0
إنه الكبر
بعد أن تعرفنا على حقيقة التواضع
وكيف يكون في القلب والسلوك
سنتحدث اليوم عن نقيضه الذي يبغضه الله
ويبغض من يتخلقون به إنه الكبر يا أصدقائي
والذي يكون بقلب صفات التواضع رأساً على عقب
بالإضافة إلى معلومات أخرى سأخبركم عنها
حول هذا الخلق
حيث يقسّم العلماء الكبر إلى ثلاث درجات:
الأولى
وهو أن يكون مستقراً في قلب المرء فيرى نفسه خيراً من غيره
إلا أنه يجتهد ويتواضع ويفعل فعل من يرى غيره خيراً من نفسه
وهذا أشبه بمن في قلبه شجر الكبر ولكنه قطع أغصانها.
الثانية
أن يظهر ذلك على أفعاله بالترفع
في المجالس والتقدم على الأقران
وإظهار الإنكار على من يقصر في حقه
وأدنى ذلك في العالم أن يصعّر خده للناس كأنه معرض عنهم
وفي العابد أن يعبس وجهه ويقطب جبينه كأنه منزه
عن الناس مستقذر لهم أو غضبان عليهم
الثالثة
وهو الذي يظهر الكبر على لسانه حتى يدعوه إلى الدعوى والمفاخرة
والمباهاة وتزكية النفس والتشمر لغلبة الآخرين في العلم والعمل.
ويمكن أن يكون الكبر في الحسب والنسب
وفي الجمال وفي المال
وفي كل ما يفتخر الإنسان بكثرته
ولكن احرصوا يا أصدقائي
كل الحرص من الاتصاف بهذا الخلق
واجعلوا التخلص منه رياضتكم لكل يوم
ولعل العلاج الأمثل لمقاومته هو
أن يتذكر الإنسان حجمه أمام قدرة الله العظيمة
وأن لا فضل له بالشيء
بل الفضل كله لله وهو من تكرّم عليه
بهذا الشيء وهو قادر على سلبه
ولا تنسوا
"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"