1
السلام عليكم
................................
مهما كان حجم وشكل المكان الذي أنت فيه الآن، فإن بصمة المخترع الكبير توماس أديسون
حتماً موجودة على عدة أدوات من حولك، إذ أنه لم يكن شخصاً عبقرياً فحسب، بل صُنِفَ على
أنه رابع أكثر المخترعين إنتاجاً في التاريخ، صاحب الفونوغراف وآلة التصوير السينمائي، صاحب
المصباح الكهربائي الدائم العمل.. صاحب الكثير والكثير، لدرجة أن عدد براءات اختراعاته بلغت
1093 براءة اختراع!
لم تبدأ حياة توماس أديسون بشكل طبيعي أبداً، فهذا الرجل الضخم كانت له بداية مؤثرة، إذ أنه
طُرد من مدرسته بعد ثلاثة أشهر فقط من ذهابه إليها، لكنّ شخصاً ما قد تدخل وغير حياة
أديسون إلى الأفضل وصنعه من جديد..
في أحد الأيام عاد أديسون إلى المنزل حاملاً إحدى الرسائل من مدير مدرسته إلى أمه السيدة
نانسي أديسون، وما إن بدأت السيدة نانسي بقراءة هذه الرسالة حتى انهارت دموعها، ثم
قرأتها بصوت عالٍ لكي يتسنى لتوماس سماعها:
” سيدة نانسي.. إن التلميذ توماس أديسون عبقري جداً، عبقريته أكبر من حجم استيعاب
المدرسة لها، لذلك نريد منك أن تهتمي به بشكل شخصي لكي تعطيه حقوقه التي عجزنا نحن عنها “
تألقت الحياة في عيني ذلك الطفل الصغير بعد أن أطربت هذه الكلمات مسامعه التي جاءت بعد
أن تلقى الكثير من الإشارات بأنه غير مرحب به في مدرسته، فأحد أساتذته وصفه بالتلميذ
“الفاسد” لكن الآن كل شيء مختلف، فقد أصبح عبقرياً بشهادة مدير مدرسته بنفسه!
حُبس أديسون في منزله وبدأ بالعمل على مختبره الصغير الذي انطلقت منه شرارة اختراعاته
التي غيرت وجه البشرية إلى الآن..
انا لم أفشل أبداً .. أنا فقط قمت بتجربة 10 آلاف طريقة غير ناجحة – توماس إديسون
مرت السنين وتوفيت نانسي أديسون، وبينما كان أديسون يبحث في مذكرات والدته وقعت
عينيه على تلك الرسالة التي بعثها المدير إلى أمه، شعر بالحماس فوراً، فلطالما شكلت تلك
العبارات التي قرأتها عليه والدته حافزاً قوياً دفعه لإنجاز مالم يتوقع أحد أن ينجزه، التقط تلك
الورقة الصفراء القديمة، نفض عنها الغبار وبدأ يقرأ صامتاً ..
” إلى السيدة نانسي أديسون، إن ابنك التلميذ توماس أديسون غبي وبليد جداً، وقد أتعبنا
كثيراً لذلك نعلمك بفصله من المدرسة بسبب عدم صلاحيته للدوام فيها “
شكلت هذه الكلمات صاعقة أعادته بالذاكرة لسنين طويلة، فقد بنى حياته وجميع اختراعاته
على تلك الرسالة الصغيرة التي قُرِئت له عندما كان صغيراً، فلقد آمن أنه عبقري وأن المدرسة
أصغر من طموحه فانطلق مُصدقاً ما سمعه من أمه التي عكست الحقيقة والتي شاء القدر أن
يكتشفها توماس بعد مضي الكثير..
أغلقَ تلك الورقة واختتم بكاءه المرير بجملته الشهيرة التي حفظتها له الأيام ..
” أديسون الطفل الغبي، كانت أمه الرائعة سبباً في كونه عبقرياً “
................................
أسستودعكم الله الذي لا تضيع ودآئعه