ " هيرومي "




    وبعدَ مرورِ لحظةِ الاندهاش قالت ..



    هِـهْــ إذاً هذهِ هيَ القصة وراءَ ذالك الغموض الذي كنتِ تخبئينهُ يا عزيزتي ..



    لقد كنتِ تحبين .. تحبينَ شخصاً مجهول .. والآن عرفتِ من يكون ..




    فابتسم " هيرومي " وقال ..



    إذاً قد عادت إليها ذاكرتها في الوقت الحساس .. وهي الآن تقفُ بجانبِ من تحب ..



    ولا نعلمُ ما الذي حدثَ لـ " جوهان "




    . . .





    " هوشي "



    ــ نعم يا عزيزتي ..


    فقالت " جوليتا " و وجنتيها حمراوتين ..


    إنَ الحضورَ الآن ينتظرون .. ينتظرونَ قدومي ..



    فلماذا لا تجعلُ زفافي يتم و أنت .. بجانبي ..



    فأمسكَ بيدها وقال مبتسماً بلطف ..



    سأجعلكِ سعيدةً مهما حدث ..


    و الآنَ لنذهب .. فصديقتكِ و أخي ينتظرانا هناك ..



    فضحكت " جوليتا " وقالت ..



    تلك الـ " ميتسومي " ..



    و أخذا يركضانِ بسعادة .. إلى أن وقفا عند من كانا يراقباهما ..



    وقالَ " هيرومي" بسخريةٍ لأخاه ..



    آآه يا " جوليتا " لقد عانيتُ كثيراً .. ههههههـ .. إنك عاشق ولا أعلم ..



    يالك من كذاب لتختفي عنا طوال هذا الشهر ..



    فضحك الجميع .. ثمَ قالت " ميتسومي "



    والآن دعونا نتجهُ لقاعةِ الزفاف .. فأنا أريده أن ينتهي بسرعة ..



    و التفتت إلى " هيرومي " و أكملت ..


    لأنَ غداً موعدُ زفافي ..


    فابتسمَ " هيرومي " وقال ..



    هيا بنا .. وإذا تساءل الحضور عن تغير العريس .. فل نقل بأنه حدث خلاف .. و أنت تقدمتَ لخطبتها ..



    وفي نفسِ الوقت ..



    كانَ " جوهان " ينظرُ إلى الأربعةِ الأصدقاءَ بألمِ و يقول ..


    هذا جزاءُ الكذبِ و الخداع ..


    لقد تعلمتُ درساً لن أنساهُ طيلةَ عمري ..



    . . . .




    تزوجت " جوليتا " .. و تزوجت " ميتسومي " ..


    وعاش الكل بسعادة ..


    ولقد قامت الكاتبةُ " جوليتا " بتأليفِ روايةٍ بمساعدةِ زوجها الصحفي " هوشي " وقد أسموها ..


    // مــــجــــهــــولٌ فــــــي حـــــيـــــــاتـــــــي //



    الــــنــــهــــــايـــــ ـــة...!!



    إلى كل قـُـراء قصتي

    أقدم لكم خالص شكري و تقديري واحترامي

    قلقد صبرتم عليَ كثيـــــــــــراً

    فشكراً لكم مرة أخرى



    2 Not allowed! Not allowed!


    ملوحة البحر لا تتأثر مع كثرة الأمطار ..فكن كالبحر لا يتأثر بكلام البشر ..
    و لا تكره أحدًا فكل من آذاك أعطاكَ درسًا على طبقٍ من ذهب و هو لا يعلم ..





  2. #82
    بطل مقاتل الصورة الرمزية omer2015
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    217
    Thumbs Up/Down
    Received: 133/1
    Given: 9/1
    الرحيلُ بـ هدوء...إلى اللقاء..!!

    1 Not allowed! Not allowed!
    التعديل الأخير تم بواسطة omer2015 ; 07-14-2016 الساعة 02:38 AM


    ملوحة البحر لا تتأثر مع كثرة الأمطار ..فكن كالبحر لا يتأثر بكلام البشر ..
    و لا تكره أحدًا فكل من آذاك أعطاكَ درسًا على طبقٍ من ذهب و هو لا يعلم ..





  3. #83
    بطل أسطوري الصورة الرمزية abdou25dz
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    8,832
    Thumbs Up/Down
    Received: 3,167/110
    Given: 3,085/17
    شكرا لك ياغالي على المتعة اللتي قدمتها لنا في هذه القصة الرائعة في انتضار المزيد من ابداعاتك

    2 Not allowed! Not allowed!

    تسجيل حركات الماوس
    ₪ بريق الخلاص ₪

    اللهم ارزقنا حسن الخاتمة و ثبتنا عند سؤال الملكين و عند الصراط المستقيم
    و يمن كتابنا و ارزقنا الجنة يا رب العالمين

  4. #84
    بطل مقاتل
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    259
    Thumbs Up/Down
    Received: 226/5
    Given: 13/3
    انتهت @@ بس ممكن تسوي وحدة ثانية

    0 Not allowed! Not allowed!

صفحة 9 من 9 الأولىالأولى ... 789

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •