1
من منّا لا يذكر كوزيت. وجان فالجان في البؤساء ..
ومن يستطيع أن ينسى رائعة ديزني في الفيلم الشهير..
" أحدب نوتردام"؟؟
وراء هذه الشخصيات وخلف حكاياتها
وقف بطل وحيد رسم أبعادها بكلماته ليجعل من هؤلاء الأبطال رموزاً
لا بالأدب الفرنسي وحسب بل في العالم كله ..
فيكتور هيجو ..
الحقوقي الفرنسي الذي ولد في عام 1802 في فرنسا
لأب كان يعمل ضابطاً عسكرياً في جيش نابليون ووالدة متدينة تؤيد النظام الملكي
مما أدّى إلى استقرارها مع أولادها الثلاثة في باريس
وقد أخذت على عاتقها مسؤولية تعليمهم وتربيتهم ..
تأثر فيكتور هيجو في بداياته بالحكم الملكي
ثم ما لبث أن أعلن تأييده للثورة الفرنسية وصار من مؤيدي الجمهورية ..
إلى جانب أشعاره وكتاباته الأدبية أسس هيجو جريدة المحافظون الأدبية
لنشر أعماله التي ضمت العديد من المسرحيات والقصائد الشعرية ..
في عام 1851 انتقل هيجو إلى بروكسل وهناك بدأ بكتابة روايته الأشهر ..
البؤساء والتي أبصرت النور في عام 1862 وقد اعتبرت رواية لاذعة
وتعرضت للكثير من النقد قبل أن تصنّف مع الروايات الخالدة ..
في ملامح روايته نجد أن هناك رفضاً للظلم أو العنصرية ..
كان يدرك أن للإنسان الحق في فرصة جديدة وأننا جميعاً سواسية في ميزان الإنسان ..
مع صعود نجمه الأدبي كانت حياته الشخصية تمر بمنعطفات حزينة متعددة
منها موت ابنته في حادث بنهر السين ومن ثم وفاة اثنين من أبنائه في عام واحد..
في الثمانين وبعد إصابته بالمرض فارق هيجو الحياة
وقد وري الثرى في جنازة مهيبة حضرها الملايين قبل أن يدفن في مقبرة العظماء لاحقاً
إضافة لأدبه ورواياته التي دخلت التاريخ فمن النادر أن تمر من مدينة أو قرية فرنسية
دون أن تلمح شارعاً يحمل اسمه هنا أو هناك ..