كفى لهذا الخُلق شرفاً

أن الله يحبه

وكفى بذلك سبباً يجعلنا نتخلق به يا أصدقائي

فهو خُلق الهدوء والصبر

والترفع عن الانفعال والغضب

هو أن أقول:


وإني أصْفَحُ عن سِباب النَّاس حِلْماً

وشرُّ النَّاس مَنْ يهوى السِّبابا

ومن هابَ الرِّجال تَهَيَّبوه وَمَن حَقَر الرِّجال فَلن يُهابا.

الحلم يا أصدقائي


يشرح نفسه ويصل بنفسه إلى قلب كل منا

فمعه تأتي الأناة

والسكينة

التي تدفع إلى ضبط النَّفس عن هيجان الغضب


والحلم

هو التسامح والصفح وإمساك النفس والجوارح عن إيقاد جمرة الشّر

هو السُّكون والهدوء عند الأحوال المثيرة للانتقام.


وهو التثبت وترك تعجيل إنفاذ الحُكم.

هو توفر القوة، هو خُلْقٌ من أمَّهات الأخلاق بل هو سيدها وأحقها بذَوي الألباب.

هو كمال الإيمان وسِعَة الصدر وحب العفو والإحسان.

هو أشرف الأخلاق والصفات، لما فيه من سلامة العِرض وصَوْنِه


وراحة الجسد ورُكونِه، واجتلاب الحمد والتَّنعُّم بالمغفرة

أصدقائي جربوه ولو لمرة

وانظروا إلى حجم الراحة التي ستتنعمون بها


صدقاً ومن غير مبالغة

الحليم ينال أجره بلا تأجيل


وأولها هدوؤه وسكون نفسه ..