البشرى في وقتٍ غير متوقع

في وسط أجواء مكيّة تزداد صعوبة ومواجهات مع قريش

تزداد حدّة وسور مكيّة تتحدث عن هلاك الأقوام والأمم السابقة

.. كان بليغاً أن تأتي سورة يوسف !

لم يكن ذكر قصة نبي الله يوسف أمراً مستبعداً


لو تأملنا قليلاً في مراحل وتفاصيل حياته المختلفة ..

فبين قصته وقصة نبينا الكريم الكثير من التقاطعات الجميلة

التي لا بدّ أنها منحت رسول الله في ذلك الوقت سكينة خاصة ..

وأملاً من نوع آخر ...

تآمر على سيدنا يوسف أخوته


بينما تجمّعت قريش ضد نبينا الكريم وظلم الأخوة لا بدّ أنه أقسى وأشد

بئر فخدمة فتهمة فسجن ..

أحداث تتشابه في خطوطها العريضة

لتذكر أولئك الصابرين في مكّة

أن الطريق لم يكن معبداً ولا سهلاً

وأن التغيير لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها ..

لكن هذا ليس كل شيء !!

في سورة يوسف كان هناك حدث جديد وغيرعادي ..

كان هناك نهاية سعيدة !!

نهاية سعيدة في الدنيا وليس في الجنة فقط !!

كان النصر ... والتميّز ..

واعتراف من أخوته بالظلم القديم ...

وعودة البصر إلى أبيه !!!

تُرى ..

أكان يخطر في بال النبي مع تلك الآيات

اليوم الذي ستفتح فيه مكة

ليقول له أهلها " أخ كريم وابن أخ كريم " ؟!؟

أم كان ذلك أمراً أقرب للمستحيل

ولا يخطر أساساً على الذهن والبال..

تُرى .. كم عدد المرّات التي ظننا فيها أن هناك أشياء مستحيلة؟

لتمر الأيام وتصبح تلك الأشياء واقعاً وروتيناً لاخيال !!

سورة يوسف ..

تعلّمنا أن ننتظر حتى تنتهي الحكاية

وأن لا نتوقف قبل الوصول إلى هناك ..


هي بكل آية من آياتها تخبرنا

أن ّمن توكّل على الله حق توكّله

فهوالرابح ولا ريب عند خط النهاية

وأن "النهاية" لا بد أن تكون سعيدة

بشكل من الأشكال..