0
يحكى أن
أن كلثوم بن الأغر كان قائدا لإحدى جيوش عبد الملك بن مروان وكان داهية ماكر
وكان الحجاج يكرهه كرها شديدا فدس له عند عبد الملك بن مروان فحكم عليه بالإعدام بالقتل بالسيف
فعلمت أمه بمصير ابنها فذهبت إلى عبد الملك بن مروان تلتمس العفو لابنها عنده فاستحى عبد الملك بن مروان منها لكبر سنها
وقال لها :سأكتب للحجاج ورقتين
الأولى يكتب بها يعدم والثانية يكتب لايعدم
وسنجعل ابنك يختار أى ورقة منهما فإن كان برئ نجاه الله وإن كان غير ذلك وقع فى شره ونال عقابه
حزنت أم كلثوم من قول عبدالملك وقالت لابنها سيقتلك الحجاج
قال كلثوم لإمه لاتخافى ولاتحزنى أتركيه لى ثم طلب كلثوم من عبد الملك والحجاج أن يجمعا الناس
فوافقوا على طلبه وقال كلثوم للحجاج أكتب أيه الأمير الورقتين وسأختار منهما واحدة
فكتب الحجاج الورقتين يعدم وطلب من كلثوم بإن يختار واحدة
فمد يده إلى ورقة منهما وأخذها ودون أن يراه الحجاج إبتلعها فهذه كان عبد الملك رآه وهو يبتلع الورقة
قال كلثوم يا مولاي لقد ابتلعت ورقة ونحن لا نعلم ما بها ، ولكن هناك ورقة أخرى مكتوب ما بها وبالتأكيد تلك الورقة تحوي على القرار المخالف للورقة التي بلعتها ، فلننظر ما كتب بها ، وهنا أخذ الخليفة الورقة الأخرى من الحجاج فوجد مكتوب بها (يعدم)
فأعلن الخليفة أن كلثوم اختار ألا يعدم وابتلعها ، وغضب الحجاج غضبًا شديدًا لذكاء كلثوم بن الأغر ، فلقد استطاع بدهائه أن يدرك مكيدة الحجاج وانتشرت حينها مقولة ( كن كلثومًا ولا تكن حجاجًا ) .