2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف حالكم؟ آمل أنكم بخير جميعًا.
شاهدت ردا للمحترم مشرفنا الراقي لايف، وبدأت أرد، فوجدت نفسي كتبت كلاما كثيرًا، وعليه: قررت أن أقتبس الرد هنا وأكتبه
كموضوع حتى تعم الفائدة للجميع وحتى لا يكون مجرّد ردٍ عابر...
وعليه:
فالموضوع بعنوان " كما تدين تدان " كتب شخص محتوى موضوعه فجاء الرد من لايف فكتبت ردي...
هي ليست مقولة، بل حديث شريف، قال صلى الله عليه وآله وسلم: البرُّ لا يبلى، والإثم لا يُنسى، والديَّانُ لا يموت؛ فكن كما شئت،
كما تُدينُ تُدان.
وفي التوراة " الكتاب المقدس بالعهد القديم " موجود: كما تُدين تُدان، وكما تزرع تحصُد " فيما معناه " بل في الإنجيل نفسه
" الكتاب المقدس بعهده الجديد " موجود
في إنجيل متى الإصحاح السابع " لا تدينوا لكي لا تُدانوا، لأنكم بالدينونة الّتي تدينون بها تُدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم. "
وفي القرآن الكريم هناك آيات كثيرة تبيّن أنّ الله " يُمهِل ولا يُهمل " وأنه يمدُّ الظالمين في طغيانهم، فلرُبما عاقبهم بالدنيا،
وربما عاقبهم بالآخرة، بل وربما بكلتيهما.
هناك شخص يبتليه الله فيصيبه في الدنيا ليخلص ذنوبه ويرفعه درجاتٍ، وهناك من أذنب ودان أحدهم فيُدان، فيعذبه الله بالدنيا رحمةً منه،
حتى لا يعاقبه بالآخرة.
وهناك: " وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحن مستهزئون.... "
فكانت الإجابة في الآية التالية وهي رقم 15 من سورة البقرة:
الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون.
فالجزاء من جنس العمل، وهي مقولة حقيقية، بل حتى في سورة هود إذ كان نوحٌ عليه السّلام مع قومه فحدث أن
" وأوحي إلى نوحٍ أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس
بما كانوا يفعلون، واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون، ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ
من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منّا فإنا نسخر منكم كما
تسخرون، فسوف تعلمون من يأتيه عذابٌ يُخزيه ويحل عليه عذاب مقيم... "
كان هذا وعد نوح عليه السلام إنذارًا لهم وتحذيرا لهم... حتى إذا جاء أمر الله، وكما قال سبحانه وتعالى
" أتى أمر الله فلا تستجعلوه سبحانه وتعالى عما يشركون "
ولعل أفعال الله الماضية جميعها بالقرآن تقريرية! أي تسري كما يسري الفعل المضارع، بمعنى الاستقبال، فهو آتٍ لا محالة!
والله لا يحويه مكان ولا زمان!
فمعنى أن يقول عز وجل: أتى أمر الله، كأني مثلًا متيقن بشيء سيحدث، ولنقل مثلًا أنني واثق كل الثقة أن ليفربول
سينتصر بمباراته القادمة، سأقول: خلاص فاز ليفربول!
قبل ما تبدأ المباراة حتى، وهذا نفس الشيء... وعليه يا صديقي، فأمر الله آتٍ، وكما قالت لي أمي: الأيام بتربّي!
إذا مش بهالدنيا، فهي بالآخرة...
وعمومًا حتى لا أخرج عن القصة، هذا ما حدث مع قوم نوح عندما جاء أمر الله!! وآخر من أبي فراس الحمداني بيته إذ قال:
ولكن إذا حُمَّ القضاءُ على امرئ، فليس له برُّ يقيه ولا بحر.
وهذا ما يحدث مع أمر الله... قال تعالى " حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كلٍ زوجين اثنين وأهلك إلا من
سبق عليه القول ومن آمن، وما آمن معه إلا قليل، وقال
اركبوا فيها باسم الله مجراها ومُرساها، إن ربي لغفور رحيم، وهي تجري بهم في موجٍ كالجبال ونادى نوح ابنه
وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين، قال سآوي
إلى جبل يعصمني من الماء، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وحال بينهما الموج فكان من المُغرقين...
وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماءُ أقلعي وغيضَ الماء وقُضيَ الأمر واستوت على الجودي، وقيل بعدًا للقوم الظالمين... " صدق الله العظيم.
أذكرك بآية " الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون " يمدهم في طغيانهم يعمهون يعني الله بيساعدهم حتى
في إنهم يستمروا! ترى على نياتك راح تأخذ، إذا الشخص ذا
يريد الفساد، ربنا راح يساعده في نشر الفساد يعني بيمهد له الطريق! والعياذ بالله! علىالعكس لو الواحد نيته كويسة
ربنا راح يمنعه من أشياء كثيرة... " وعسى أن تكرهوا
شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم، والله يعلم وأنت لا تعلمون "
وأخيرًا أنهي كلامي بجزء من آية " وما الله بغافل عما تعملون "
لا تفكر إنه الكون ذا يمشي هباء، ما خلق ربك الكون والإنسان عبثًا، كل اللي تشوفه قدامك فتنة، والوضع القذر
اللي إحنا به إحنا السبب فيه برضه، وكله فتنة.
فلا تيأس، ولا تقنط من رحمة الله، ولا تقل هكذا كلام يخالف العقيدة حتى والمنطق والكتب السماوية جميعها،
الديان لا يموت، الجزاء من جنس العمل، كما تُدين تُدان!
+ لا شيء لا شيء لا شيء لا شيء بالدنيا اسمه مُصادفة، كل ما يحدث لك، ما تراه، ما تسمعه، ليس بمصادفة :")
حتى الأشخاص الذين تقابلهم مصادفة هم ليسوا بمصادفة أعتذر عن الإطالة والله وليُّ التّوفيق.