3
الحسد
هذا الخلق لا يحتاج إلى مقدمات
فهو ذو آثار واضحة
تظهر على من يحسدك بمجموعة صفات ذكرها الجاحظ وهي:
تغير لونه، وإخفاء سلامه
والإقبال على غيرك، والإعراض عنك،
والاستثقال لحديثك، والخلاف لرأيك
ومن الأقوال الأخرى في وصف الحسد ما قيل عنه إنه
تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد
واختلاف القلب على الناس؛ لكثرة الأموال والأملاك.
وهو أيضاً إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير،
مع تمني زوالها عنه؛ لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة!!
ما سبق يكفي لتوضيح حجم السلبية الذي ينطوي
عليها هذا الخلق المذموم
فهو فضلاً عن ذلك كله
يجلب الحسرات والسقام للجسد
يخفض المنزلة ويحط المرتبة بين الناس، وقد قيل: الحسود لا يسود.
يجلب إسخاط الله تعالى في معارضته، واجتناء الأوزار في مخالفته
إذ ليس يرى قضاء الله عدلًا، ولا لنعمه من الناس أهلًا(2) .
يؤدي إلى تراكم الهموم على القلب، واستمكان الحزن في جوفه
وتنغيص عمره، وكدر نفسه
واستصغاره لنعمة الله عنده
يؤدي إلى المقاطعة، والهجر، والبغضاء، والشحناء.
يؤدي إلى الغيبة، والنميمة.
يؤدي إلى الظلم، والعدوان.
وهل هناك أسوأ من ذلك
أبعدنا الله عنه ظاهراً وباطناً
(: