2
كان الجاحظ واقفاً أمام بيته، فمرّت قربه امرأة حسناء، فابتسمت له، وقالت: "لي إليك حاجة". فقال الجاحظ: "وما حاجتك؟"، قالت: "أريدك أن تذهب معي"، قال: "إلى أين؟"، قالت: "اتبعني دون سؤال". فتبعها الجاحظ، إلى أن وصلا إلى دكان صائغ، وهناك قالت المرأة للصائغ: "مثل ها!"، ثمّ انصرفت. عندئذ سأل الجاحظ الصائغ عن معنى ما قالته المرأة، فقال له:" لا مؤاخذة يا سيّدي! لقد أتتني المرأة بخاتم، وطلبت منّي أن أنقش عليه صورة شيطان، فقلت لها: ما رأيت شيطاناً قطّ في حياتي، فأتت بك إلى هنا لظنّها أنّك تشبهه!".