0
إنه الصدق
من اسم علّمنا فضيلة الصدق
فبتنا نخجل كلما ابتعدنا عنها سواء بالقول أو بالفعل
من كعب بن مالك الأنصاري
سأنطلق ومن صدقه الرائع في غزوة تبوك
سيكون الدرس الذي لا ينسى
وكيف ينسى وقد نزل به القرآن مبشراً بالتوبة؟!
حيث اُمتحن كعب امتحاناً عسيراً في تبوك
وذلك بتخلفه عن المشاركة بالغزوة
حيث لم يكن هناك أي سبب لهذا التخلف
بل على العكس تماماً
حيث لم يكن كعب أقوى ولا أيسر منه حين كانت غزوة تبوك
وكان كلما همّ ليلتحق بهم قعد ولم يتم له ذلك
وعندما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزوة
جلس إليه كعب واعتذر إليه بكل صدق
بأن لا عذر لتخلفه أبداً
فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى تنزل توبته من الله وفعلاً
وبعد خمسين يوماً من العذاب والندم
نزلت البشرى كأجمل ما تكون
وكأنها هدية الصدق القادمة من السماء
لقد تاب الله على كعب
كعب الصادق ولا شيء آخر
فبهذا العهد بلغ مكانة الصديقين الصادقين
ونحن دعونا -مثل كعب -
نعاهد الله بمثل هذا العهد
عهد الصدق الذي لا كذب فيه
لا الصغير منه ولا الكبير
لا الأبيض ولا الأسود
لنقول بعد حين مثل ما قال كعب:
فوالله ما أنعم الله عليّ بنعمة قط،
بعد أن هداني إلى الإسلام، أعظم في نفسي
من صدقي لرسول الله صلّى الله عليه وسلم
العهد صار بحوزتكم يا أصدقائي
فأعاننا الله على حسن الوفاء به