أعلم أن السخرية أمر يجلب الكثير من المتعة والضحك

فمن الصعب جداً أن نقاوم مشهداً ما أو شخصاُ ما يثير السخرية

ولا نسخر

فهذه إحدى أكثر الصفات تسلية وخاصة عند اجتماعنا بأصدقائنا


و عندما يجر الحديث الحديث، وعندما يذكرنا موقف بآخر

ولكن ماذا بعد؟؟

ماذا بعد هذه الضحكات والنكتات التي يكون فيها الآخرون


هم ضيوف موائد سخريتنا واستهزائنا

بعيداً عن التسلية وعن الفكاهة الباطلة

ما نقوم به ليس له إلا تسمية واحدة ألا وهي


السخرية

التي سأطلب منكم ولو لمرة واحدة أن تضعوا أنفسكم مكان من تسخرون منهم

فهل تقبلون؟

هل سيكون الأمر مضحكاً بالنسبة لكم أم سيكون مبكياً؟


سيكون مبكياً وجارحاً للشعور ومصغراً

وهو في نقيضه عند الساخر مضحكاً ومسلياً ومستعلياً ومتفوقاً

دعونا نقف هنا

ولا نستمر إن كنا ممن يقومون بهذا الفعل البغيض الذي يمقته الله عزّ و جل

أصدقائي

بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم

أي لو لم يأت الإنسان من الشر إلا هذا؛ لكان كافيًا

فلا تحقرن أخاك المسلم،

لا في خلقته، ولا في ثيابه، ولا في كلامه، ولا في خلقه، ولا غير ذلك


فأخوك المسلم حقه عليك عظيم، وعليك أن تحترمه وأن توقره

وضع في ذهنك أنك كلما سخرت من أحد كلما كنت معرضاً للسخرية من الآخرين

فضلاً عن تعرضك للابتلاء بما تسخر منه


ويقول أحد التابعين في ذلك:

"إني لأرى الشيء أكرهه؛ فما يمنعني أن أتكلم فيه إلا مخافة أن أبتلى بمثله"

لا للسخرية بعد اليوم

لأنها لا تدل إلا على الكبر

والرغبة بتحطيم مكانة الآخرين


والاستهانة بأقوالهم وأعمالهم، أو خلقتهم،

أو طبائعهم، أو أسرهم، أو أنسابهم، إلى غير ذلك .

عافانا الله وإياكم

من كل خلق مؤذٍ لنا وللآخرين