Half dead / نِصف ميت
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: Half dead / نِصف ميت

  1. #1
    بطل مقاتل الصورة الرمزية omer2015
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    217
    Thumbs Up/Down
    Received: 133/1
    Given: 9/1

    Half dead / نِصف ميت





    مُقدمة~

    بأحد الطُرُق المُخرِجة من سياتِل كانت تقف سيارة مُعَطَلة !!

    مُراهِقة لا تتجاوز السابعة عشر بداخلها ترتدي سماعات رأس عملاقة وتمضُغ العِلكة في صمت وكأن ما يحدُث بالخارج من عواصِف لا يعنيها البَتة !!

    إلي أن تأففت وخرجت ، وقفت بالمطر لثانية بدون أي ردة فعل سوي تمتمة خفيفة : سُحقًا ! الصَبغة تذهب عن شعري!
    لكنها بادرت بعدها : جيفرسون؟ إن لم تتصلح السيارة الآن فأني سأعود إلي المنزل !! من قال أني أُريد المُغادرة ؟!

    رد أربعيني بُني الشعر بهدوء ومازال رأسه مُختفي بمؤخرة السيارة : نادني أبي !!
    سَخِرَت : لكنك لست أبي !!

    هُيء إليها أنها قد سمعت شيئًا غريبًا ، تلفتت حولها فلم تري ضالتها ، زفرت بقلة حيلة : سأنتظر مع إليزابيث بالداخل !

    بنفس نبرته الهادئة التي قد تظنها برود أن لم تكُن تعرفُه رد : إنها أمك ..

    لم ترُد تلك المرة بل فتحت باب السيارة لتدخل من جديد وتجلس بجوار امرأة شقراء بنفس عمر الرجل تقريبًا نائمة ، جاءها صَوته من الخارج : ستعمل الآن !!

    أغمضت عينيها مُعيدة رأسها للخلف : ليتها تنقلب بنا وتموتان كلاكُما ..

    ألم يُخبرها أحد من قبل بالحكمة القائِلة "احذر ما تتمني!" ؟!

    طَفي حولها فالهواء فيما لا تري وحشان صغيران أسودين اللون لهما قرون وأنياب طويلة وأظافر غَير مُقَلَمَة ، ما تلك المُزحة؟! شياطين؟!
    نطق أحدهم بمرح غير مُتَوقَع : أخيرًا نَطَقت القديسة !!
    سَخِر الآخر : أتمزح معي؟! مكانها مَعنا !! لا أدرِ لماذا أرسلنا السيد ساتان خَلفها !! لا شيء حقيقي يُخشي منهُ ! ليست مميزة علي الإطلاق !!
    رد الأول بهمس وكأنه يمكن لأحد رؤيتهم أو سماعهم : يخشي أن تَرِث قوة والديها عندما تكبُر !
    نظر الثاني لجيفرسون الذي يقود السيارة مُتعَجِبًا ليُردِف رفيقُه : الحقيقيان !! والآن توقف عن الثرثرة لدينا عمل !!

    ___

    خلال خمسة عشر دقيقة كانت السيارة مقلوبة ، جيفرسون ميت إكلينيكيًا لا شيء سليم به أن هيّ إلّا مسألة وقت ! ، إليزابيث تُحيط الفتاة بجسدها كُليًا !! متي استيقظت لتفعل هذا؟ أم أنها لم تكُن نائمة علي الإطلاق؟!
    مع ذلك بدا جليًا أنها لم تستطع حمايتها كما أرادت ذلك لأن رأسها تنزف !

    تلفتت الفتاة حولها وكأنها لا تدرِ فِعلًا ماالذي حدث أو حتي أين هيّ أو .. من هيّ !!

    تستطيع سماع صفارات سيارات الشرطة والإسعاف لكنها لن تنتظر قدوم أحد !!

    أبعدت المرأة عن حُضنها لتضرب خديها بخفة مُلاحظة الآلم الذي تَفَعَل بمعصمها جراء تحريكُه لكنها لم تهتم ! : يا .. سيدة ! أرجوكِ!! استيقظي !!
    قربت يدها من أنفها لتكتشف بأنها لا تتنفس !! وكذلك الرجُل بالأمام !! هيّ جالِسة مع جُثتين !!

    ضاقَ صَدرها ودَمِعَت رُعبًا ! : يَجب أن أخرُج من هُنا !!

    كَسَرَت ما تبقي من زُجاج نافذتها لتخرُج منها ! كُل عظمة في جسدها تؤلمها ! أعادَت كَتِفها لموضعهُ مُفلِتة صَرخة خائِنة عضت علي شفتيها ألا تُخرِجها لكن لا فائِدة !!
    تشعُر كما لو كانت نفسها جُثة مُتحركة !!

    مَرت وَسط سيارات الشُرطة والإسعاف ظانة أنهم لم يلحظوها وقد رفعت قلنسوة معطفها الرياضي الأسود فوق رأسها ! ليس لديها فكرة إلي أين تأخُذها قدماها لكن بدا لها الأمر وكأن جسدها يتذكر شيئًا لا تتذكرُه !!

    الحركة تبدأ الآن والتفكير لاحقًا .. !!

    2 Not allowed! Not allowed!


    ملوحة البحر لا تتأثر مع كثرة الأمطار ..فكن كالبحر لا يتأثر بكلام البشر ..
    و لا تكره أحدًا فكل من آذاك أعطاكَ درسًا على طبقٍ من ذهب و هو لا يعلم ..





  2. #2
    بطل مقاتل الصورة الرمزية omer2015
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    217
    Thumbs Up/Down
    Received: 133/1
    Given: 9/1
    Part 1

    ملاك الموت

    الموسيقي الصاخِبة تَعُم المكان ، كيف تحتمل تلك المُراهقة تلك الأصوات أمر لا يفهمُه أحد !

    رَمت بشعرها الأرجواني للأسفل في حركة شبه راقصة علي الإيقاع وبيدها مُجفف الشعر ، نعم قرأتم بالشكل الصحيح ! "أرجواني" !

    وقفت أمام المرآة تضع عدسات ما بعينيها ! ، تنبهت أخيرًا وهيّ تستدير مُغادرة إلي ذلك الشاب بالمنزل المُجاور الذي رفع ورقة علي زُجاج نافذتُه كُتِب عليها "علينا أن نتحدث" !

    زَفَرَت مُتَململة : ليس مُجددًا !!

    ___

    نَزَلَت الدرج وحقيبتها علي كتفها دون أن يُصدر حذاءها الرياضي الأسود أي صوت لتُناديها أمها قبل أن تخرُج : آورا؟ ألن تتناولي فطورِك؟!

    تجاهلتها كُليًا مُكملة طريقها !!
    فتحت الباب بلا أدني علامة علي أنها قد سمعت شيئًا !!

    وضع الأب يدًا حانية علي كتف زوجتُه بعيون ملأتها الشفقة : مُجرد فترة صدقيني !!
    لكن السيدة لم تُخرج رأسها من بين يديها !!

    فقط لو تعلم آورا أن تلك المرأة ستموت بذلك اليوم ! بالتأكيد لم تكُن لتُعاملها بتلك الطريقة !
    ___

    قميص أسود بلا أزرار أو أكمام عليه جماجم رمادية ، معصم أرجواني مُنفَصِل للزينة وتنورة قصيرة بنفس اللون!
    سيفصلها المُدير تلك المرة بلا شك !! إن لم يعلم بوجود القرط الذي بلسانها فسيري الذي بحاجبها الأيمن !!

    رَكبت دراجة نارية لتقود بأقصي سُرعة ! هل صَدَمَت كلبًا للتو؟!
    لم تتوقف لتطمئن عليهِ حتي !!
    بينما وقف نفس الجار أسود الشعر والعينين واضِعًا كِلا كفاه علي رأسُه بصدمة ! بعدها هرع إلي الطفل صاحب الكلب لتهدئته !

    ___

    رَبَطَت دراجتها النارية وسط الدراجات العادية رغم كون هذا يُعد انتهاكًا !

    تظُن أنها قد تستطيع الوصول لخزانتها دون أن يراها؟ وهيّ بذلك الشكل؟! ليست ذكية جِدًا إذن !
    أوقفها صوته الجهوري : آنِسة آوراكِل جيفرسون !! تعالي إلي مكتبي حالًا !

    توقفت في مكانها تُغلق كلا قبضتيها بقوة مالبثت أن دارَت لتذهب خلفُه ، ما قصة ذلك الشاب جارَها الذي يُلاحقها؟!
    فَتح فمُه هامًا بقول شيء لكنها أوقفته دون أن توقف سيرها ببساطة نطقت وهيّ تُلَوِح خلفها : لم نعُد معًا ! أنفَصِل عنكَ كاليب !!

    لو أن هُناك جائزة أوسكار لأسوء طريقة فالأنفصال لكانت حصلت عليها الآن !!

    ___

    وضعت ساقًا فوق الأخري بكل وقاحة جالِسة علي الكُرسي أمام مكتب المُدير ليزجُرها بصوته المعروف بزلزلته لمن أمامه : انزلي ساقك !!

    لكن يبدو أن هذا لم يُجدِ معها ! ، ردت بهدوء : احذر أن تقتُل نفسك بذبحة صدرية أو شيء من هذا القبيل أيها العجوز !

    زَفَر مُتجاهلًا كلامها لتتغير نبرته إلي أخري أكثر لينًا : درجاتِك في هبوط مُستَمِر ..

    لانت قساوة نظرتها قليلًا : والمطلوب؟
    أعطاها ورقة ما : لديكِ أحتجاز بعد المدرسة لمدة شهران !!
    نظرت للورقة بلا مبالاة لتكورها بقبضتها ثم تُلقيها بسلة المُهملات مُغادرة : سأفكر فالأمر !!

    ___

    ذلك التعجرُف الذي تحدثت به إلي المُدير يجعل من الصعب التصديق أنها نفس الفتاة التي يتم دفعها أمام خزانتها من قِبَل مُراهِقة أخري : احذري أين تَخطين آنِسة مُعجزة !!

    لم تُصَحِح أن اسمها "آوراكِل" وليس "ميراكِل" بل دَفَعَت يد بُنية الشعر بطريقة ودية غريبة : كاثرين !! كيف حالك؟!

    ردت المدعوة كاثرين بشيء من العداوة الجلية التي لم تخفي علي أحد إلّا آوراكل نفسها ! : أفضل منكِ !

    لا أحد يعلم لم تتنمر عليها بتلك الطريقة ، رُبما كاثرين نفسها لا تُدرِك الأمر !!

    أردفت مُغيرَة الموضوع : أين الواجِب؟
    مدَت آوراكِل بدفتر أخرجته من خِزانتها لتُتابع كاثرين بدون استحياء : والمال؟!

    الأمر لا يبدو منطقيًا البتة بِدءًا من تلك اللحظة ويزداد غرابة !!

    ابتعدت كاثرين مع صديقتها الشقراء التي لم تنبس ببنت شفة تعليقًا علي كل ما يجري وكأن هذا الطبيعي !!

    ___

    الحاضر~

    كانت الأمطار قد توقفت لفترة قصيرة لكنها عادت وبقوة !
    كادت قدمها تنزلق فالطين ! لِماذا تركُض؟ أو بالأحري مِمَ؟!

    عوي ذِئب في مكان ما بالغابة التي تُجاوِر الطريق الذي تركُض به ! لم تهتز ! هيّ تهرُب من شيء أشد حتي خطرًا من مُجرد حيوان ..!

    ظَهر مُرعِبها أمامها في ثانية ! ، صدرُه لا يعلو أو يهبط !
    هوَ لم يركُض قط خلفها !! تكاد تُقسِم أنهُ خرجَ من العدم !!

    سقطت أرضًا بعدما ارتطمت به ! بصرها شاخِص لا يبتعد عن أجنحته الضخمة التي سَدَت الطريق ! هيّ لا تتذكر شيئًا عن حياتِها لكن .. البشر لا يمتلكون أجنحة عادَةً !!

    تعلم ذلك القدر !

    أبتلعت ريقها لتسأل أخيرًا : من أنت؟!

    عيناه الزرقاء لم ترمشان حتي مذ رأته مرة واحدة !!
    رد بنبرة خالية من المشاعِر : المَوت !!

    هل تُعاوِد الركض؟! وهل سيُجدي الأمر؟!


    1 Not allowed! Not allowed!
    التعديل الأخير تم بواسطة omer2015 ; 01-30-2017 الساعة 08:30 AM


    ملوحة البحر لا تتأثر مع كثرة الأمطار ..فكن كالبحر لا يتأثر بكلام البشر ..
    و لا تكره أحدًا فكل من آذاك أعطاكَ درسًا على طبقٍ من ذهب و هو لا يعلم ..





  3. #3
    بطل مقاتل الصورة الرمزية fast73271542
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    247
    Thumbs Up/Down
    Received: 219/1
    Given: 244/5
    طريقة في السرد فوق الوصف واحداث رائعة وغامضة احسنت , انتظر البارت الثاني

    0 Not allowed! Not allowed!
    التعديل الأخير تم بواسطة fast73271542 ; 02-02-2017 الساعة 09:54 PM

  4. #4
    بطل فتي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    المشاركات
    7
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    حلو والله

    0 Not allowed! Not allowed!

  5. #5
    بطل مقاتل الصورة الرمزية omer2015
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    217
    Thumbs Up/Down
    Received: 133/1
    Given: 9/1
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fast73271542 مشاهدة المشاركة
    طريقة في السرد فوق الوصف واحداث رائعة وغامضة احسنت , انتظر البارت الثاني
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة klkl202050 مشاهدة المشاركة
    حلو والله
    يسلمووو على المرور

    1 Not allowed! Not allowed!


    ملوحة البحر لا تتأثر مع كثرة الأمطار ..فكن كالبحر لا يتأثر بكلام البشر ..
    و لا تكره أحدًا فكل من آذاك أعطاكَ درسًا على طبقٍ من ذهب و هو لا يعلم ..





  6. #6
    بطل مقاتل الصورة الرمزية omer2015
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    217
    Thumbs Up/Down
    Received: 133/1
    Given: 9/1
    Part 2

    تحقيق


    من المُفتَرَض أن تكون خائِفة لكنها ثبُتت في مكانِها مع ذلك بدا واضِحًا وضوح الشمس أنها تقف علي قدمان مُرتعِشتان !

    سعلَت مرة لتُبعِد حشرجة من حلقها : انهي الأمر بسُرعة !!

    تَجاهَل وَقفَتها وصوتَها لينطق بهدوء : أنا هُنا لأُنقِذ حياتِك !

    قَضَبَت حاجبيها بشك : المَوت هُنا ليُنقِذ حياتي؟

    أردَف : بلي ،أنا ملاك قد تم إرسالي لهذا الهدف !!

    حَسمت بسُرعة رهيبة بقوة : أنت كاذِب !!
    تابَعت دون أن تلتقط أنفاسها : أنت شيطان !! والشياطين لا يقولون أنهم شياطين ! بل يتظاهرون بأنهم ملائكة !! لا أدرِ ماذا تُريد مني !! لكني لن أسمح لك بالأقتراب خطوة واحدة أكثر !!

    وكأن عيناه يُمكن أن تزدادَا إتساعًا ! ، هل تلك طريقتُه فالتعبير عن تعجُبُه؟ ألم يجِد طريقة أقل رُعبًا؟!
    نطق أخيرًا : ماالذي ستفعلينُه؟! عليكِ أن تعلمين بأنهُ لا يُمكِنك الهرب مني !!

    ظلت واقِفة كالتمثال! ماالذي يُفتَرَض بها أن تقولُه الآن؟!

    قَضَب حاجبيه : عَلِمت أن الأمر لن يكون سَهلًا ! سأعود بعد ثلاثة أيام !!

    دار ليُعطيها ظهرُه مُغادِرًا وقد زَيَنُه أضخم جناحان رأتهُما في حياتِها : فقط اعلمي بأني أبعد شخص ستقابلينُه أبدًا من أن يكون شيطانًا !

    أختفي في ثانية لتضع يَدَها علي قلبها وتجثو علي الأرض مُتمتمة لنفسها بخفوت ! : حمدًا للرب أن ذلك الشيطان لم يعلم أني فاقِدة للذاكرة !! كان ليقتُلني بلا شك أن عَلِم أني لا أعلم مكان الشيء الذي يبحث عنهُ !! لكن ماالذي قد يُريدُه شيطان من بشرية؟! بحق الرب من كُنتُ؟!

    ___

    أخذت تُراجِع أحداث اليومان الفائِتان برأسها ، استيقظت بداخل سيارَة مقلوبة بجوار جُثَة ! لتكتشف بأنها فاقدة للذاكرة ! هربَت من شيطان يتظاهر بأنهُ شيئًا أخر !! ثُم فهمت أنها الآن لسبب ما لا أحد يراها أو يسمعها !! وأيضًا .. ليس لديها أي رغبة بالنَوم أو تناول الطعام !!

    هل يبدو شيئًا وكأنه يسير بشكل طبيعي؟!

    ضَمَت معطفها لنفسها أكثر ، علي الأقل مازالت تشعُر بالبرد !!
    رُبما أُصيبت بالقليل من الرَشح ، ليس لديها فكرة أين منزلها لكنها مُتأكدة أنها عاشت بتلك المدينة !!

    نظرت لأحد الأبواب المفتوحة ، هل تدخُل؟!
    البرد يفتِك بها فالخارِج !، ما هذا المبني علي أي حال؟! شكلُه لا يُشبِه أي شيء قد رأتهُ حتي الآن !

    دخلت بدون استئذان ! ، ليس وكأنه يُمكنها ذلك !!

    لا أحد بالداخل ! ، بالمكان الكثير من المقاعِد الطَويلة ، عَرفَت أنها كَنيسة ما أن رأت ذلك الصليب مُعلَقًا علي الحائِط بنهاية الطُرقة التي وقفت بها !

    سَرَت رَعشَة خفيفة بجسَدَها ، كيف نست شكل الكنيسة؟!
    بدأت بالتقدُم لا تسمع سوي صَوت حِذائُها !
    حتي وقفت أمام الشمع ، رَفعت قلنسوة معطفها الرياضي علي رأسها وأشعلت واحِدة لتسقط بعدها علي ركبتيها بتعب لم يظهر أنها تملكُه إلّا في تلك اللحظة !

    بدأت فالبُكاء وكفاها مغروسان بشعرها تحت القلنسوة : لا أعلم هل كُنت إنسانة جيدة أم لا .. ! لكني حقًا أحتاج مُساعدَتَك ! لا أعلم ماالذي يجري !! لا أفهم كيف أصبحت خفية ! ولماذا لا أشعُر أني حية؟! أنا أتنفس لكن ..! هل مِت؟! هل هذا الجحيم؟! أرجوك !! اجبني !! لأن لا أحد أخر سيستطيع !!

    -أنتِ نِصف ميتة وهذه الأرض !

    لَفَت رأسها لتجد نفس الشخص صاحب العينان الزرقاوان لكن بدون الأجنحة والنظرة المُرعبة ، كان يرتدي بنطال أسود كلاسيكي وقميص أبيض قد أقفل كل أزراره إلّا الأول ، بدا شابًا عاديًا في مُنتصف العشرينيات !

    نهضَت عن الأرض بشيء من الصدمة ليُتابِع : هل أنتِ مُستعدة لسماعي الآن؟!
    أومأت : ماالذي تعلمُه عن .. حالتي؟! ماذا تقصد بنِصف ميتة؟!
    جَلَس علي طرف أحد المقاعِد الطويلة واضِعًا كوعيه علي رُكبتيه ، بدا وكأنهُ ينظُر لفضاء بعيد عندما تحدث بعد صمت طويل نسبيًا : المَوت ... أحد الأشياء التي لا يُمكنكم أنتم البشر اختيارها !! يقع ضمن الأقدار المُطلقة وأنتِ .. لا يُفترض بكِ أن تموتي الآن !! ولهذا لم تموتي! لكن شيئًا غريبًا قد حدث !! لهذا أنا هُنا .. للتحقيق بالأمر ..
    استنكرَت : للتحقيق؟! أولستَ المَوت نفسُه ألّا يُفتَرَض أن تعلم؟!
    قَضَب حاجبيه لينطق بحُنق : حَسبك !! أنا مُجرَد مأمور ! لا أحد يعلم أكثر من الأشياء التي يُفتَرَض بهِ معرفتها !! ألم تُصلين للتو؟! أم كان هذا مُجرَد تمثيلًا؟! رُبما يجب أن أترُكِك عالِقة بين الحياة والمَوت !!
    أسرعت بتهدئته : مهلًا مهلًا !! أنا آسِفة لن أُخاطبك بتلك الطريقة مرة أُخري !!

    رُبما توهمت ذلك ! هل ابتسم ؟!

    عبثت بكُم معطفها بتوتُر : إذن .. ما حد عِلمَك؟!
    نَهَض واقِفًا : بالمدينة طاقة شيطانية ! ، لا أعلم مَصدرها لكنها علي الأرجح لها دخل بما يجري ! ، أنتِ خفية لأن جسدك ماتَ بالفِعل لكن طاقتك الروحية مازالت موجودة !! هل لديكِ أي أعداء من الشياطين؟!

    رَفَعَت حاجبيها غير مُصَدِقة : هل تمزح معي؟!
    بدأ بالسير : بالطبع لا !!

    ترددت ، هل تُخبرهُ بهذا الأمر أم لا؟! لكنها نطقت فالنهاية : أنا .. لا أتذكر أي شيء !!

    توقَف عن السير : لماذا لم تُخبريني بهذا من قبل؟! كُل شيء أصبح أكثر صعوبة الآن !!

    لم ينتظر منها اعتذارًا تلك المرة بل أعاد رأسُه للخلف قليلًا مُغمضًا عيناه ليأتي بسُرعة كبيرة بكتاب من فوق رأسها !!
    تمتم بخفوت : هُنا كُل شيء قُمتِ بهِ مذ ولدتِ حتي تلك اللحظة ..
    ألقت نظرة مُترقبة : يبدو .. وكأنه عليهِ قفل؟
    رفع بصره عن الكتاب لعينيها : المفتاح مع حُراسِك لكنك لم يعُد لديكِ حُراس لأنك ...
    تابعت عنه ولم تُنزل عيناها : نِصف ميتة ..!

    ظلا واقِفان لعدة ثواني وبصر كلاهما مُسَلَط علي الكتاب وكأنهما سيعلمان ما بداخله أن استمرا فالتحديق ! حتي قرر توزيع الأدوار : لن نظل هكذا للأبد !! علينا إصلاح جسدك وأعادتك لحياتك !! ستتظاهرين بأنك مازلتِ نفس الشخص وسأضطر للتعاون مع شُرطة البشر حتي نعلم أين نقِف !!

    رَمي بالكتاب ليختفي فالهواء بينما تساءلت : كيف سنُصلح جسدي؟!

    بدأ بتكوين دائرة علي الأرض برَص الشمع : الشخص الطبيعي لديه نوعان من الطاقة واحدة تتصل بالأرض وأخري بالسماء ، رابطتك مع الأرض انكسرت !! لذا سأضع الحِمل كُله علي قواكِ الروحية ..!
    آمَرَ دون أن ينتظر منها تأكيدًا لاستيعابها ما قال : قِفي وسط الدائرة ..!

    اقترب ليضع يدًا علي رأسها لتُقاطعه : لا تلمسني !.

    مازالت بشرية رغم كُل شيء ولا إنسان عاقل سيترُك الموت يلمسُه أن كان الأمر يعود للإرادة !! أو رُبما اللا إرادة كونها آلية دفاعية ... من يعلم !!

    ضَحِك : أنتِ بالفِعل نِصف ميتة ..!
    ضَحِكت هيّ الأُخري لكن مع دمعة بعينها : لم أعلم أن لديكَ حِس دُعابة !!

    رُبما لم يكُن مازِحًا؟!

    ___

    انفتح باب الكنيسة لتخرج منه مُراهِقة في غاية السعادة !! يُجاوِرها شاب جدي بعض الشيء !.، قفزت فالهواء رافعة قبضة عاليًا : لا أُصدق هذا !! لقد عُدت للحياة !!

    كانَ صامِتًا فسألت : ماذا؟
    رفع كتفيه مُتعجبًا : لا شيء فقط أُفكِر كيف يُمكن أن يكون هذا صحيحًا ..!
    قضبت حاجبيها : ماذا تقصد؟!
    زفر : ستفهمين كُل شيء لاحقًا !!

    لم تُحاوِل معرفة ما يُخفي فهيّ سعيدة أكثر من أن تُبقي علي هكذا تساؤلات مُعقَدَة !!

    مرت من أمام مجموعة من الأطفال من بينهم الطفل الذي صدمت كلبه بدراجتها النارية قبل ثلاثة أيام ليبدأوا بالإشارة عليها بأصابعهم السبابة : فتاة سيئة !!

    ظل مُنتَظِرًا منها ردة فعل لكنها فقط تمتمت بـ : أطفال لئيمون !! وكأني فعلت لهم شيئًا !!
    وضع كفيه بجيبي البِنطال : ألا تُفكرين بإحتمالية كونك .. سيئة؟!
    صمتت لدقائق وكأنها تُقلب الأمر برأسها : من المؤكد أني ارتكبت فحياتي بعض الأخطاء لكن لا أظُن أني كُنت شخصًا سيئًا فِعلًا علي أي حال أنا لا أتذكر شيء وبهذا يكون سؤالك لا فائِدة منه !!
    هَز رأسُه : مُحِقة !!
    ابتسمت فجأة : كيف هوَ الأمر؟!
    رَفع حاجِبًا : أي أمر؟!
    حركت يديها مُفسِرة بِجوار الكلام : كونك من الملائكة ..!
    توقف عن السير : وجِدت فالنور وسأبقي إلي أجل معلوم ، لا أعلم ما هيّ الظُلمة ولن أعلم أبدًا !!

    لم تَدرِ بماذا تُعَلِق علي هذا ولم تُتَح لها الفُرصة بسبب ضم فتاة غريبة لها فجأة وبقوة وكأنها تُريد تحطيم أضلُعها ! : آوراكِل !!

    ~آوراكِل؟!هل هذا اسمي؟!~

    تذكرت كلام "المَوت" عن تظاهُرها بأنها مازالت نفسها فلم تُصَرِح بأفكارها خشية أن ينفضح أمرها ! ، ابتعدت عن الفتاة لتنظُر لوجهها المُزَيَن بوَشم وردة حمراء علي خدها الأيمن : هل كُنتِ تبحثين عني؟!
    صاحت الفتاة : بالطبع !! مذ علمت بأمر الحادث الذي أصاب سيارة والداكِ وأنا أبحث عنكِ !! أين كُنتِ؟! الشُرطة لم تَجِدِك ؟! هل أنتِ بخير؟!

    "كُنت مُختفية بسبب موت جسدي وخلل في قوايّ الروحية لكن الأقدار تدعمني وكذلك الموت شُكرًا علي قلقك !!"

    بالطبع لن تقول هذا !!

    سعل بخفة أزرق العينين ليتدخل فالحديث مادًا كفًا ليُصافِح الفتاة : أدعي أليكساندر ! الوصي الحالي علي آوراكِل ..!
    رمشت الفتاة : أوه أهلًا !! من أنت بالضبط؟!
    أعاد يده لجيبه : جيفرسون يكون عمي ..!
    أومأت مُتفهمة ثم نظرت لآوراكِل مرة أُخري بشيء من الشفقة حاولت أخفاءه : أظُن أنك لن تأتين للوقفة الاعتراضية معنا اليوم ..! لديكِ الكثير من الأجراءات لتهتمي بها !!

    وقفة اعتراضية؟! هل هيّ عضوة نشِطة بمُنظمة ما؟! لا تستطيع ترك هذا الخيط يُفلت من يديها !! هذه فُرصتها لتعلم من كانت !!

    أمسكت بمعصم الفتاة قبل أن تُغادِر : لا أنا قادِمة معك !! أليكساندر سيهتم بالأجراءات !!
    قاطع : رُبما يُمكننا تأجيل الأجراءات سأتي معكم !!
    سحب الفتاة بعيدًا عن آوراكِل في مُحاولة لجعل الأمر يبدو طبيعيًا : أنها في حالة صدمة ، أرجوكِ ساعديني في تشتيتها مؤقتًا عن أمر مَوت والديها ! لا أستطيع تركها وحدها !! ، أرجوكِ تفهمي !!

    تلعثمت الفتاة : بالطبع ! سأساعدك !! آوراكِل صديقتي مذ الصف الرابع !!

    ~هذا واضِح ، واحدة ترتدي قِرطًا بحاجبها والأخري لديها وشم وردة الخِل يُشبه خليله!!~

    أليكساندر ليس مُعجبًا بكلتاهما لكنه ليس أيضًا حانقًا فهوَ ليس الرب ليُحاكمهما علي أختياراتهم !!

    ___

    "اقتلوا أنفسكم لنُنقذ الأرض!"

    تلك كانت اللافتات المحمولة ! ، ذلك الكم من الأشخاص المُرتدين الأسود !! والشُبان أصحاب قصات الشعر الغريبة وبعض من لا يبدون بوعيهم !! وأخرين لا يبدون إلا .. زُمرة من الأنتحاريين !!

    شعرت آوراكِل برغبة خفيفة فالتقيوء !! ، لماذا هيّ هُنا؟! هل ستقف فِعلًا معهم وتحمل تلك اللافتات عديمة المعني؟!

    أمسكت رأسها بتعب مُحدثة صديقتها -التي لم تعلم اسمها بعد- ! : لا أظنني بخير !! سأذهب للمنزل !!

    ___

    -هل أنت مُتأكد أن هذا منزلي؟!
    -هذا هوَ المنزل الذي أشاروا لي عليه !!
    -لا يبدو مألوفًا !! سأبحث عن غُرفتي !!

    وقفت أمام المرآة بشيء من الدهشة لا تُصدق أن شعرها أرجواني !!
    تمتمت بخفوت : أي نوع من المجانين كُنت؟!

    أخذت تبحث فالأغراض علها تجد ما يُجيبها ! ، لا مُذكرات !! فقط دفاتر دراسية وليت بها أي علامات !! مُعظمها عُبارة عن رسوم غامضة ! أيضًا لا آلات موسيقية ، علي الأقل هيّ تعلم الآن أنها لم تكُن عازِفة !!

    جلست القُرفصاء لدقيقتان بجوار مكتبها مُمسكة بعُلبة !!
    حتي قررت أنه لا فائِدة مما تفعل ، هبطت الدرج بشيء من الأحباط ومازالت عُلبة الورق المقوي الصغيرة بيدها : أليكساندر هاه؟
    ألتفت إليها : نعم؟
    تابعت : لا شيء ! فقط اسم جميل !!
    صمتت لثانية : أليكساندر ؟
    ضيق عيناه : ما الأمر آوراكِل؟!
    مدت العُلبة : أظنني كُنت من المُدخنين ..! الغريب أن .. الدفاتر تُخبر أني بالسابعة عشر .. أولست قاصِر؟! لا يُفتَرَض أن ..
    توقفت عن الحديث ويداها ترتعشان ليأخذ العُلبة منها التي أحترقت ما أن لمسها مُتحولة إلي رماد !

    هذا ما قصده بـ "ستعلمين لاحقًا!"
    عندما وضع يده علي رأسها أجري فحص كامل لجسدها ليدرك أن لها "رئتا مُدَخِن" !

    نظرت له بحيرة ليرُد : ماذا؟! أنا لا أعلم غير الصواب !! إذا أردتيها فانتظري إلي أن أذهب !!
    ضحكت بتوتر : بالطبع لا !! أنت لا تفهم شيء !!

    لم تُحاوِل شرح شعورِها فهوَ ملاكًا كيف له أن يُدرِك ما تمُر بهِ الآن؟!

    لكن ما لا تعلمه هوَ .. أنه بالفعل أذكي مما تتصور !! حتي لو لم يكُن بالفعل "يشعُر" بما تشعُر به ، هوَ "يفهم" !!

    ترددت قليلًا : عينايّ تؤلمني بشدة !

    زَفَر : إنها عَدَسات لاصِقة !!

    عَلِم هذا أيضًا حين لَمَس رأسها !!

    تذمرت بآلم : حسنًا اخرجها !!

    وقف أمامها ليُخلصها من العدستان اللتان احترقتا ما أن أخرجهما من عيناها ! ، تساءلت أن كان كل ما يلمسهُ يحترق !! ليرُد علي تساؤلها كمن يقرأ الأفكار : أنه أنتهاك للقانون السماوي رقم 532 أن يعترض البشر علي الخِلقة الحسنة التي خلقهم الرب عليها !

    القانون السماوي رقم ماذا؟!

    تمتمت : أنت تُرعبني !!
    ضَحِك : أعلم !! الأمر مُسلي !!

    علي الأقل أوقفها عن الانفجار فالبُكاء كما هوَ متوقع من أي شخص بموقفها !!

    رَمَت المرآة الصغيرة التي كانت تحملها علي الأريكة بصدمة : عينايّ زرقاء !!
    أومأ : نعم !
    تابعت : أنا فقط لا أفهم !! لماذا كُنت أرتدي عَدَسَات سوداء؟!

    حاول إيقافها عن التفكير مرة أُخري مما يُثير الريبة !! أوليس هُنا للتحقيق؟! إذن لماذا لا يُريد منها معرفة الحقيقة؟! رُبما ليس مُتأكدًا من قُدرتها علي التحمُل؟!

    -فقط غيري ثيابك لنذهب لقسم الشُرطة قبل أن يحضروا إلينا !!

    ___

    مرة أُخري بغُرفتها لكن تلك المرة أمام الدولاب ! ، مازالت تبحث عن شيء .. طبيعي ! يمكنها أن ترتديه لكن كل الملابس إما سوداء أو غريبة !!

    فالنهاية قررت أن تبقي بمعطفها وملابسها الحالية !!

    ___

    من كل هؤلاء؟! هل هذا حفل بمنزلها؟! من دعاهم؟! أين أليكساندر؟!

    صرخَت بجوار أحد الشباب ليسمعها : من دعاك؟!
    رمي بكوب الخمر الذي بيده علي الحائط ليجيب بابتسامة ! : كاثرين !!
    صرخت مرة أخري : من كاثرين؟!

    ما كانت لتسأل هذا السؤال وتُظهر جهلها لولا علمها بأنه كليًا غير موجود بالخدمة وعلي الأغلب لن يتذكر أيًا من هذا في صباح اليوم التالي !!

    أشار لها علي فتاة ترقُص وسط "مجموعة" من الشُبان !!
    لتتجه إليها : معذرة!! لماذا قُمتِ بدعوتهم إلي منزلي؟!
    لم تتوقف الفتاة عن الرقص : علمت أن والديكِ ماتا وبهذا يصبح المنزل ملكي !
    قضبت آوراكِل حاجبيها : كيف يُمكن لموت والدايّ أن يجعل منزلي ملكك أنتِ؟!
    توسعت عينا كاثرين البُنيتان وشهقت فجأة : لأن جميع ما تملكين ملكي !! ألم نتحدث عن هذا الأمر سابِقًا؟!

    تجمعت القطع برأس آوراكِل ،ملابسها ، أسلوبها ، كلماتها ، تصرفاتها ! : هل .. هل تتنمرين عليّ يا لعينة؟!

    لم تتوقع أن تصفعها كاثرين ردًا علي سؤالها ! ، ساد الصمت فالمكان والمخمورين استفاقوا !! : تخطيتِ حدودك آوراكِل !! يبدو أني دللتك أكثر من اللازم !!

    أنتظر الجميع أن تبكي أو تختبيء كما اعتادوا منها ! لكنهم تفاجئوا بها تُسقطها أرضًا بلكمة واحِدة وتجلس فوقها ليتحول الأمر رسميًا إلي شِجار ضخم !!

    في ظروف أخري كانوا ليقفوا ويُشاهِدوا ورُبما يُشجِعوا !! لكن صفارات الشُرطة حالت بين كُل هذا !! وبدأ الجميع بالهرب ليتبقي أربعة أشخاص بالعدد !!
    آوراكِل معمية بالغضب!، أليكساندر الذي تمكنت من رؤيته أخيرًا بعد إختفاء الزحام مُسندًا بكتفه علي أحد الأبواب كمُجرد مُتفَرِج ! ،كاثرين المُلقاة أرضًا تحت آوراكِل وأنفها ينزف !! وصديقتها الشقراء عديمة ردات الفِعل !!

    صَرَخَت بعد لكمة أخيرة : أنتِ مُجرد فتاة مُدللة وعديمة الأحساس !! اخرُجي من منزلي ولا تُريني وجهك القبيح مرة أُخري !!
    نهضت مُعطية لها فُرصة للتحرُك لتُساعدها الشقراء فالنهوض : ستندمين آوراكِل !!
    خلعت معطفها الأسود لتُلقي به فالأرض مُظهِرة معصميها : وكأني لم أندم بعد !! أنتِ من فعل بي هذا !!
    أتبعت هذا بأمساكها لياقة قميصها مرة أُخري وكأنها مُترددة هل تترُكها فِعلًا تذهب في سبيلها أم تدفنها في مكانها الآن !!
    مرت ثواني وكلتاهما تنظُران في عيون بعضهما بحُنق كعدوتان أبديتان !
    حتي خرجت قهقة عالية من حنجرة كاثرين التي كادت تسقُط أرضًا لولا إمساك آوراكِل لها : مُثير للإهتمام !! إلا أني غير مُتعجبة !!

    تشوش تفكير آوراكِل لتترُكها ! هل يُمكن أنها أخطأت في حِساباتها؟! لكن أن لم تكُن كاثرين من تَنَمَر عليها وآذاها إذن من فعلها؟!

    ألقت كاثرين نظرة أخيرة علي آوراكِل قبل أن تُغادِر مَلَئَها البرود الممزوج بشيء من الشماتة : لدينا انتحارية هُنا !!
    ضربت كَتِف أليكساندر بخفة مازِحة قبل أن تُغادِر : احذر يا رجُل قد تكون مريضة نفسية أيضًا !! حظًا سعيدًا في أيًا كان ما أحضرك إلي هُنا !!

    خرجت وخلفها صديقتها الشقراء بينما تحطمت آوراكِل علي الأرض في انتحاب شديد غير مُسَيطَر عليه ! : بحق الرب من كُنتُ !!!


    1 Not allowed! Not allowed!
    التعديل الأخير تم بواسطة omer2015 ; 02-06-2017 الساعة 06:39 PM


    ملوحة البحر لا تتأثر مع كثرة الأمطار ..فكن كالبحر لا يتأثر بكلام البشر ..
    و لا تكره أحدًا فكل من آذاك أعطاكَ درسًا على طبقٍ من ذهب و هو لا يعلم ..





  7. #7
    بطل فتي الصورة الرمزية alprofesor1001
    تاريخ التسجيل
    Jan 2014
    المشاركات
    28
    Thumbs Up/Down
    Received: 6/0
    Given: 0/0
    دى رواية حسن الجندى ؟!

    1 Not allowed! Not allowed!

  8. #8
    بطل مقاتل الصورة الرمزية omer2015
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    217
    Thumbs Up/Down
    Received: 133/1
    Given: 9/1
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alprofesor1001 مشاهدة المشاركة
    دى رواية حسن الجندى ؟!
    السلام عليكم

    لا , تشابه في الاسم فقط

    0 Not allowed! Not allowed!
    التعديل الأخير تم بواسطة omer2015 ; 02-15-2017 الساعة 06:52 PM


    ملوحة البحر لا تتأثر مع كثرة الأمطار ..فكن كالبحر لا يتأثر بكلام البشر ..
    و لا تكره أحدًا فكل من آذاك أعطاكَ درسًا على طبقٍ من ذهب و هو لا يعلم ..





  9. #9
    بطل مقاتل الصورة الرمزية omer2015
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    217
    Thumbs Up/Down
    Received: 133/1
    Given: 9/1
    Part 3

    الكثير لتعلُمه

    تلكُم هذا وتركُل هذا ! ، ماالذي أدخلها في شِجار مع أولئك الشُبان ؟! ومن هُم؟!
    تمتمت وهيّ تدور حول نفسها وكأنها ترقُص معهم : أُطلق الطاقة بكتفيّ كما علمني أليكساندر !!
    ليظهر جناح واحد خلف ظهرها مُمزقًا قميصها من الخلف !
    لكن ماالذي ستفعله بجناح واحد؟!
    رَفرَف الجناح بعشوائية كطير لم يتعلم الطيران بعد !
    قفزت للأمام : تمامًا ما أحتاجه ! قوة دَفع !!
    ركضت بأقصي سرعة كما لم تركُض قط وخلفها عدد لا لم تستطع حصره من الأشخاص المتشحين بالسواد لترتطم بشخص ما لبثت أن تهلل وجهها لرؤيته : أليكساندر !! أفعل شيئًا !!
    أبعدها خلفه وبدأ بالسير وَسَطهم وكأن الطريق خالٍ ليتساقطوا أرضًا متحولين لرماد !
    أستدار ليواجهها : ما مدي صعوبة "باسم النور موتوا !" أي بشري يستطيع النُطق بها !! وظيفتي ليست تعليمك كيف تقضين علي الشياطين !! حُثالة الكائنات أضعف من أن نُضيع وقتنا عليهم !!
    تذمرت : آسفة لكني لم أقاتل الشياطين وجهًا لوجه من قبل !!
    تململ : لماذا إذن خالفتِ تعليماتي وقَدِمتِ لمُحاربتهم من البداية؟!
    احتقن وجهها : لأقتل ساتان بالطبع !! الوغد من أمَرَ بقتلي !!
    ظل صامتًا لثواني : لا يُمكنك قتل ساتان ! أنتِ بشرية ! حتي أنا لا يُمكنني قتلُه !!
    قضبت حاجبيها : ألم تقُل للتو أن الشياطين ضُعفاء؟! هل ساتان استثناء؟!
    سحبها من ذراعها مُبتعدًا : ساتان لديه وعد بالبقاء حتي القيامة ، عُمره أكبر من عُمر بني أدم كُلهم !!
    سألت : من وعده بهذا؟!
    نظر لها وكأنها غبية : أنتِ تمزحين صحيح؟!
    رمشَت مرتان ليرُد عالِمًا بجهلها : من يَعِد بالحياة والمَوت؟ من يُقرر تلك الأشياء؟!
    ترددت : ملائكة موت آخرون أعلي رُتبةً مِنك؟!
    نَشَر أجنحته خلفُه ومازال مُمسكًا بيدها ليختفي كلاهما من ذلك المكان : بل الرب !
    سقطت أرضًا بصالتها : حَذرني قبل أن تفتح بوابة !!
    رفع حاجِبًا : تستحقين هذا !! إن لم تعلمين من يَعِد بالحياة والموت !!
    اعتدلت بجلستها : دعنا لا ننسي أني مازلت فاقِدة للذاكِرة !!
    بدأ بالمشي : إنها الأساسيات !!
    نظر لساعته : بالمُناسبة ذكرياتك علي وشك أن تعود !
    نهضت عن الأرض بعيون مُتَسِعَة وقلب مذعور : وأنت علي وشك أن تُمحي منها؟!

    قبل 48 ساعة~

    أليكساندر لم يُظهِر نفسُه لبشر قط من قبل ، مهما بلغ ذكاءُه لن يَصِل لِفهم المشاعِر الأدمية بشكل كُلي ناهيك عن مشاعِر المُراهقين ! الإناث بالأخص !!
    لديهِ الآن انتحارية غارِقة في بُكاء هيستيري عليهِ التعامُل معها !!
    حتي وإن سارَ علي الأرض لن يُصبِح أبدًا من سُكانِها ! ، نَزَل إليها بأمر وما أن ينتهي سيعود أدراجُه !!

    لولا صوت صفارات الشُرطة لسُمِعَ صوت حِذاءُه ! ، جَلَسَ القُرفُصاء أمامها وحاوَل بنبرة هادِئة من يسمعها يظُن أنهُ يتعامل مع طِفل : آورا .. توقفي عن البُكاء..
    شَهِقت بقوة رافعة بَصَرَها إليه ، أنفاسُها ليسَت مُنتَظِمة بالمرة ، لن تستطيع التوقُف حتي لو أرادت !!
    رَفَعَت معصميها وكأنه تُخبرهُ أن ينظُر لما يُدرك جيدًا ماهيتُه : هذا الخطأ .. ليسَ عاديًا ! سأذهب إلي الجحيم أليس كذلك؟!
    أمسك يديها ليُنزلهم : لا تعلمين هذا ! البشر وحتي الملائكة !! لن ترقي عقولنا أبدًا للرب !!
    استمرت بالتحديق في عينيه وكأن الأجوبة التي تحتاجها لتنهض مرة أُخري فيها ! : فقط أصدِقني القَول !! أخبرني ماذا تري !!

    ليس مُتأكِدًا أن كان يُفتَرَض بهِ إخبارها أم لا ، رُبما تُريحَها الإجابة وستنسي كُل شيء فالنهاية وكأنه لم يُخبِرها !! لكنها لا تعلم ذلك !!
    -أري رَوحِك واقِفة علي الخَط الفاصِل بَين النَعيم والجَحيم ، لم يَحِق عليها كِلاهُما بعد وما أراه في عيناكِ ليس إلا نتيجة أختياراتِك أما القَدر فلا يَحِق لي النَظَر فيه !!
    ضيَقَت عيناها : ألا أميلُ قليلًا في أي إتجاه؟!
    هزَ رأسُه مُتَنَهِدًا : مازال لديكِ الفُرَص لكُل شيء لكنك تستمرين فالإهتزاز بتردُد !!
    نهضَت عن الأرض : وما أدراكَ أن الثبات لا يقتُل؟!
    قامَ علي قدميه ليُحيطَها بذِراعان نِصف مكشوفان قد طوي فوقهما قميص أبيض عِده طَويات : الكثير من القَلَق قد يُدَمِر قَلبك الأدمي ! ولن أستطيع مُساعَدَتِك ! لست هُنا لأضَعِك علي الطريق المُستَقيم يجب أن تمتلكين النية !! النية تسير دون قدمين !!
    قَبَضَت علي ظهر قميصُه : أليكساندر؟
    صمتت لثوانٍ : ما .. هذا؟!
    رَفَع حاجِبًا : ماذا تقصدين؟
    رَفَعَت صَوتها قليلًا : هذا !! ما أشعُر بِهِ الآن !! لم أشعُر بشيء مثلُه مذ استيقظت بتلك السيارة !!
    ابتسم لنفسُه وكأنه كان ينتظر رَده فعل كتلك وحدثت أخيرًا ! : تُدعي السكينة !! قد لا تكون رُتبتي عالية جِدًا إلي جانِب أني أكتُم قوايّ حتي لا أنفَضِح لكني مازِلت ملاكًا !!
    أبعدها قليلًا لينظُر لها : أليس هذا كافيًا؟!
    توقف عن الثرثرة ! من يَعلَم ماذا قد يحدُث لي حين أعود لحياتي -التي لا أذكُر شيء عنها لكن لا يبدو أنها كانت بذلك الجمال- !
    رُبَما تكون تلك أتعس لحظة عاشَها أليكساندر علي الأرض ! لم يملك إلا أن يُرَبِت علي رأسَها في تعاطُف وهوَ لم يذُق طَعم المُعاناة .. قط !!

    أتي صَوت من عند الباب المفتوح : هل .. أُقاطِع شيئًا؟!
    وقف علي العتبة شاب فاحِم الشعر عيناه بلون خشب بُني فاخِر ، تركها أليكساندر مُبتعِدًا بينما مُقلتاه الزرقاوان تَفحصان الزي الرسمي لذلك الواثِق : من أنت؟!
    أدخل قدمًا ببُطء ثم بدأ بالسير : جابرييل ! أنا هُنا للتحقيق بشأن الحادِث الذي أصاب الآنِسة آوراكِل !
    ظهر نوع من السعادة علي وجه أليكساندر : جابرييل؟ بجدية؟! سأقدم كل ما أستطيع للمُساعدة !!
    بدا عدم الاستيعاب فالعينان البُنيتان ، ما خطب ذلك الشخص الذي لم يطلُب منه إظهار شارَتُه؟! لكنه أخرجها علي أي حال من جيب معطف بِذتُه السوداء : أنا المُحقِق المسئول عن القضية !! هل يُمكنُني سؤال الآنِسة عن بعض الأشياء؟!
    تسمرت عينا أليكساندر علي الشارَة لثانية : آه هذا ما قصدت ..! ظننت ..!
    رَفع المُحقِق حاجِبًا : ظننت؟
    صمت لثانية مُنتَظِرًا تفسير لكنه تابع : من أنت؟!
    مَد أزرق العينين كفًا : أليكساندر جودوين ! الوصي الحالي علي آوراكِل !
    رُبما توهمت آوراكِل ذلك لكنها رأت شرارات من نور تتطاير حول يد أليكساندر حينما صافح ذلك الشخص !!
    رَمش صاحب العينان البُنيتان : سوف تقوم بمُساعدتي لاحِقًا !!
    حول بصرُه لآوراكِل التي مازالت تتساءل عن سر عدم استخدامه لاسم عائلتُه ! لو كان استخدمه ما كان ليقع أليكساندر في سوء الفِهم ذاك !! لكن .. هل الفرق بين البشر والملائكة غير واضح لتلك الدرجة؟!
    بدأ باستجوابها مُسجلًا كل ما تقول في مُفكرة صغيرة : أين اختفيتي بعد الحادث لمُدة ثلاثة أيام؟!
    تلعثمت : كُنت ..!
    تدخل أليكساندر : فالمشفي .. رأسها ليس علي ما يُرام .. لا تتذكر شيئًا لذلك لن تستطيع التحقيق معها !.
    أعاد المُفكرة لجيبُه : حسنًا سأحتاج لرؤية تقرير المشفي !!
    سار أليكساندر معه بأتجاه الباب : بالطبع !!
    أشار المُحقِق بيدُه أخيرًا بلا مُبالاة : نَظِفا المكان .. يبدو مُريعًا ..!

    ظل نظر أليكساندر مُعلَق علي الباب لثوانٍ قبل أن يُغلِقُه ويبدأ فالتنظيف : ليس بشريًا عاديًا ..! سأكتشف أمرُه لاحِقًا ! وأنتِ .. ستذهبين إلي المدرسة فالغد !!

    وقف فجأة ليُصَفِق فيتحول كُل شيء يحتاج التنظيف إلي رماد ! ، تذمرت بصدمة : حقًا؟!
    تابعت وهيّ تستنشق الجو من حولها : تلك الرائحة .. إنها تُشبه ..!
    ذابت الكلمات علي شفتيها ليُقاطع : وفري مجهودك ، لا وصف لتلك الرائحة علي الأرض !. استنشقي منها بالقدر الذي تستطيعين .. قد تُعالِجك ..!

    وقفت أمام مرآة مُعلَقَة علي الحائط تُحاوِل النظر لجرح بكتفها أسفل المعطف لكنها تفاجئت بوشم أسود ! ، نادَت : أليكساندر ! أظن أننا وجدنا خيطًا أخر !!
    اقترب ليُلقي نظرة علي الكلمة المرسومة بطريقة فنية مُميزة أو بالأحري الاسم ! : كاليب؟ من كاليب؟!
    رفعت كتفيها بدهشة مُعيدة المعطف مكانه لتُغطي الوشم : لا تسألني !!
    أخرجت هاتف جوال شبه مُحطَم من جيب بنطالها الأسود الخلفي : لو كان هذا سليمًا كُنا لنعلم ! أظُن أن هكذا الوضع أفضل ..! لن أتحمل رؤية وغد يدعي بأنه حبيبي أو شيء من هذا القبيل !! ولا يبدو أن معارفي من القديسين !! يكفيني ما رأيت حتي الآن ..!
    لم يستطع الاعتِراض علي هذا ..!

    ___

    وقفت مندهشة : ألا تبدو .. أصغر قليلًا فالسن؟!
    رفع حقيبة علي كتف : كيف سأتي معكِ أن كُنت في أواخر العشرينيات بتقديركم؟!
    بدأت بالتحرُك : أتعلم ماذا؟ أنتَ مُحِق !

    توقفت بوسط الطريق للمدرسة : ماالذي .. يحدُث؟!
    تعجب : ما بكِ؟!
    دارت حول نفسها : هذا !! ما أراه الآن !!
    تسمَر مكانه : ماذا ترين؟!
    أخذت نفسًا عميقًا وكأنها لأول مرة تتنفس : ألوان .. كالشفق القُطبي ! تطفو فالهواء .. تحوم حول الناس ..! وأنت ! هُناكَ جناحان شفافان كالزُجاج حولك تُحللان ضوء الشمس !! أري ألوان الطيف السبع ! هذا حقًا مُذهل !!
    أشار بيده مُحاوِلًا إسكاتها : اخفضي صَوتك !! ترين الهالات الآن؟! لا يُفتَرَض أن يحدُث هذا بتلك السُرعة !! لديكِ تركيز فالقوي الملائكية !! يجب أن نُعالج الأمر بسُرعة !!
    تابعت النظر لكل ما حولها بإعجاب شديد : أمازح أنت؟! لا عجب في أن بياض وجهك يكاد يُضيء !! كُنت تري شيئًا لا أراه طوال الوقت !!
    ابتسمت وهيّ تدور تلك المرة : أُحِب عالَمَك !!
    اقتربت لتقف أمامه : عَلِمني ! ماذا تعني تلك الألوان؟!
    ظل يُحدق بها مُتسائلًا أيفعلها أم لا لكن أنتهي بهِ المطاف بتقرير عدم التحدُث إلا عن الضروريات : الألوان التي تحوم حول البشر تُعَبِر عن مشاعرهم ، هُناك فرق بين كل لون والأخر لكن لا يجب أن تعلمي إلا أن الأسود سيء .. إن رأيتِ شخصًا بهذا اللون اهربي ..! ليست مُزحة !!
    نظرت ليديها : لماذا ليس لديّ لون؟!
    عاود السير : لأني لم أُتم مُهِمَتي بعد !! لم أُنقذ حياتِك !!
    قَلَبَت الأمر برأسها ، هكذا هوَ الأمر إذن !
    لم تتعمق فالتفكير لأنها تنبهت إلي شيء لم تفهمه ! ، شخص لديهِ هالة ذهبية ممزوجة بالأسود !! ، أشارت لأليكساندر برأسها تجاهه : ماذا عنه؟ هل هوَ استثناء؟! مُمَيز بطريقة ما؟!
    لم تكُن ردة فعله ما توقعته ! ، بدا .. حزينًا .!
    -لا ، ليس استثناءًا ! يحدُث هذا ... أكثر مما تتوقعين ..!
    حثتهُ علي الإفصاح : وماذا يعني؟!
    سحبها من ذراعها لتبدأ بالسير مرة أخري : ليست إشارة مُحدَدَة .. قد تكون الكثير من الأشياء ..!
    -مثل؟!
    ضاقت عيناه شيء يسير : صراع داخلي ! ، رابِطة مُتَعَفِنة تتغذي علي قلبه لها جذور ممتدة من الصعب حَلَها !، شخص جيد علي معرفة قوية بشخص سيء .!
    ابتلعت ريقها بغصة ، استشعر آلمها ليتمتم بخفوت : كونك من البشر ليس سهلًا ..! خاصة بقواكم .. هذه ..
    بدا من إشارة يده أنه يجد قوة البشر بشكل عام ضئيلة ! ، تابع مُغيرًا رأيها عن الموقف برمته : لهذا نتطلع إليكم !! أنتم ضُعفاء .. ويتم اختباركم !! قوتنا تفوقكم بأضعاف !! لا نعلم شيئًا عن "الاختيارات" !
    شدد علي الكلمة الأخيرة : أخبرتك .. لم أعي إلا النور !
    غَيَر الموضوع : سأريكِ شيئًا مُهمًا !
    وضع أطراف أنامله علي رأسها ليركُض بصرها علي الأرض بسُرعة رغم أنها لم تتحرك من مكانها ! ، ميَزَت كُرات من نور في عِدة أماكن : هذهِ بوابات ..! لا أعلم عددها لكننا نستخدمها فالتنقُل !

    ___

    زفرَت للمرة المليون ، من يُحِب الفيزياء من الأساس؟!
    أخيرًا ! ؛ضرب الجرس ! ، مَطَت جسدها لتنهض مُتجهة للصف التالي وخلفها أليكساندر -الذي يدعي بأنه طالب جَديد- !
    كيف حَصَل علي نفس جدول الحصص الخاص بها لا فكرة لديها ! لكنها ليست المرة الأولي التي لا تفهم فيها تدابيرُه ، أمر تقرير المشفي ذاك مازال يُحيرها وطلب المُحَقِق منهُ المُساعَدَة !

    شاهدَت بتعجُب هالة شخص ترتطم بهالة شخص أخر ! ، تتسع شيئًا فشيئًا مُضيقَة مجال الأُخري ! ، صاحب نظارات يداه تتعرقان !! ووجهُه شاحِب !!
    بدون تفكير تخلَت عن مقعدها : رُبما تُريد الجلوس هُنا؟!
    نظر لها باستفهام فالبداية لكنه نهض ، أرادت إبعادُه عن دائرة الخطر ! ،رمت بنفسها علي المقعد في شيء من اللا مُبالاة ليرميها أشقر بنظرة حُنق : ما كان هذا؟! إذن ستُعطيني أنتِ أجوبَتِك؟!
    أخرجت دفترها : آسفة لم أسمعك ماذا قُلت؟!
    كرر عليها قوله لتُردف وقد نظرت في عيناه مُحاوِلة إظهار حَزمَها : لا شيء كهذا سيحدُث !! وانظُر أمامك يا هذا !! اجب بنفسك !!

    ضربتهُ الموجات الصادِرة من فمها ليصمُت تمامًا ! ، نظرت لاختبارها وعلي فمها ابتسامة جانبية ، لم تعلم أنها تستطيع فعل هذا !!

    همَت بالذهاب بعدما أنتهت لكنها تذكرت صاحب النظارات ، ماالذي سيحدُث له الآن؟!
    وضعت يدًا علي كتفُه : ما اسمك؟
    ألتفت إليها بعدما كان بصرُه مُرَكَز علي إحداهُن حتي أنه لم يلحظ اقترابها منه : جاكسون ، شكرًا لما فعلتي هُناك !!
    ابتسمت : العفو ! أتعلم؟ لقد كانت تنظُر إليك أيضًا !! لِمَ لا تُحدِثها ؟!
    تفاجيء : حقًا ؟!
    لوَحَت للفتاة : أحتاج مُلاحظاتِك !!
    جاءت بدفترها وحقيبتها علي كتف ، لتُقدم آوراكِل المُلاحظات التي أعطتها لها لجاكسون ! : طلبتها من أجله !! أنه خجول بعض الشيء !
    لمَحَت الفتاة ببراءة وقد أحمرت وجنتيها : لكنه ذكي حقًا !
    نظرت آوراكِل له مُشَجِعة لينطق أخيرًا : أتُريدين تناول الغداء معي بينما أنقل مُلاحظاتك؟!

    وكأنه يحتاجها ! ، لاحظت آوراكِل فجوة في هالتُه تُغلَق تمامًا مُتحوِلة إلي دِرع !! ، تمتمت لنفسها : الآن .. لن يسمح لأحد بمضايقته مرة أخري !! جيد !!
    ضمت معطفها : أظنني سأعتاد علي تلك القوي !!

    ___

    كانت تنظُر خلفها عندما ارتطمت بأحدهم ليوقع كل أشياءُه !! من الواضح أنه يعمل علي مشروع ما !!
    انخفضت لتساعده في تجميع الكُتب : آسِفة جِدًا !! لم أرَك !!
    مَسَح علي خدها بكفُه فجأة ثم سحبه بسُرعة : لا عليكِ !!
    بدا أنه يُريد قول شيئًا ما !! لكنه .. أجبَر نفسُه علي الصَمت !!
    ظلت تنظُر له علها تفهم ما يدور في خُلدُه ! ، الناس تتصافح يدًا ليد لا يدًا لوجه !
    بالتأكيد لديها رابطة ما مع ذلك الشخص !! ، تمتمت بلا وعي : أنت..؟
    نهض عن الأرض : كاليب !
    تساءلت ما أن كان كاليب الموشوم اسمُه علي كتفها لكنه بدد تلك الفكرة عندما سأل : وأنتِ؟
    مالت برأسها في جهة بدون قصد ليبتسم ، يعلم تلك الحركة جيدًا ! ، عندما يُحيرها أمر شيء !!
    ردَت : آوراكِل !. تشرفنا !
    حمل كتبه مُغادِرًا : أراكِ فالجوار !! إن أحتجتِ المُساعدة .. أنا هُنا !! دومًا !!

    استدارت مُغادِرَة في طريقها هيّ الأُخري ! ، فقط ما كان هذا؟!
    رُبما هوَ [كاليب] أخر؟!
    إن كان هوَ [كاليب] خاصتها لِمَ بدا الأمر وكأنهما يتعارفان للتو؟!
    إذن ليس هوَ !! لا أحد يعلم أنها فاقِدة للذاكرة غير أليكساندر والمُحَقِق !
    هزَت رأسها : أنا فقط أتعمق بالأمر أكثر من اللازم !.
    لكن .. هذا لا يُفَسِر أي شيء !! لماذا لَمَس وجهها؟!
    تجاهلت الأمر ليس لشيء إلا لأنها تمنَت لو كان هذا الشخص كاليب الذي تبحث عنه بالفِعل ! مما أزعجها !! لا يُفتَرَض أن تُحِب شخصًا رأيتُه للتو !!

    لكنها لم تره للتو !! مع ذلك ليس لديها تفسير لما حدث ! لو كان هذا كاليب المقصود إذن هل تظاهر أنهُ لا يعرفها؟! أم أنها من أرتكبت ذلك الخطأ !!

    ___

    سأل : غَسَلتي الأطباق؟
    أومأت ليسأل مرة أخري : والواجبات؟!
    ضمت قبضتها اليُمني : أنتهيت منها !!
    ابتسم : جيد !! والآن فَرِشي أسنانك واذهبي للنوم !! لديكِ مدرسة بالغد !!
    تذمرت : مرة أُخري؟!
    بدأ بدفعها تجاه غرفتها : بالطبع ! أي نوع من الأوصياء تحسبينني؟!
    ظل واقِفًا لجُزء من الثانية : أظن هذا أمر جيد !؟

    ___

    شعرُه الفاحِم مُبعثَر في كل الإتجاهات ، وجهه شاحِب قليلًا وعلي المكتب أمامه الكثير من الأوراق العديمة القيمة في بحثُه !
    تذمر : هذا ثاني يوم يمُر بنفس تلك الطريقة ! مهما فكرت لا روابط !! شيئًا ما مفقود من مسرح الجريمة !! شيئًا لا أراه !! لم تكُن حادِثة ، الأمر تم التخطيط له !! لكن لا أدلة علي هوية الجاني !! أو دوافعُه !!
    رمي جبهته علي المكتب لتلتصق بها ورقة : أوصلت أنت لشيء؟!
    أتي صوت أليكساندر من عند الكنبة البُنية الجلدية الموضوعة بنهاية الغُرفة الجالس وحوله كم لا يُستهان به من الأوراق : لا شيء !! أظن أني أحتاج لرؤية مسرح الجريمة بنفسي !!
    رفع جابرييل رأسه بتعب وعلي مُقدمتها ورقة : لا تُتعِب نفسك ! لم أجد شيئًا !
    جَمَع أليكساندر الأوراق : صدقني ، لديّ عينان أفضل !!
    نهض بُني العينان ليُعطيه ورقة صغيرة : هذا العُنوان ! سأذهب لشراء بعض القهوة أتُريد البعض؟
    أخذ الورقة ليهُز رأسه نافيًا : لا شُكرًا !!
    خرَج جابرييل ليتجه أليكساندر لمكتبه ، تحركت الأوراق وحدها فالهواء ثم سقطت بنفس الترتيب مرة أخري بعد أن انكشفت واحدة كانت مُختبئة : أظُن أنه سيسعد جِدًا بهذا !!

    بعد عَشر دقائِق عاد المُحَقِق ليرمي أزرق العينين بملف في حُضنه : ابحث في هذا ! بينما أزور مسرح الجريمة مرة أخري !!

    نظر ذو الشعر الفاحِم بين يديه ، شِهادة ميلاد آوراكِل؟! من هؤلاء؟!
    قَلَبَ ليري أوراق تبنيها ؛ إذن جيفرسون وإليزابيث ليسا والداها الحقيقيان؟! لكن فيمَ يُفيدُه هذا؟!
    إلا أن كان الجاني عدو لوالديها الحقيقيين!!

    أتجه للحاسوب ليكتب الاسمان باحِثًا عن المعلومات المتوافِرَة عنهما بالسجلات !! ، تمتم لنفسه : أختفيا في ظروف غامِضَة مُذ سبعة عشر عام !! أختُطِفا؟!
    حمل معطفه عن ظهر الكُرسي ليرتديه : ما هذا الهُراء؟! يجب أن أسافر لمدينتهم الأم الآن!! ليتني لم أكُن أخُذ وظيفتي علي محمل الجد !!

    ___

    -ماالذي تعنيه بأعدائهم الوحيدون من الشياطين؟!
    تظاهر أليكساندر بكون الأمر غير منطقي له لكنه فالواقع كان استناجه الأولي الوحيد !!
    صرخ المُحَقِق بالهاتف المحمول : هذا تحديدًا ما لا أفهمه ! لوالداها الحقيقيان سُمعَة غريبة جِدًا فالمنطقة !! يُقال أنهما صيادا شياطين!! أيوجد وظيفة كتلك حقًا ؟! أم أنهما مُحتالان؟! علي أي حال هذا كُل ما وجدتُه ! سأعود الآن !! إن وجدت شيئًا اخبرني !!
    أنخفض أليكساندر ليُحضر مفتاحًا من علي الأرض ومازال الهاتف بيده الأخري : مازلت أدور بالمكان ... وداعًا !
    نظر للمُفتاح لمرة أخيرة قبل أن يضعه بجيبه : هذا .. ما كان ليراه أحد غيري !! جيد أني أتيت إلي هُنا !!

    ___

    نطق أخيرًا أمام عيناها الفضوليتان : جيفرسون وإليزابيث ليسا والداكِ ! والداكِ الحقيقيان صيادا شياطين لهذا تمت مُعاداتِك من قِبَلهم !! ولهذا أيضًا تم إرسالي لمُساعدتك وهذا .. مفتاح كتابك !!
    صمت لثانية : نعم أنه من عالمي !! لا يستطيع الكثيرون رؤيته !! لهذا لم يعثُر عليهِ جابرييل !!
    نظرت للمُفتاح بترقُب : ماالذي تنتظرُه؟ لنفتح الكتاب !!
    أتي بالكتاب من الهواء الذي فوق رأسها واستخدم المفتاح : سنري الذكرى التي حدثت قبل الحادث مُباشرَةً !!

    |كانت امرأة كستنائية الشعر حامِل مُستلقية علي سرير بمشفي !!
    بينما وقف رجُل أزرق العينين إلي جوارها !! ، حاول تهدئتها : سأقِف بالخارج ! أقسم أني لن أترك أي أحد منهم يصِل إليكِ !!

    نظرت آوراكِل لأليكساندر : أمُتأكدٌ أنت أن ذلك الكتاب يخُصُني!!؟ ذلك لا يبدو كالمكان الذي استيقظت بِهِ ! أيضًا ، من هؤلاء الاثنان؟!
    نظر للكتاب : لا أفهم !! اسمك مكتوب عليهِ !!

    دخل الغُرفة شاب يبدو تمامًا كـ ...أليكساندر !!
    وقف لثانية دون حراك لينطق : لماذا تم إرسالي إلي هُنا؟! لا أري أي أطفال فالمكان !!

    أشارت آوراكِل بدهشة : هذا!!
    رد أليكساندر بصدمة أكبر : أنا !! في أحد المُهمات !! أيُعقَل أننا نتشارَك ذِكري ما؟! هل قابلتك من قبل؟!

    صرخ الطبيب لمُمرضة : أننا نفقد الطِفلة !! جهزي جهاز الصعقات الكهربائية !!
    صعقة : لا نبض !!
    أخرجي : أرجوكِ !!
    نظر لساعتُه ليُعلن توقيت الوفاة ! ، بينما أتجه أليكساندر الأخر ليضع يده علي صدر الطِفلة : الآن دوري !!
    لكن لا شيء !! أتسعت عينا أليكساندر فلم يسبق أن حدث شيء كهذا معه !! الطِفلة ترفُض الحياة !! ، وضع يدُه الأخري ليجد نفسه يُحاوِل بأقصي قدراته : لديكِ قدرًا عظيمًا !! يجب أن تعيشي !!
    بدأت بالصُراخ ليتهلل وجه الطبيب ! : لم نفقدها !!
    بدأ أليكساندر بالرحيل : حَظًا سعيدًا !!

    نظرت آوراكِل لأليكساندر الواقف بجوارها الذي تمتم : كُنتِ أنتِ تلك الطفلة !! من كان ليتوقع هذا !! لهذا أُصِبتِ بتركيز فالقوي الملائكية !! لأني صعقتك بخاصتي من قبل !!
    عَقَدَت يديها أسفل صدرها : ما القدر الذي تحدثت عنه؟! |

    أُغلقت صفحة الذكري ليجدا أنفُسهما بالصالة مرة أُخري ! : آسِف ، لا يُمكنُني إخبارِك !!
    جمُدَت عيناها : فقط ارني الذِكري الصحيحة تلك المرة !!

    |رأت نفسها تُغمض عيناها مُعيدة رأسها للخلف : ليتها تنقلب بنا وتموتان كلاكُما ..
    ما هذا؟! طاقة سوداء كالتي حَذَرها منها أليكساندر؟! ما تلك المخلوقات؟! شياطين؟! هل كانت هذه المخلوقات تُعاديها فِعلًا؟! هيّ بالذات؟! لماذا؟!

    نطق أحدهم بمرح غير مُتَوقَع : أخيرًا نَطَقت القديسة !!
    سَخِر الآخر : أتمزح معي؟! مكانها مَعنا !! لا أدرِ لماذا أرسلنا السيد ساتان خَلفها !! لا شيء حقيقي يُخشي منهُ ! ليست مميزة علي الإطلاق !!
    رد الأول بهمس وكأنه يمكن لأحد رؤيتهم أو سماعهم : يخشي أن تَرِث قوة والديها عندما تكبُر !
    نظر الثاني لجيفرسون الذي يقود السيارة مُتعَجِبًا ليُردِف رفيقُه : الحقيقيان !! والآن توقف عن الثرثرة لدينا عمل !!

    لا شيء يتردد بعقلها سوي جُملة واحِدة "ساتان الوغد !!" |

    قرَب يدُه من رأسها : الآن وقد اكتملت مُهمتي !! ووجدنا الأجوبة التي نحتاجها !! سيعود حُراسِك لاستلام المفتاح !! لكن قبل هذا يجب أن أمسح نفسي من رأسك وكل ما رأيتيه معي !!
    ضربت يدُه لتُبعدها ! : ماذا؟! لا ! لا أريد أن أنسي مرة أُخري !!
    حاول تهدئتها : لن تنسين ! ستتذكرين كُل شيء "عداي" ! ستعودين إلي حياتك الطبيعية !!
    دفعت كتفاه بقوة في عُنف ليعود للخلف : ما مُشكلتك؟! هل أنت عديم القلب لتلك الدرجة؟! ماذا كُنتُ لك؟! مُجرد مُهمة؟!
    دافَع عن نفسُه : لا !! الأمر ليس كذلك !!
    صرخت : إذن كيف هوَ؟! ماذا نكون؟! هل نحنُ أصدقاء حتي؟!
    تلَعثم ولم يُجِب ! ، لتعود هيّ للتحدُث : أُحِبَك ! لستَ مُضطرًا للمُغادَرَة !!
    صاح : بلي يجب أن أُغادِر !!
    أحتد صوتها : ألا تشعُر يا هذا؟!
    دمعت عيناه قليلًا : أشعُر .. فقط ليس بنفس طريقتك !!

    فجأة اختفت !! ليتلفت حوله بشيء من الذُعر : هل .. قفزت بين البوابات للتو؟! الآن كيف سأجِدها !!



    1 Not allowed! Not allowed!
    التعديل الأخير تم بواسطة rodeee ; 02-28-2017 الساعة 10:32 PM


    ملوحة البحر لا تتأثر مع كثرة الأمطار ..فكن كالبحر لا يتأثر بكلام البشر ..
    و لا تكره أحدًا فكل من آذاك أعطاكَ درسًا على طبقٍ من ذهب و هو لا يعلم ..





  10. #10
    بطل مقاتل الصورة الرمزية omer2015
    تاريخ التسجيل
    Dec 2015
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    217
    Thumbs Up/Down
    Received: 133/1
    Given: 9/1
    Part 4

    وتستمر الحياة

    وضع يدُه علي كَتِف الماثِل أمامه بهدوء : أمازِلت هُنا؟
    ألتفت لازودي العينان للخلف : آف؟! لماذا أنت هُنا؟!
    جَلَس الأشقَر علي كُرسي : أنهيت مُهمَتي فأتيت لرؤيتَك !! متي ستعود؟!
    أخرج أليكساندر مُذَكِرة صغيرة من جيبُه ورمي بها له : لديّ مُهمة أُخري بعد يومين !!
    هَم الأشقر بالذهاب عالِمًا بمدي إخلاص أليكساندر لكنه أتجه ليقف إلي جوارُه مرة أُخري أمام سَرير آوراكِل !!
    -كيف هيّ؟!
    لم يتمالَك زَفرَة : حالَتها سيئَة ، تَلوم نَفسها باستمرار علي مَوت إليزابيث وجيفرسون ! ، لم تتناوَل الكثير من الطعام لشهران !! ، تَبكي قَبل النَوم !! ، كل هذا وهيّ مازالت لم تفقد كامل قواها !! رُبما لم تعُد تراني لكنها تستطيع الشعور بي !! يُفتَرَض أن يُخَفِف هذا ما بها ! فقط ما مِقدار آلمَها ؟! ليست قادرة علي احتواءُه وحدها !! مع ذلك ترفُض الخروج ..! لا أملك إلا أن أقف هُنا !!
    رَفَعَ آف كتفيه قليلًا بينما يداه في جيبيه : أتُحِبَها؟
    قَضَب أليكساندر حاجبيه ، لكنه لا يستطيع الكَذِب !! ، الملائكة لا تَكذِب !! : أُحِبُها .. ! لكن ليس كما يُحِب البَشَر بعضَهم !!
    رَبَت المُجَنَح الأخر علي كَتفي أزرق العينَين : مُتأكِد من هذا !
    صَمَت قليلًا ليُتابِع : لست ممنوعًا من البقاء هُنا حتي موعِد المُهمة الأُخري !!
    بدأ بالتحرُك مُغادِرًا : ستكون بخير !! البَشَر دائِموا النسيان !!
    عَبَث أليكساندر بغُرته : اتمني لو كانت كبقية البَشَر !!

    ___

    قَلَبَت رأسَها مرة جِهة اليَمين ومرة جِهة اليسار ، تُحاوِل النهوض لكنها لا تفعَل !
    تَشهِق ! وتتلوي كما لو تخنقها الحيات !!
    -آورا آورا ! أنه مُجرَد كابوس استيقظي !!
    أخيرًا انتَزَعَت نفسها من حُضن السرير مُتحررة لكنها بَقَت جالِسَة ورأسها بين كَفيها !!
    اقتَرَب ليضَع يدًا علي كتفها : لديكِ اختبار اليوم .. يجب أن تنهضي !!

    وكأنها سَمِعتهُ زَفرَت مُزيحَة الغِطاء عن جَسدها لتنهض.

    أخر أثار الصَبغَة الأرجوانية تَذهَب مع الماء في مِغطَس الاستحمام ، تأكدَت من ربطَتها للمنشفة الطويلة مع علمها بأن لا أحد بالمنزل غيرها كمن يَخشَي من أشباح لا يراها !!

    وقفَت أمام المرآة في غُرفَتها تنظُر لشعرها الكستنائي وللصَبغَة علي تَسريحَتها ! مَدَت يَدَها إليها !
    مازال أليكساندر في مكانه ، لا تعلم أنه انتظر فالغرفة عودَتها !
    هَمَس لنفسه : توشِك أن تعود لطبيعَتها !!
    مُتناسيًا أنها لم تكُن طبيعية من البداية !! لكنها حَمَلَت المعجون الأرجواني لتُلقي به في سلة المُهملات !!
    رَفَع حاجِبًا مُبتَسِمًا بينما تَفُك القِرط الذي بِحاجبها أيضًا وتُلقي به ليُخلف مكانه فجوة قد تُعَد علامِة جمال في نَظَر البعض !!

    جينز أزرق مع قَميص أبيض طويل واسِع بلا أزرار يُناسِب فَصل الصَيف الذي حَلَ !

    أخذت تدور حول نفسها فالمكان فجأة !، لا .. لا تدور حول نفسها !! تدور حول أليكساندر !!
    وقفت أمامه تمامًا !! عيناهما بنفس المستوي !! هَمَسَت : هل أنت هُنا؟
    تراجَع للخَلف : نعم؟
    زَفَرَت : لقد جُنِنت !!
    ظل ينظُر لها ، لا تراه بدون شك !! أو حتي تسمعه !!

    حَمَلَت حقيبتها علي كَتِف وأغلقت باب المنزل بالمُفتاح الذي لم تستخدمه قط !!

    نَظَرَت لمنزل الجيران ! وكأن عيونَها تَبحَث عن كاليب !! لكنه لم يَظهَر كما اعتادت منه أن يفعل !!
    تَذَكَرت أنها انفصلت عنه بطريقة سخيفة لتزفر مُتمتمة لنفسها : يَستَحِق الأفضل !!

    مع ذلك لم تفهم ذلك الموقف الذي حَدَث بينهما عندما كانت فاقِدَة للذاكرة !!

    جَلَسَت القُرفصاء أمام أحد الأطفال الذاهبين لمدارسهم : هل تتذكرني؟!
    قَضَب حاجبيه : نعم !! أنتِ تلك الفتاة التي صَدَمَت كلبي بدراجتها النارية !!
    قَلَبَ بصرُه فالمنطقة : أين دراجتك؟!
    وضَعَت كفيها علي كتفاه بهدوء : لقد بِعتَها ! فقط أردت أن اعتذر إليك بنفسي !!
    نَظَر لعينيها ، لم يفهم لماذا هيّ دامِعة أو ما سِر تلك الانكسارة التي اختبأت فيها لكنه شَعَر !!
    أراد سؤالها "ما الأمر؟!"
    اكتفي بضمها كونهما بنفس مستوي الطول الآن : لا عليكِ !! كلبي بخير وحبيبك ذاك اعتذر سابِقًا !!
    ضَحِكت بخفة لا تدرِ ماذا تقول "لم يعُد حبيبي!" لا تبدو صحيحة !!
    اخرجت حلوي من جيبها لتُعطيها له ثم تذهب في طريقَها مُلَوِحة !!

    ___

    تَم دَفعَها أمام خِزانتها ! ، هل تكرر هذا المشهد سابِقًا؟!
    دارَت لتواجه كاثرين بتملمُل : ماذا تُريدين؟!
    ابتسمت بُنية الشعر ابتسامتها المعهودة التي تجلب المُعجَبين لها ! : أهم ما وَرَدَ ذكرُه بالدروس لهذا العام !!
    تظاهرت آوراكِل بالتفكير : هذا فِعل يدُل علي الاهتمام !! اهتمام "مُتبادل" بين "الأصدقاء" أو "الأحبة" !! أيبدو لك أن أي من هذه الأشياء ينطبق علينا؟!
    حاولت ابعادها عن طَريقها : اغرُبي عن وجهي كاثرين لا أطيق رؤيتك !!
    صاحَت الأُخري : وإلا ماذا؟!

    فجأة رأت آوراكِل خيطًا ضوئيًا يطير فالهواء مُتَصِلًا بعُنُق كاثرين ! تساءَلت عن كُنهه قبل أن تمُد يدَها لتضغط عليه !!
    بدأت كاثرين بالاختناق !! أمسكت رَقَبتها : ماالذي تفعلينه؟!
    كاثرين ليست غبية ! تستطيع رؤية يد آوراكِل تضغط علي شيء بالهواء !!
    بدأت عيناها البُنيتان تدمعان : ماذا تكونين بحق الجحيم؟! من عَبَدِة الشيطان؟!
    تَرَكَت آوراكِل الخيط الذي لم تفهم ما هو أو كيف تراه !!
    تأكدَت شكوكَها !! لكنها لا تستطيع الجلوس الآن والتفكير بالفروض لديها كاثرين يجب أن تتعامل مَعها !!
    جَارَت كلامَها : نعم !!
    رَفَعَت رسغيها فالهواء ليسقُط القميص قليلًا كاشفًا علاماتها : أنا لعينة انتحارية أمثالك لا يستطعن التعامُل معي !!
    أعادت مسك الخيط الضوئي غامِزَة لها !! ، نظرَت لها كاثرين بحُنق شاعِرة بضغطة خفيفة علي عُنُقها : حسنًا !! فقط اوقفي ... أيًا كان ما تفعلينه !!
    ابتسمت آوراكِل لتفتح كفها وتُسقِط الخيط منه : كما تُريدين !!

    بدأت كاثرين بالمُغادرة ومُجبَرَة تلك المرة !! ومازالت الشقراء صامِتة لكن في عيونها نظرة لا تُبَشِر بالخَير لكن آوراكِل لم تهتم لها !!

    سَمَعَت تَصفيق يتعالي كون صاحبُه يتجه إليها !! ، أنه كاليب !!
    سارَت إليه ليلتقيا بالمنتصف ، فاتحًا ذراعيه بذلك الشكل لتضمه : أنا واقِفة علي قدميك؟
    ازدادت قوة ضمه : لا أهتم !!
    أخرجها بعد ثوان من حُضنه : أخبرتك أنها سيئة !!
    لم تستطع النظر في عيناه : أعلم !! لا أدري كيف لم أرَ هذا قبلًا أو كيف انفصلت عنك بسببها !! كل ما فعلته كان أخباري الحقيقة !!
    تهلل وجهُه : يبدو أن قلبك تَغَيَر الآن !! هل أصبح لديّ مكانًا أخيرًا أم ماذا؟!
    حاوَلت التملُص من كلماته : بالمناسبة !! ماذا كان ذلك عندما أدعيت أنك لا تعرفني؟! هلّا شَرَحت؟!
    الآن دوره لمحاولة التملُص : آآ عَلِمت أنك فقدتِ الذاكرة فأردت أن أجعلك تُحبيني مرة أُخري !! لأننا انفصلنا ..!
    ساد الصمت لثانية لكنها كسرته : هل أنت .. جدي؟! كنت ستحاول هذا ؟! لحظة من أخبرَك؟!
    رَفَع كتفيه : أخي !!
    قَضَبَت حاجبيها : أخاك؟!
    تابع : أنه المُحَقِق ..
    وضعت القطع في أماكنها أخيرًا : لهذا لم يقُل اسم عائلتُه !!
    بدأ أليكساندر بالضَحِك وهوَ يُشاهدهما يبتعدان : يبدو أن مُهِمَتي هُنا اكتملت واكتمل معها أشياء أُخري !!
    وقفت آوراكِل فجأة في مكانها : كاليب؟
    حدَقَت العينان السوداوان بعينيها وكأنه يسأل قبل أن ينطق : ماذا؟
    تَرَدَدَت : هل أستطيع أن أُخبِركَ سِرًا؟!
    ضَيَق عيناه : بالطَبع !!
    زَفرَت مُستَعِدَة لعلامات عدم التصديق أو حتي "المُجاراة بدون تصديق" : بشأن ذلك الحادِث .. لقد أنقذني .. نوع من الأشباح !! لا أدري حقًا !!
    سَعَل أليكساندر : الأشباح؟ ليست الكلمة الصحيحة فِعلًا ! لكن لا عليكِ !! يُفتَرَض أني محوت نفسي من ذاكرتك !!
    أمسَك كاليب بيدها مُتجهًا لصفهم التالي : إذن؟ ليس بالخطب الجَلل !! جابرييل كاد يَغرَق مرة بالبُحيرَة الكبيرة..
    قاطَعتهُ بسؤال : المُخيَم؟!
    تابَع : نعم ! ولكنه نجي بطريقة ما رغم كونه لا يُجيد السباحة !! استمر بالترديد أنّ ملاكًا أنقذُه !! كان بعُمرنا وقتَها !! أظُن ... أن هذه الأشياء تحدُث !! ليست المرة الأولي التي أسمع عنها !!
    ظَهَر آف فجأة من اللا مكان بجوار أليكساندر : كُنت أنا ذلك الملاك الذي أنقَذَ جابرييل !! مازلت أتذكرُه !! ظَل مُرتَعِبًا لفترة ليسَت بالقصيرة لكنه .. تحوَل بعدها .. تجرُبة "القُرب من المَوت" تُغير البَشَر فِعلًا !! ، كان لا مُباليًا نتيجة كون أبويه علي وشكِ أن يتطلَقا ودائما الشِجار أفهم أن هذا ليس مُمتعًا للمُراهقين ! ، كان يَقوم بعزل نفسُه عن الجميع لسبب لا أعلمه !! لكن .. بعد حادثة الغَرَق تلك وطلاق والديه أصبح يعتني بشقيقه الأصغر !! خَشَي .. أن يُصبِح مثلُه !! رُبما هذا أحد أسباب كون كاليب الشخصية التي تراها الآن !!
    رَكَز أليكساندر بصرُه علي كاليب : مُتفائِل ، جيد فالدراسة ، علي خُلُق !! لطالما تساءلت عن سِر حُبُه لآوراكِل !!
    دَور آف لتركيز بصرُه لكن علي آوراكِل !! : البَشَر مشاعرهم .. مُعَقَدَة !! ذلك القَدَر .. أتعتقد أن كاليب سيكون له دَور فيه بتلك القوة؟! هل سيؤثر عليها فِعلًا لتُصبح ذلك الشخص الذي قرأنا عنه؟!
    ابتسم أليكساندر : سنعلم أن تابَعنا المُراقبة !! علي الأقل الآن أعلم لماذا شعرت بطاقة غريبة حول جابرييل !!
    بدأ آف بالمشي : الملائكة لا يعلمون كل شيء !! من كان يعلم أن الحوادِث مُترابطة بتلك الطريقة !!
    علي بُعد خطوات نطقت آوراكِل : إذن ماذا الآن؟! جميعُنا مراهقين كانوا علي وشك الموت؟! ما خطب هذا؟!
    قَهقه كاليب : لا لن تستمر الأمور علي هذا الشكل !! أعِدِك !! لنبدأ أولًا بـ "يجب حقًا أن تحصُلين علي بعض الأصدقاء الحقيقيين" !! أعلم بعض الأشخاص "الجيدين" ثم ما رأيك أن نخرُج بموعِد فالغد بعد أن نُنهي أخر اختبار ؟! وأيضًا هل أبليتِ حسنًا في اختبار اليوم؟! انسي أمر الموعِد !! يجب أن نُذاكر !!
    جَذَبَها من يدها وبدأ فالركض : إلي المكتبة الآن !!
    لم تتمالك نفسها فانفجرت بالضَحِك بينما تركُض معه : هل أخبَرتَك أني أُحِبَك من قبل؟!
    توقَف عن السَير ليبتسم مُظهرًا كل أسنانه البيضاء : نعم !! دومًا !! لكنك .. لم تكوني هُنا !! كما أنتِ هُنا الآن !! .. أنا حقًا .. سعيد !!
    نظر أليكساندر لآف : توقُعك تحقق للتو !! أعتقد أنه .. كان دومًا يري شيئًا كلانا لا يراه !! حتي بعيون الملائكة !!


    1 Not allowed! Not allowed!


    ملوحة البحر لا تتأثر مع كثرة الأمطار ..فكن كالبحر لا يتأثر بكلام البشر ..
    و لا تكره أحدًا فكل من آذاك أعطاكَ درسًا على طبقٍ من ذهب و هو لا يعلم ..





صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •