البارت السابع..
فابتسمتِ الطبيبةُ و أخذت تعملُ لهُ بعضَ الفحوصاتِ وقالت ..
حمداً للهِ على سلامتكَ يا " هيرومي " الفضلُ للهِ ثمَ لهذهِ الفتاة ..
فلقد توقعَ جميعُ الأطباءِ بأنكَ لن تستيقظَ من غيبوبتكَ إلا بعد زمن ..
و الآن خابت توقعاتنا و الحمدُ لله ..
فقالَ " هيرومي " مبتسماً ..
شكراً لكِ يا " ميتسومي " شكراً لك ..
فاقتربت منهُ " ميتسومي " وقالت ..
أنا .. أنا لم أفعل شيء .. فكلُ ما فعلتهُ هوَ البكاء و الاِنتظار .. ولم أساعدكَ بشيء ..
فأمسكَ " هيرومي " بيديها و قال ..
بل فعلتِ الكثيرَ الكثيرَ لأجلي .. فعندما أحسستُ بوجودك معي ..
و أحسستُ بدفءِ يديك استيقظتُ من غيبوبتي ..
فابتسمتِ الممرضةُ و قالت ..
إحم .. أظنُ أنهُ يجبُ عليَ أن أخرجَ من هنا فالجوُ أصبحَ رومانسي ..
فاحمرَ وجهي " هيرومي " و "ميتسومي " وقالا ..
لا .. لا داعيَ بأن تخرجي ..
فنظرَ الثلاثةُ في بعضهم و أخذوا يضحكون ..
***
إنَ الساعةَ الآنَ تشيرُ إلى الثانيةِ صباحاً .. و " جوليتا " وباقي أفرادُ أسرتها ..
يغطونَ في نومٍ عميق ..
وفجأةً صدرَ صوتٌ من شرفةِ " جوليتا " .. ففتحت " جوليتا " نصفَ عينيها
وجلست .. ثمَ نظرت إلى الشرفة .. و إذا بظلٍ أسودٍ كأنه شخصٌ واقف ..
فنهضت " جوليتا " بسرعةٍ و توجهت نحوَ الباب .. وعندما فتحتِ الستائرَ وبابَ الشرفة ..
لم تجد أيَ شخصٍ هناك .. فقط الذي وجدتهُ ظرفاً صغيراً كتبَ عليهِ ..
" ألــيــكِ يــا جوليتا "
فأخذت " جوليتا " ذلكَ الظرفَ الصغير و أخذت تنظرُ هنا و هناك لعلها تجدُ أحداً ..
ولكنها لم تجد أيَ شخصٍ أبدا ..
فقالت بصوتِ منخفضٍ و ذهول ..
يا إلهي أينَ ذلكَ الشخص أينَ هوَ ..؟ و كأنهُ قد تبخرَ في الهواء !.. أينَ هو ..؟!
وفجأةً سمعت صوتَ صهيلِ الحصان .. و بسرعةٍ أمسكت بالسورِ ونظرت إلى الأسفل ..
و إذا بشخصٍ جالسٍ على الحصانِ الأبيضِ الذي وجدتهُ قربَ النهر ..
وقد كان الفتىَ يلبسُ لباسَ الفارسِ النبيل .. ويضعُ وشاحاً أبيضاً جميلاً على رقبته ..
حيثُ غطى بهِ فمهُ و أنفه .. وكانَ يضعُ قبعةً جميلةً .. و اللونُ الأسودُ يغطي ملابسه ..
فخرجت " جوليتا " راكضةً من الغرفةِ و أخذت تنزلُ درجاتِ السلمِ بسرعةٍ كبيرة ..
ثمَ خرجت منَ المنزلِ إلى الحديقة وتوجهت فوراً نحوَ المكانِ الذي يقفُ فيهِ الفارس ..
ولكنها و يا للأسفِ لم تجده .. فأخذت تنادي بصوتٍ عالي ..
أينَ أنت .. ؟ أينَ أنتَ أيها الفارس ..؟ إلى أينَ ذهبت ..
و للأسف لم يجبها أحد .. فعادت خائبةَ الأمل إلى المنزلِ ..
و أخذت تصعدُ درجات السلمَ بكلِ هدوءٍ و حزن ..
ثمَ دخلت إلى غرفتها و أغلقتِ الباب .. وقد كانَ بابُ الشرفةِ لا يزالُ مفتوحاً ..
فتسللَ من خلالهِ ضوءُ القمرِ الفاتن .. وجلست " جوليتا " على سريرِ نومها ..
ثمَ فتحتِ الظرفَ و أخرجت منهُ ورقةً و أخذت تقرأُ ما كتبَ فيها ..
وبعدما انتهت .. تنهدت و ابتسمت وقالت وهيَ تضمُ الورقةً إلى صدرها ..
ياااااه لقد كنتُ منذُ مدةٍ و أنا أتمنى أن تصلني الرسالةً الجميلةً مثلَ هذه ..
و إني أعدكَ بأنني سأنفذُ ما طلبتهُ مني .. و سأظلُ أنتظرُ ذلكَ اليومِ بفارغِ الصبر ..
ثمَ أرجعتِ الورقةَ في الظرف .. و فتحت دُرجَ دولابها الذي بجانب السرير و وضعت بهِ الظرف ..
ثمَ أقفلتهُ و تمددت على سريرها .. وبعدها غطت في نومٍ عميقٍ جميل ..
***
و في الصباح .. تسللت خيوطُ الشمسِ الذهبيةِ إلى غرفةِ " جوليتا " وقد كانت علاماتُ الفرحِ
والسعادةِ باديةً على وجهها وهيَ تسرحُ شعرها .. و بعدها بدلت ملابسها ثمَ خرجت من غرفتها ..
و أخذت تنزلُ درجاتِ السلمِ بنشاطٍ و سرورٍ و قالت لوالديها و أخاها الصغير معَ ابتسامةٍ لطيفة ..
صباحُ الخيرِ جميعاً ..
ثمَ جلست على الكرسي بجانبِ أخاها الصغير .. و أخذت تتناولُ طعامَ الإفطار ..
وبعدما انتهت .. نهضت و أخذت حقبتها و قبلت رأس والديها و طبعت قبلةً لطيفةً على خدِ
أخاها الصغيرُ " يوشي " .. ثمَ خرجت منَ المنزلِ متجهةً نحوَ المدرسة ..
وفي الوقتِ الذي كانت تمشي فيهِ على الطريقِ وهيَ تُدَنْدِنُ بصوتِ جميل ..
رأت " ميتسومي " و قد كان يقف معها " هيرومي " ..
فذهبت راكضةً إليهما و هيَ تقول ..
" ميتسومي " .. " هيرومي " صباحُ الخير ..
وعندما وصلت إليهما احتضنت " ميتسومي " وقالت ..
حمداً لله على سلامةِ " هيرومي " يا عزيزتي ..
ثمَ نظرت إلى " هيرومي " وقالت وهيَ لا تزالُ ترسمُ ابتسامةً لطيفةً على وجهها ..
حمداً لله على سلامتك يا " هيرومي " لقد كنا قلقين عليك و أكثرنا " ميتسومي " ..
فليتكَ رأيتها كيفَ كانت عندما كنتَ في المشفى ..
فقد كانت تبكي طوالَ الوقت حيثُ أنها لم تعرفِ النومَ وقتها .. ^^
فابتسمَ " هيرومي " و أمسكَ بيدِ " ميتسومي " وقال بهدوء ..
شكراً لك يا عزيزتي .. و الآن دعينا نذهبُ إلى المدرسة ..
و أخذَ الثلاثةُ يمشونَ متجهينَ نحوَ المدرسة ..
وفي المدرسة .. عندما دخلوا إلى الفصل .. اجتمعَ جميعِ طلابِ الفصلِ على " هيرومي " ..
و أخذوا يسألونهُ عن سببِ غيابهِ في الأيامِ الماضية ..
وبعدها دخلت معلمةُ الصفِ " مارين " ..
.0 *○◘○* 0.
الاسم : مارين كواتر
العمر : 28 عاما
لون الشعر و طوله : توفي فاتح جداً هوَ طويلٌ يصلُ إلى أسفل خصرها
لون العينين : بني
الهواية : القراءة و قليل من الرسم
العمل : معلمة
وهي معلمة طيبة القلب و لكنها جديةٌ وقت الجد و جميع طلاب صفها يحبونها و يحترمونها
.0 *○◘○* 0.
و جلسَ الكلُ في مكانه .. وبعدها نهضت " ميتسومي " وقالت لمعلمتها ..
معلمتي لقد عاد " هيرومي " ..
فقالت المعلمة ..
مرحباً بكَ يا " هيرومي " .. ترى ما هوَ سببُ غيابك ..؟
فنهضَ " هيرومي " وقال ..
عذراً معلمتي .. فلقد كنتُ في غيبوبةِ بالمشفى .. و الحمد لله قدِ استيقظتُ بالأمس ..
فقالت المعلمة مبتسمة ..
حمداً لله على سلامتك .. و الآن أخرجوا كتبكم ..
....
وفي وقتِ الاستراحة ..
جاءَ أحدُ طلابِ الصفِ إلى " جوليتا " و اسمهُ " جوهان " ..
.0 *○◘○* 0.
الاسم : جوهان جون
العمر : 17 عاما
لون الشعر وطوله : بنفسجي غامق مائل للكحلي وهوَ قصير يصل إلى منتصفِ أذنيه
لون العينين : بنفسجي
الهواية : القراء و الاستكشاف و البحث عن كل شيء
وهوَ فتاً طيب وغامض جداً يحبُ الهدوءَ كثيراً
.0 *○◘○* 0.
وقال لها ..
مالي أراكِ متغيرةَ هذهِ الأيام .. فلقد أصبحتِ أكثرَ غموضاً و أكثرَ سعادة ..؟!
فنظرت إليه " جوليتا " و قالت وهيَ ترسمُ ابتسامةً لطيفةً ..
لم يحدث أيُ شيءٍ يا " جوهان " .. فقط أنا أشعرُ بالسعادةِ والراحة و النشاط لأني أبحثُ عن
شيءٍ أسعدني كثيراً ..
فقالَ " جوهان " مبتسماً ..
حسناً .. و أتمنى لكِ السعادة و التوفيقَ دائماً .. و أن تجدي الذي تبحثينَ عنه ..
ثمَ ذهبَ و جلسَ على كرسيه و أخرجَ من حقيبتهِ كتاباً ليقرأ فيه ..
وجاءت " ميتسومي " إلى " جوليتا " وقالت وهيَ تهمسُ في أُذنها ..
ما الذي يريده منك " جوهان ..؟! .. ما الذي طلبهُ منك ..؟!
فضحكت " جوليتا " ضحكةً لطيفة وقالت و هيَ تمسكُ بيد " ميتسومي " ..
آآآه .. لقد .. لقد طلبَ مني ..
فقاطعتها " ميتسومي " متشوقة ..
ماذا .. ماذا طلب منك ..؟؟
فقالت " جوليتا " ..
هـهـ .. لا شيء يا عزيزتي .. فقط أرادَ أن يسألني مالي متغيرةً هذهِ الأيام ..
فلا تذهبي بعقلك للبعيد ..
فقالت " ميتسومي " ساخرةً وهيَ ترفعُ أحد حاجبيها ..
أمتأكدةُ أنتِ بأنهُ لم يطلب منك شيء .. أو أنهُ أخبركِ بشيءٍ معين ..!
فقالت " جوليتا " وهيَ تتجهُ نحوَ " جوهان " ..
حسناً .. تعالي و اسأليه عمّا قالَ لي ..
فأمسكت " ميتسومي " بها وقالت ..
حسناً لا يوجدُ داعٍ لأن أسأله فقد صدقتك ..
ثمَ و بسرعةٍ جلستا و تناولتا طعامهما .. وبعدها رنَ الجرسُ معلناً نهايةَ وقتِ الاستراحة ..
فعاد جميعُ الطلابِ إلى فصولهم .. و بعدها دخلَ كلاً من المعلمينَ و المعلماتِ إلى فصولهم ..
و أخذوا يعطونَ الدروسَ لطلابهم ..
و في صفِ " جوليتا " كانت " ميتسومي " تنظرُ إلى " جوهان " وتفكر و تقول ..
هل حقاً أنهُ لم يقل شيئاً لـ " جوليتا " ..
ثمَ نظرت إلى " هيرومي " وإذا بهِ ينظرُ إليها ويبتسم ..
ثمَ أشارَ لها إلى الكتابِ كي تنتبهَ إلى الدرس ..
فابتسمت " ميتسومي " ثمَ تابعت الدرس ..
***
ترى ما الذي كُتبَ في الورقة .. ؟
و ماهوَ الشيء الذي ستفعلهُ صديقتنا " جوليتا " ..؟
و هل سنتكتشف المجهول .. ؟
كل ذلك ستعرفونه في البارت القادم إن شاء الله ..
وبانتظار تعليكاتكم و انتقاداتكم ..