أشرقت شمس الضحى

المكان مكة ..

والزمان وحيٌ منقطع وأسئلة لا حصر لها ..

لعلّ أجمل ما قرأته في كتاب تناول الفترة المكيّة

هو الحديث عن كيف كانت مشاعر النبي مع انقطاع الوحي..

الحيرة في عيون المسلمين الجدد ..

نظرات كفّار قريش التي تفجّرت على لسان امرأة منهم

قالت " أبطأ عليه شيطانه "

صمت مطبق ..

وصبر طويل ..

و نبي عُرف لسنوات على أنه الصادق الأمين

يقع تحت نظرة اتهام ..

ووسط كل تلك الظلمة يأتي الفرج

وتشرق شمس " الضحى " بالحنان و اليقين ..

الحنان ..

أدق تعبير يمكن استخدامه برأيي لوصف سورة الضحى..

آياتها القصيرة وكلماتها الواضحة

كانت كالبلسم الذي أجاب على كل الأسئلة بكل

.. حزم وحنان ..

" والضحى "

إنه الصبح إذا انجلت عتمة الظلام وانتهى الليل وسجى

لتكون بعدها الرسالة قطعية واضحة لقلب النبي صلى الله عليه وسلم

في وجه قريش

" ما ودّعك ربّك وما قلى "

ليس في الأمر قطيعة ولا غضب ..

بل على العكس تماماً الخيرالقادم كبير .. كبير

حتى تصل إلى الرضا وهو أعلى حالات القبول والهنا ..

ليبدأ بعد ذلك

سرد الآيات كدليل وإثبات من الله عزوجل على كل المرّات

التي كان العوض الإلهي فيها كبيراً ...

اليتيم الذي عُوّض بعبد المطلب وأبي طالب ..

طريق الهداية الذي اتضح بعد الشعور بالحيرة في غار حراء ..

والغنى المادّي والمعنويّ معاً الذي جاءت به السيدة خديجة رضي الله عنها ..

ليكون ختام الآيات بوصايا الحنان مع ما يمنحنا الله إياه من منح ..

فأما اليتيم فلا تقهر ..

وأما السائل الباحث عن الحقيقة فلا تنهر ..

وأما بنعمة ربك فحدّث ..

إحدى عشرة آية ..

سورة تحمل في كل حرف من حروفها

مواساة وتذكرة دائمة أن الأبواب لا تغلق ..

إلا لتُفتح أبواب فرج ..

فرج لا بد قريب ..